الخارجية السعودية: نتطلع أن تفضي نتائج الحوار بين إيران وأمريكا إلى دعم الأمن والاستقرار
كشفت تقرير لموقع "أفريكا أنتليجنس"، أن إيران تعمل على عقد صفقة كبرى مع النيجر عبر شراء 300 طن من اليورانيوم، في وقت بدأ فيه التنافس الدولي على تعزيز النفوذ في المنطقة غداة انسحاب فرنسا، في مساعٍ للاستفادة من الوضع الجديد.
مفاوضات متقدمة
هذا التطور كشف عنه تقرير لموقع "أفريكا أنتليجنس" الذي قال إن "إيران والنيجر في مفاوضات متقدمة من أجل حصول طهران على هذه الكمية من اليورانيوم الخام من البلد الواقع في الساحل الأفريقي".
وجاء هذا التقرير الجديد بعد أيام من نفي الناطق باسم الحكومة في نيامي، عبد الرحمن أمادو، ما أوردته تقارير غربية عدة عن تعاقد بلاده مع إيران لتزويدها باليورانيوم الخام.
ووصف أمادو، في بيان، الأنباء المتداولة في هذا الصدد بـ"الكاذبة"، متهمًا الولايات المتحدة الأمريكية بالعجرفة والتعالي في التعامل مع الآخرين، رغم أن واشنطن لم تتهم بشكل رسمي النيجر بالتعاقد مع إيران.
تنويع الشراكات
وقال المحلل السياسي النيجري محمد الحاج عثمان، إن "سياسة بلادنا الحالية تتركز على تنويع الشراكات الخارجية سواء على الصعيد العسكري أو السياسي أو الاقتصادي، ولا أعتقد أن هذا يجرّمه القانون الدولي الذي تدوسه القوى العالمية بشكل يومي".
وأضاف عثمان لـ"إرم نيوز" أن "المفاوضات قد تكون متقدمة بالفعل وقد لا تكون؛ لأنه لا يوجد تأكيد من الحكومة، لكن الثابت أن إيران تحاول تعزيز روابطها مع النيجر في ظل القيادة الوطنية لبلادنا حاليًّا" معتقدًا "أن النيجر تسير على الطريق الصحيح، بصرف النظر عن تحالفاتها المرتقبة".
وأردف أنه "في حال حدوث اتفاق مع إيران أو غيرها فإنه لن يكون مشابهًا لما حدث مع فرنسا، نحاول إبرام صفقات تقوم على الند للند وليس التفريط مجانًا في ثرواتنا كما كان سائدًا".
ومن جانبه لم يستبعد المحلل السياسي المتخصص في الشأن الأفريقي، جيروم بونيه، أن "تُبرم إيران صفقات مع النيجر في مجال اليورانيوم وغيره؛ لأن إيران تحاول استغلال الفراغ الذي يتركه الانسحاب الفرنسي في البداية، ثم الأمريكي، لتعزيز وجودها في النيجر كما في الساحل الأفريقي عمومًا".
مراجعة السياسات
وأكد بونيه لـ"إرم نيوز" أن "على الولايات المتحدة وفرنسا إيجاد طريق ما وسياسة ناجعة هذه المرة للعودة إلى الساحل، ومنع تغلغل إيران فيه؛ لأنها منطقة حيوية بالنسبة لهما سواء لضمان أمن أوروبا، أو منع أنشطة مثيرة مثل انتشار ميليشيات أو غير ذلك، كما يحدث في مناطق أخرى".
وشدد على أنه "لا يمكن ترك منطقة مثل الساحل الأفريقي بثرواتها التي لا حد لها لإيران أو روسيا لوحدهما".
وحث بونيه "القوى الغربية على مراجعة سياساتها التي أثبتت فشلها، والإسراع بدبلوماسية وسياسة جديدة تضمن العودة مجددًا إلى المنطقة، ولكن هذه المرة بشكل لا يترك مجالاً للمزايدات وغير ذلك".