عاجل
وسائل إعلام: رشقة صاروخية جديدة من جنوب لبنان تجاه الجليل الأعلى
توسعت رقعة إضرابات الممرضين والممرضات في مختلف أنحاء إيران، وسط شكاوى من ظروف المهنة وقلة الأجور وأنباء عن تسجيل حالات وفيات وانتحار بسبب ضغط العمل.
وذكرت وكالة أنباء "إيلنا" العمالية الإيرانية، أن هذه "الاحتجاجات تحدث للمرة الأولى في تاريخ التمريض الحديث الممتد لـ 100 عام في البلاد في شكل إضراب عن العمل".
وقالت وسائل إعلام إيرانية إن الممرضين والممرضات في محافظات همدان وخوزستان وتبريز وكرمانشاه وكردستان انضموا إلى المشاركين في الإضراب.
ونقلت الوكالة عن الأمين العام لمنظمة التمريض الإيرانية، محمد شريفي مقدم، أنه بالتزامن مع تجمعات للممرضين والممرضات في أكثر من 50 مستشفى في مدن إيرانية مختلفة، وصلت الاحتجاجات التي بدأت في محافظتي البرز وطهران الآن إلى مدن شيراز وكهكيلويه وبوير أحمد وخراسان رضوي ورشت والعديد من المدن الأخرى.
ويريد المحتجون الحصول على مطالب من بينها "تنفيذ قانون تعريفة الخدمات التمريضية، والقضاء على التمييز في دفع بدلات العمل، وحل مشكلة العمل الإضافي القسري، والقضاء على النقص في الموارد البشرية وظروف العمل القاسية".
وبحسب خبراء في مجال الصحة والعلاج، فإن تجمع الممرضين والممرضات في الأسابيع الأخيرة خرج على ما يبدو من "النار تحت الرماد" مع تغيير الحكومة وتولي مسعود بزشكيان رئاستها.
وقال شريف مقدم "حان الوقت للحكومة بدلاً من تهديد الممرضات والممرضين المحتجين، أن تجد طريقة منطقية" لإنهاء المشكلة.
نقص الكوادر
ويقول الخبراء إن مستوى تعليم التمريض في إيران مرتفع للغاية، وإن الكثير من طلاب التمريض يقررون الهجرة أثناء دراستهم، أو بعد التخرج.
وأوضحوا أنه لهذا السبب، رغم العدد الكبير من خريجي التمريض، فلا تزال المستشفيات والمراكز الطبية تعاني نقصًا في الممرضات والممرضين، وأدى هذا النقص إلى إغلاق عدة أقسام أو إغلاقها جزئيًّا في كل مستشفى.
ووفقًا لمحمد علوي، الناشط النقابي في مجال التمريض، فإن بعض دول الخليج العربي بحاجة إلى القوى العاملة في مجال التمريض من إيران.
ويعتقد الناشط أن "راتب الممرضة في دول الخليج العربي، بما في ذلك سلطنة عمان، هو ستة أضعاف راتب ممرضة عاملة في إيران".
وأكد الأمين العام لدار رعاية المسنين أن "أكثر من 3000 ممرض وممرضة يهاجرون من البلاد كل عام".
وذكر أحد المتخصصين في الطب الاجتماعي في حوار مع "دويتشه فيله فارسي"، أنه "في الوقت الحالي، هناك حاجة إلى ممرضتين ونصف ممرضة لكل سرير في المستشفى، لكن بحسب إحصائيات 2023، يوجد حاليًّا 1.8 ممرضة لكل سرير، وعندما يكون عدد الممرضات أقل من عدد الأسرة، تنخفض جودة الخدمة، رغم أن حجم العمل لا يتغير، وهذا يعني أن طاقم التمريض مرهق أكثر فأكثر".
تدني الأجور
واشتكت ممرضة من مستشفى شرقي طهران لموقع "إنصاف نيوز" الإيراني، من تأخر دفع أجور الممرضات، إضافة إلى تلقي أجور زهيدة للغاية.
وبالإضافة إلى عدم العدالة في دفع الأجور الحقيقية للممرضات، فإن الخطر الذي يهدد حياة هؤلاء الأشخاص من مرافقي المرضى يمثل مشكلة معقدة أخرى.
وبحسب إحدى الممرضات في مستشفى نمازي في شيراز جنوب إيران، فإن ممرضات غرفة الطوارئ الموجودات في الخطوط الأمامية للتعامل مع المرضى يواجهن مشاكل أكثر بكثير من الممرضات في الأقسام الأخرى في المستشفى نفسه؛ لأنهن على اتصال مباشر مع مرافقي المرضى.
وفيات وانتحار
وأكد الأمين العام لدار رعاية المسنين في إيران لصحيفة اعتماد الإيرانية "وفاة ثلاث ممرضات في مايو/ أيار الماضي بسبب العمل المفرط".
وبحسب ممرضة في مستشفى نمازي في شيراز، فإن العمل الإضافي القسري والمفروض، الذي يصل أحيانًا إلى أكثر من 120 ساعة عمل إضافية، بالإضافة إلى العمل الإلزامي البالغ 180 ساعة شهريًّا، يحول الممرضة إلى شخص منهك.
وأكدت أن أي شخص لا يرغب في العمل الإضافي يتم تهديده بالفصل.
ولفتت إلى أنه في مثل هذه الظروف يفضل الكثير من الممرضين، وخاصة النساء، البقاء في المنزل، أو الانتحار.
وقالت: "نسبة الانتحار بين هذه الفئة مرتفعة جدًّا، ولكن ولسوء الحظ، فإن العديد من حالات انتحار الممرضات تعزى إلى أسباب أخرى".
وبحسب خبراء في مجال الصحة، فإن أحد الجذور الرئيسة لمشاكل الطاقم الطبي في إيران، وخاصة الممرضات، هو وجود "تضخم مرتفع في إيران".
وحاليًّا، حصة الصحة في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد محدودة للغاية، ورغم تخصيص 70% من هذه الحصة للمستشفيات الجامعية والحكومية، فإنها لا تلبي احتياجات الممرضات، وهو ما أشعل احتجاجاتهن في الأيام الأخيرة.
