صافرات إنذار تدوي في الجولان خشية تكرار هجمات الدرون القاتلة من العراق

logo
العالم

تجمع وولز وفانس.. ترقب لمناظرة حاسمة تحدد مصير ترامب وهاريس

تجمع وولز وفانس.. ترقب لمناظرة حاسمة تحدد مصير ترامب وهاريس
جيه دي فانس وتيم والزالمصدر: إرم نيوز
01 أكتوبر 2024، 5:48 م

رابح فيلالي

تترقب الأوساط الأمريكية، المناظرة الأخيرة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس، وهي المسألة التي تعطي أهمية بالغة لمناظرتهما الأولى والأخيرة في مدينة نيويورك، في حين أن عدم إقامة مناظرة بين المرشحين الرئيسين، ستكون مفارقة الانتخابات لهذا العام.

وستكون مناظرة المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس، السيناتور عن ولاية أوهايو جيدي فانس، وغريمه المرشح على بطاقة الحزب الديمقراطي حاكم ولاية مينيسوتا تيم وولز، تاريخية بجميع المقاييس التي عادة ما تحكم السباق الرئاسي. 

وهذه المناظرة، ستكون اللقاء الأول من نوعه بين الرجلين، بعد سلسلة طويلة من الانتقادات والهجمات المتبادلة حتى قبل ترشيح وولز على بطاقة كامالا هاريس، بالإضافة إلى ذلك، هناك خلاف طويل بين الرجلين حول الإرث الشخصي في الخدمة العسكرية، باعتبار أن كليهما جنديان سابقان في القوات الأميركية.

وكان فانس محاربًا في العراق، وخدم في القوات الأميركية لسنوات طويلة داخل الولايات المتحدة وفي مناطق الحروب خارجها، بينما خدم الحاكم وولز لمدة تزيد عن العقدين في قوات الحرس الوطني، وهو الأمر الذي يقول عنه إنه يشكل فخرًا شخصيًا له ولعائلته. 

لكن بالرغم من هذا الاتفاق حول الخلفية العسكرية الواحدة والفخر بالخدمة في القوات الوطنية، إلا أن الخلاف قائم حول طبيعة هذه الخدمة.

يقول وولز في أحد تصريحاته إنه يؤيد حمل السلاح، لكنه يؤيد أيضًا تقنين وتنظيم حمله، معتزًا بحمله السلاح في ساحات الحرب، وهو ما أنكره عليه فانس وترامب والجمهوريون من ورائهما، باعتبار أن وولز لم يشارك في أية ساحات حروب، وأنه تقاعد من خدمته في قوات الحرس الوطني قبل استدعاء وحدته العسكرية للالتحاق بالقوات الأميركية في العراق.  

وولز عاد معتذرًا لاحقًا عن سوء الاستخدام لمفرداته، لكن ذلك لم يمنع فانس من استخدام هذه الحجة للتشكيك في صدقية إرثه وفي أحاديثه عن تاريخ خدمته العامة.

ولن تكون هذه نقطة الخلاف الوحيدة بين الرجلين على منصة المناظرة؛ فهناك الكثير من النقاط المتراشق فيها بينهما على مسارح الحملة الانتخابية.

وكان وولز، أول من أطلق من الديموقراطيين، وصف "غريبي الأطوار" على الثنائي الجمهوري ترامب وفانس، ليتحول هذا التعبير إلى علامة مسجلة باسمه بين متحدثي الحزب الديمقراطي على المستوى القومي.

ومنذ تلك اللحظة بزغ نجم وولز كمتحدث لافت بين الديمقراطيين، وهو الطريق الذي أوصله في نهاية المطاف ليكون شريك هاريس على بطاقة الحزب قبل أيام قليلة من موعد مؤتمر الحزب الديمقراطي في منتصف أغسطس الماضي.

وفي ظل غياب الاتفاق بين المرشحين الرئيسين هاريس وترامب على موعد مناظرة ثانية بينهما، بعد أن رفض ترامب تلبية دعوة شبكة "سي إن إن" لمناظرة الرابع والعشرين من أكتوبر الحالي، والتي كانت هاريس قد قبلتها، سيكون كلاهما اللاعبين اللذين سوف يحسمان الصورة النهائية لبطاقة الحزبين قبل أقل من خمسة أسابيع من موعد الانتخابات في الخامس من نوفمبر المقبل.

ويقول العارفون من داخل الحزب الجمهوري إن اختيار ترامب لفانس في حينه كان لهز صورة منافسه الديمقراطي وقتها، الرئيس جو بايدن، وذلك لأن فانس شاب حديث العهد بالساحة السياسية في العاصمة واشنطن، وأن بطاقته تحمل هذا الدم الجديد الذي يطالب به الناخبون الأميركيون. 

لكن إضافة إلى ذلك، فإن فانس يقدم تلك الإضافة التي تنقص ترامب، وهي المتعلقة بأناقة الحديث والقدرة على مخاطبة النخبة الأميركية، بالنظر إلى مؤهلات سيناتور ولاية أوهايو باعتباره كاتبًا ومؤلفًا. 

كما أن دخوله المسرح السياسي جاء بعد نجاحه في كتابة قصة حياته الشخصية، والتي حققت أعلى المبيعات بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" بعنوان "مرثية هيلبيلي"، وهي قصة الضاحية التي يأتي منها فانس من أوساط قرى الفلاحين بولاية أوهايو.  

وفانس، المتحدث الذكي والأنيق في ألفاظه، توقع له أنصار حركة "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" أن يكون ذلك اللسان الذي سيقدم هذه اللمسة النوعية لخطاب الحركة على المستوى الوطني.  

كانت هذه حسابات ترامب وأنصاره، لكن على الأرض ما حدث كان مخالفًا لهذا التوقع تمامًا، بالنظر إلى أن فانس كان في أكثر من مناسبة عامل إثارة لمزيد من اللغط بين الجمهوريين حول ما إذا كان اختياره من قبل ترامب قرارًا صائبًا، وذلك بسبب عدم توفيقه في الكثير من التصريحات التي جعلته في مرمى نيران الديمقراطيين، بل إنه وصف في بعضها بأنه أكثر تطرفًا من ترامب نفسه.  

وهذه هي المداخل التي سوف يستند إليها المرشح الديمقراطي وولز، الرجل الذي سيجلب معه إلى المنصة خبرة عقدين من الزمن في العمل السياسي، وذلك بعد أن شغل عضوية الكونغرس لمدة اثني عشر عامًا، قبل أن يتقدم لانتخابات حاكم ولاية مينيسوتا إلى حين اختياره من قبل هاريس.  

وسيحاول وولز أن يستخدم تلك السلسلة من التصريحات التي وصفت بغير الموفقة من قبل فانس ضده على منصة المناظرة، ومنها ما يتعلق بقضايا الإجهاض والنساء المحبات للقطط وأوكرانيا.

إضافة إلى تلك التصريحات السابقة، التي تراجع عنها في وقت لاحق، والتي وصف فيها الرئيس السابق دونالد ترامب بأنه يمثل "هتلر أميركا".  

هذه القضية تحديدًا سوف تكون، كما كانت طوال الصيف الماضي، مركز الانتقادات التي يوجهها وولز لمنافسه فانس، ذلك لأنها تظهر، المرشح الجمهوري، بأنه لا يملك أي إيمان بمبادئه، وأن التراجع عن موقفه يظهر أنه يغلب مصلحة الصعود السياسي والمكاسب على حساب قناعاته الشخصية.  

وهذا الأمر يشكل الأهمية الكبرى على منصة المناظرة سيكون تلك الخلاصة النهائية التي سوف يخرج بها المعسكران الجمهوري والديمقراطي من مناظرة المرشحين، وتأكيد أو عدم تأكيد صواب تلك الحسابات التي صاحبت اختيارهما في المعسكرين.  

أخبار ذات علاقة

فانس يواصل هجومه على المهاجرين الهايتيين رغم حالة التوتر

 وتقول هاريس عن اختيارها لوولز شريكًا على بطاقتها، إن تاريخه في الخدمة العامة، سواء من خلال عمله في المزارع في طفولته، أو الخدمة العسكرية في قوات الحرس الوطني، ومن بعد ذلك في التعليم، وكذلك إشرافه متطوعًا على فريق كرة القدم في المدرسة التي كان يعلّم بها، إضافة إلى خدمته في الكونغرس قبل أن يتولى منصب الحاكمية في ولايته.  

وتقول هاريس إن هذا التاريخ الطويل في الخدمة العامة، إضافة إلى حصاده اللافت في مساعدة الطبقة الوسطى ومحدودي الدخل في ولايته، يظهر أنه رجل أميركي مخلص للقضايا التي يؤمن بها.  

لكن، هناك حساب آخر مرتبط بالجغرافيا، حيث إن وولز يمثل تلك الفئة من الأميركيين العاديين التي ابتعد عنها الحزب الديمقراطي في العقدين الماضيين، وهي تريد من خلال ترشيحه استعادة التواصل مع هذه الفئة التي كانت إلى وقت قريب قاعدة الحزب الديمقراطي الأساسية، خصوصًا في منطقة الغرب الأوسط التي يأتي منها وولز، وتراهن عليها هاريس في السباق الانتخابي.

أخبار ذات علاقة

"إكس" يوقف حساب صحفي أمريكي نشر تسريبات عن فانس

 في المقابل، يقول ترامب وأنصاره إن اختيار فانس يمثل تلك الرؤية المستقبلية التي يريدها ترامب لحركته السياسية، بسبب تقدمه في العمر وعدم قدرته على الترشح لولاية أخرى في حال إعادة انتخابه في نوفمبر المقبل.

ولذلك، فإنه يريد باختيار فانس أن يحضر لمستقبل الحركة، من خلال وجود صاحب خطاب لا يقل حدة عن خطابات ترامب تجاه عدة قضايا وطنيًا وخارجيًا، بما يتطابق تمامًا مع توجهات حركته، وكذلك الجناح المحافظ بين الجمهوريين.

وستقدم مناظرة نيويورك مزيدًا من الرؤية بالنسبة لتلك الفئة الواسعة والحاسمة من الناخبين الأميركيين الذين لم يحسموا موقفهم النهائي من السباق حتى الآن، من خلال تقييم ذلك الأداء على منصة المناظرة. 

ولكن كذلك لأن الأميركيين عادة ما ينظرون إلى المرشحين لمنصب النائب بأنه القرار الرئاسي الأول الذي يتخذه المرشحون الرئاسيون، وهو تقدير كافٍ بالنسبة لهم حول قدرة هذا أو تلك على اتخاذ القرارات الصحيحة عند وصوله إلى البيت الأبيض بصفته رئيسًا للبلاد لأربع سنوات قادمة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC