عاجل

آيكوم اليابانية: نحقق بتقارير عن انفجار أجهزة لاسلكية تحمل شعار الشركة في لبنان

logo
العالم

هل تُحافظ مارين تونديلييه على تحالف اليسار الفرنسي؟

هل تُحافظ مارين تونديلييه على تحالف اليسار الفرنسي؟
مارين تونديلييه، زعيمة حزب الخضر في فرنساالمصدر: رويترز
18 يوليو 2024، 6:28 م

تواجه مارين تونديلييه، زعيمة حزب الخضر في فرنسا، تحديًا كبيرًا للحيلولة دون انهيار الائتلاف اليساري بعد انتصار غير متوقع حققه في الانتخابات التشريعية، التي شهدتها البلاد أخيرًا.

ولعبت تونديلييه، البالغة من العمر 37 عامًا، دورًا محوريًا في توحيد الأحزاب السياسية اليسارية عبر تشكيل الجبهة الشعبية الجديدة، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وغالبًا ما تتم مقارنة تونديلييه، بزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، لكن تونديلييه ترفض مبدأ تلك المقارنة، وفقًا للصحيفة، التي عدّت أن ردة فعل تونديلييه ليست مفاجئة نظرًا للسرعة التي صعد بها نجمها في سماء السياسة الفرنسية.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن تونديلييه، المولودة في "هينان بومونت" شمالي فرنسا، أصبحت نجمًا جديدًا لليسار الفرنسي، وشخصية بارزة تميزت بحضورها الإعلامي النابض بالحياة، والسترة الخضراء المميزة، التي ترتديها كثيرًا.

أخبار ذات علاقة

انتخابات رئاسة البرلمان.. نقطة فاصلة تحسم مستقبل فرنسا السياسي

 

ولفتت الصحيفة إلى أن الائتلاف، الذي يضم حزب الخُضر، والحزب الاشتراكي، والحزب الشيوعي، وحزب فرنسا اليساري المتطرف، يشغل الآن نحو 190 مقعدًا في الجمعية الوطنية، التي يبلغ عدد مقاعدها 577 مقعدًا.

وذكرت إلى أن ذلك التمثيل يُعد أقل بكثير من الأغلبية المطلقة، وهو ما يترك التحالف اليساري أمام تحدي الحكم وتفعيل أجندته دون السيطرة الكاملة على الهيئة التشريعية.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية إلى أن انتصار اليسار الفرنسي، كان سببًا في ظهور مرحلة سياسية جديدة في فرنسا، حيث انقسمت الجمعية إلى ثلاث كتل كبيرة: اليسار، والوسط، واليمين القومي.

غرفة نوم مؤقتة

وأضافت أن من بين التحديات، التي يواجهها التحالف اليساري، هو ما صرح به الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي يحتفظ بسلطة تعيين رئيس الوزراء، بأنه لن يختار مرشحًا يساريًا لمنصب رئيس الوزراء.

وبعد قبول استقالة حكومة رئيس الوزراء غابرييل أتال الوسطية، طلب ماكرون منها الاستمرار في تصريف الأعمال لعدة أسابيع، وهو ما يزيد ضبابية الساحة السياسة الفرنسية، عشية افتتاح دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في العاصمة باريس.

وأكدت الصحيفة أن تونديلييه عازمة على الحفاظ على وحدة تحالف اليسار وفعاليته رغم التحديات التي يواجهها في الحكم دون أغلبية، وهي تدرك أن التحالف يجب أن يكون "حكومة قتالية" و"حكومة عمل" للوفاء بوعوده بالعدالة الاجتماعية، على الرغم من أن ذلك لن يكون سهلاً أو مريحًا.

ونوهت إلى أن تونديلييه، التي تعيش بشكل متواضع، وتنام في غرفة نوم مؤقتة فوق مقر حزب الخضر في باريس، مصممة على عدم "خيانة" الناخبين، الذين وضعوا ائتلافها في السلطة، وهي مستعدة للقتال من أجل أجندتهم على الرغم من العقبات السياسية.

ولفتت الصحيفة إلى أن الصراعات الداخلية في تحالف اليسار تهدد استقراره، فقد وصلت الأحزاب إلى طريق مسدود بشأن ترشيح رئيس الوزراء، في حين اشتبكت شخصيات بارزة مثل جان لوك ميلينشون من حزب "فرنسا الأبية" مع الزعماء الاشتراكيين.

ودفعت الخلافات تونديلييه إلى التعبير عن شعورها بالإحباط وخيبة الأمل في مقابلة تلفزيونية أجريت معها أخيرًا، حيث حذرت من أن الاقتتال الداخلي بين اليسار قد يفيد حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بقيادة لوبان، وفقًا للصحيفة.

النسر والجبان

كما أكدت أنه رغم التحديات لا تزال هناك فرصة أمام ائتلاف الجبهة الشعبية الجديدة للاجتماع معًا لتسمية مرشح لمنصب رئيس الوزراء، ولا سيما أن الائتلاف تمكن من التوحد خلف أندريه شاسين، وهو من قدامى المحاربين في الحزب الشيوعي، كمرشح لرئاسة الجمعية الوطنية.

وذكرت أنه رغم أن الصراعات والانقسامات الداخلية في اليسار ليست جديدة، إلا أن الفوضى الحالية مخيبة للآمال بالنسبة إلى السبعة ملايين ناخب الذين دعموا الائتلاف في الانتخابات، وكانوا يعلقون آمالاً كبيرة على أجندته التي تتراوح بين رفع الحد الأدنى للأجور إلى حماية البيئة.

وتدرك مارين تونديلييه أن تحقيق التحول البيئي الضروري في فرنسا لا يمكن أن يكون ناجحًا إلا إذا اقترن بسياسات العدالة الاجتماعية، وهي تعترف بأن المبادرات البيئية ذات النوايا الحسنة، مثل تشجيع شراء السيارات الكهربائية، فشلت لأن العديد من العمال والمزارعين لا يستطيعون تحمل تكاليفها.
كما تدرك تونديلييه مدى أهمية معالجة تغير المناخ، مع العلم أن الأطفال الذين يولدون اليوم قد لا يكون لديهم كوكب صالح للسكن عند وصولهم إلى مرحلة البلوغ.

أخبار ذات علاقة

ماكرون يقبل استقالة الحكومة الفرنسية لتتولى "تصريف الأعمال"

 

وبحسب الصحيفة فقد ساهمت خلفية تونديليه وجذورها، التي تعود إلى بلدة "هينان بومونت" التي تعاني من الكساد الاقتصادي والبيئي في تشكيل وجهة نظرها، إذ رأت كيف أثر تراجع صناعة تعدين الفحم والصناعات البديلة الملوثة سلبًا على صحة السكان المحليين وسبل عيشهم، وهو ما عزز اعتقادها بأن حماية البيئة والعدالة الاجتماعية يجب أن يسيرا جنبًا إلى جنب حتى يحدث أي تحول بيئي ذي معنى.

كما أن نشأتها، إلى جانب تجاربها في قضاء إجازتها في جبال الألب الفرنسية، عززت حبها العميق للطبيعة والالتزام بالقضايا البيئية، بحسب ما أوردت الصحيفة.

وانتقدت مارين تونديلييه التكتيكات الانتهازية التي تنتهجها مارين لوبان، واصفة إياها بـ"النسر" لاستغلالها الصعوبات في قاعدتها السياسية لتعزيز السياسات القومية المناهضة للمهاجرين، كما تنتقد زعيم التجمع الوطني "جوردان بارديلا" لتجنبه النقاش معها وتصفه بـ"الجبان".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC