وسائل إعلام يمنية: قصف أمريكي استهدف بـ 12 غارة منطقة الحفا في مديرية السبعين بصنعاء

logo
العالم

الهجرة غير الشرعية من ساحل العاج.. صمت وخوف يرافقان رحلة المخاطر

الهجرة غير الشرعية من ساحل العاج.. صمت وخوف يرافقان رحلة المخاطر
مهاجرون غير شرعيون يستقلون قارب سعيا للوصول إلى أوروباالمصدر: رويترز
11 مارس 2025، 4:29 م

في ساحل العاج، يغلف الصمت حلم العديد من المهاجرين غير النظاميين الراغبين في الوصول إلى أوروبا، فيما يعتبر موضوع الهجرة غير الشرعية في البلاد من المحرمات، حيث يحرص معظم الشباب على إبقاء خططهم سرية عن أسرهم وأصدقائهم. 

وفي كثير من الأحيان، لا تعلم العائلة بخروج أحد أفرادها إلا بعد فترة طويلة من مغادرته، مما يجعل هذا الحلم يُحاك في الخفاء.

من بين هؤلاء، تبرز قصة الشابة أميناتا (26 عامًا)، التي تبيع الإكسسوارات والحلويات الصغيرة في كشك متنقل على جانب طريق في سوجون، إحدى ضواحي أبيدجان.

أميناتا، التي تشاركها صديقتها كادي، أصغر منها بثلاث سنوات، حلمًا مشتركًا بالهجرة إلى فرنسا، حيث يطمح كلاهما للعبور إلى المغرب أولًا، ومن ثم الحصول على تأشيرة إلى فرنسا.

تقول أميناتا عن حلمها: "لم أخبر أحدًا، لا عائلتي ولا أصدقائي. إذا تحدثت عن السفر إلى أوروبا، سيحاول الناس إحباطك". 

ورغم الغموض الذي يحيط بهذه الرحلة، تأمل الصديقتان في "العمل قليلًا" في المغرب والحصول على تأشيرة، معتقدتين أنه بتلك الطريقة، يمكنهما تجنب عبور البحر الأبيض المتوسط. وتستعرضان الفكرة كما لو أنها سهلة وبسيطة، لكنهما لا تدركان تمامًا المخاطر التي قد تواجههما في هذا الطريق.

مأساة الهجرة السرية

ويشير فريديريك أجوسي، الذي يعمل في منظمة "رياليك" الإيفوارية لمكافحة الهجرة غير النظامية، إلى أن مشاريع الهجرة السرية هي "مأساة" حقيقية. 

ويضيف قائلاً: "الشباب الإيفواريون الذين يخططون للرحيل يفعلون ذلك دائمًا تقريبًا في الخفاء، فهم لا يبحثون عن المعلومات بشكل جيد، ولا يعرفون حقيقة هذه الرحلة".

ويطلق على هؤلاء المهاجرين الجدد اسم "كابا كابا"، وهي تعني حرفيًا "الذين يذهبون بسرعة"، يوضح بول أدوتي، مدير ديوان بلدية سوجون، أن هؤلاء الشباب يعتقدون أن أوروبا ستمنحهم كل ما يفتقدونه في ساحل العاج. "إنه جيل يستعجل كسب المال بسرعة، لكننا نعلم أن الرحلة محفوفة بالمخاطر"، يقول أدوتي.

السرية والخوف من الفشل

وفي السياق ذاته، يشير دوران (26 عامًا) إلى أنه قرر مغادرة ساحل العاج منذ فترة طويلة، حيث يعمل دوران في جمع الخردة ويعد أبًا لطفلين، ويقول: "لقد حلمت بذلك منذ أن كنت صغيرًا".

ولكنه، مثل كثيرين غيره، احتفظ بمشروعه سرًا طوال سنوات، ويقول: "تحدثت عن ذلك مع والديّ في عام 2011، لكن لم يكن لديهما المال لمساعدتي في تمويل الرحلة، لذا تخليت عن الفكرة مؤقتًا، أما الآن، فأنا أدخر المال كل شهر من أجل الرحيل".

يتساءل أجوسي عن السبب وراء إخفاء هذا الموضوع، مؤكداً أن ذلك يعود إلى "العقلية الإيفوارية الراسخة"، حيث يُعتقد أن الإشارة إلى مشروع الهجرة قد يجلب الفشل. 

كما أن "هناك خرافات قوية تقول إنه عندما يتم الإفصاح عن مشروع الهجرة، تزداد احتمالات فشله، ويعتقد البعض أن روحًا خبيثة قد تلقي تعويذة على مشروع سفرك، خاصة إذا تم الحديث عن هذا المشروع مع الأم، التي عادة ما تحاول تثبيط الشخص عن المغادرة".

الطريق غير القانوني

لا يُعتبر الطريق القانوني للهجرة خيارًا مطروحًا أمام هذه الفئة من الشباب، إذ غالبًا ما يكون هؤلاء الشباب ذوي مستويات تعليمية محدودة، مما يجعلهم غير مؤهلين للحصول على تأشيرات، حيث يشير أجوسي إلى أن "عدد الرفض كبير جدًا لدرجة أن الشباب لم يعودوا يحاولون حتى تقديم طلبات الهجرة". وفي حالة دوران، لم يكن يعرف حتى بوجود إمكانية قانونية للسفر إلى فرنسا.

وبين الصمت والخوف، تظل الهجرة غير الشرعية حلمًا بعيدًا للكثيرين في ساحل العاج، ورغم المخاطر الجمة التي قد يواجهها هؤلاء الشباب، فإن الأمل في حياة أفضل في أوروبا يدفعهم إلى اتخاذ قرارات محفوفة بالمخاطر.

أخبار ذات علاقة

المهاجرون غير الشرعيين في ليبيا.. مأساة ترويها المقابر الجماعية

 وما يبقى واضحًا هو أن معركة هؤلاء الشباب ليست فقط مع القوانين والهجرة، بل مع مجتمع يتجنب الحديث عن هذه الهجرة، ما يجعلهم يواجهون مصيرهم وحيدين في رحلة قد تكون نهايتها مأساوية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات