محللون: "الناتو" تخطى "الخطوط الحمراء" بتمدده العسكري قرب روسيا

رأى محللون سياسيون أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" تجاوز ما وصفوه بـ "الخطوط الحمراء"، بإعلانه زيادة وجوده العسكري قرب الحدود الروسية.

وحذّر المحللون، في حديثهم لـ إرم نيوز"، من أن زيادة الوجود العسكري لحلف "الناتو" على حدود روسيا، قد يعجّل بالصراع المباشر بين موسكو ودول القارة العجوز.

وخلال الساعات الماضية، فؤجئت روسيا بتجديد "الناتو" لخطته التوسعية نحو الحدود الغربية الروسية، وذلك خلال اجتماع رؤساء وزارات دفاع الكتلة داخل الحلف.

وقال الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي مارك روته، إن "الناتو" سيواصل تعزيز وجوده وقواته على الجانب الشرقي بالقرب من الحدود مع روسيا.

وأضاف أن "الحلف سيعمل على زيادة أنظمة الدفاع الجوي ونشر المدفعية ومقاتلات الجيل الخامس، وسيوفر الحلفاء أنظمة دفاع جوي ومدفعية، بالإضافة إلى طائرات حديثة بشكل رئيسي من الجيل الخامس، طراز (إف-35)".

ويؤكد المحللون والمختصون في الشؤون الروسية أن "تصريحات مارك روته، تلك تعتبر نوعاً من الحرب النفسية التي يمارسها الحلف ضد موسكو".

ويشير المحللون إلى "ضرورة وجود منطقة عازلة مع حلف الناتو لضمان عدم وقوع أي خطأ"، محذرين من أن عدم تحقق ذلك سيؤدي إلى وقوع تهديد مباشر على روسيا والمنشآت الحيوية الروسية".

مبادئ الأمن الروسية

يقول المحلل السياسي والخبير في شؤون روسيا بسام البني، إن "الحرب الروسية الأوكرانية بدأت أساساً بسبب تقدم حلف الناتو على الحدود الروسية، وهذا الأمر يعتبر خطاً أحمر بالنسبة لروسيا".

وأضاف، في حديث لـ "إرم نيوز"، أن "الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، يسير على نهج  ‏الأمين السابق؛ إذ يسعى لإجبار روسيا على إصدار تصريحات ليكشف للعالم بأن موسكو تكنّ عداء للحلف، ‏وذلك عكس ما وضعته روسيا من مبادئ للأمن الذي لا يتجزأ عام 2021".‏

‏وأوضح أن "الناتو يقترب بالفعل من الحدود الروسية، ويعزّز دفاعاته، حتى يجرّ موسكو لشن هجوم على قواته، رغم أن روسيا لا تريد ذلك، بينما تريد إعادة الأسلحة والقوات التي نشرها الحلف شرق أوروبا بعد عام 1997".

وكان "الناتو" قد أعلن وتعهد لميخائيل غورباتشوف رئيس الاتحاد السوفيتي السابق أنهم لن يتقدموا نحو الشرق شبراً واحداً، ‏لكن ما حدث أنهم ضموا العديد من دول أوروبا الشرقية ودول الاتحاد السوفيتي السابق خاصة دول البلطيق للحلف، وفق المحلل السياسي. 

وأكد أن "الناتو أصبح أقرب إلى موسكو، حيث يستغرق زمن وصول الصاروخ من أراضي الناتو إلى موسكو حوالي 5 دقائق فقط، وهذا غير مقبول على الإطلاق بالنسبة لروسيا".

منطقة عازلة

وشدد البني، على "ضرورة وجود منطقة عازلة مع حلف الناتو لضمان عدم الخطأ وإلا سيكون هناك تهديد مباشر لروسيا والمنشآت الحيوية الروسية ومركز اتخاذ القرار".

واعتبر أن "هذا التصريح جاء للتغطية على الفشل في أوكرانيا، واستعدادًا لما وصفه بتسليم أوكرانيا لروسيا من خلال الاستسلام، وهذا يعني أن الناتو يجهز نفسه لما بعد أوكرانيا".

واعتبر المحلل السياسي، أن "الناتو يعلم جيدًا أن روسيا ستطالب بالبنود التي تقدمت بها في مبادرة عام 2021 بعد التفرغ والانتهاء من الأزمة الأوكرانية".

السيناريو الصعب

من جهته، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، الدكتور محمود الأفندي، إن "التحركات الأخيرة للناتو تأتي بعد تورطه في حرب أوكرانيا وإصراره على انتصار قوات كييف وهزيمة موسكو، باعتبار أن انتصار أوكرانيا هو انتصار للحلف وهزيمتها هو هزيمة للناتو".

وذكر، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "جبهة القتال تشهد تراجع القوات الأوكرانية بشكل ملحوظ في الكثير من المحاور، وأن إنقاذها يكون فقط عن طريق تدخل مباشر، وأن هذا السيناريو قد يكون صعباً تحقيقه نظرًا لأن نتائجه تعني اندلاع حرب عالمية ثالثة".

وأكد الأفندي، أن "حلف الناتو يحاول توجيه الأنظار نحو تحركات أخرى لاستفزاز روسيا من خلال نشر قوات وأسلحة متطورة على الحدود معها بهدف تشتيت القرار السياسي لروسيا وإرهابها".

واعتبر الخبير في الشؤون الروسية، أن "تصريحات مارك روته، بنشر أسلحة متطورة مثل  نشر مقالات من الجيل الخامس (إف-35) على الحدود مع روسيا هو نوع من الحرب النفسية التي يمارسها الحلف ضد روسيا".

وخلُص الأفندي، إلى أن "الناتو يواجه الآن مشكلة كبيرة، وأن خطة النصر التي عرضها الرئيس الأوكراني زيلينسكي على وزراء دفاع الحلف في بروكسيل ثم في قمة برلين تعني أن أوكرانيا انتهت تمامًا، ويحاولون إنقاذهها من خلال حرب نفسية ضد روسيا".