بيان: الجيش الإسرائيلي يصدر أمر إخلاء لعدد من المناطق بغزة

logo
العالم

بعد ماكرون.. ترامب يبحث مع ستارمر "إنهاء" الحرب في أوكرانيا

بعد ماكرون.. ترامب يبحث مع ستارمر "إنهاء" الحرب في أوكرانيا
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمرالمصدر: رويترز
27 فبراير 2025، 5:28 م

يجري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، مباحثات بشأن حل أزمة الحرب في أوكرانيا، ضمن لقاءات ترامب مع القادة الأوروبيين المعنيين بالحرب في كييف ومستقبلها.

ويُعتبر ستارمر، الذي سيحل ضيفًا على العاصمة الأمريكية واشنطن الليلة، ثاني أكبر ضيف أوروبي بعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كان أول ضيوف ترامب الأوروبيين، منذ بدء ولايته الرئاسية الثانية.

واتخذ البريطانيون أكثر من خطوة واحدة تظهر استقلالهم الكامل في التعامل مع الحرب في أوكرانيا، بعيدًا عن رؤية ترامب، حيثُ هددت بفرض سلسلة عقوبات اقتصادية متشددة ضد موسكو.

أخبار ذات علاقة

"الحزم دون إظهار الضعف".. ماكرون يكشف عن استراتيجية التعامل مع ترامب

ويعتقد ستارمر أن أوروبا مطالبة في ظل التطورات القائمة في الضفة الأخرى من الأطلسي، أن تتدبر مسؤولية أمنها، وأن تدرس بصورة جماعية تعزيز إنفاقها الدفاعي.

ودعا بريطانيون إلى عقد اجتماع مواز في العاصمة لندن للشركاء الأوروبيين بغية التوصل إلى رؤية موحدة  للمسار، الذي تخوضه واشنطن مع روسيا، في ظل غياب "كامل" لأوروبا.

تباعد كبير

ويأتي اللقاء المُرتقب، وسط تراشق إعلامي وتباعد كبير في الرؤية بشأن  تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا قبل خوض أي مسار سياسي أملا في التوصل  إلى التسوية مع روسيا.

ولا يقتصر الخلاف في الرؤية الأمريكية البريطانية على الموقف من روسيا فقط، بل يمتد إلى تفاصيل مرتبطة بالعلاقة الثنائية أو المتعدية مع أوكرانيا، حيثُ يقول ترامب إن أمريكا ليست راغبة في تقديم الكثير من الضمانات الأمنية لأوكرانيا، التي يُطالب بها رئيسها كما يطالب بذلك الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

خلاف جوهري

ويُفضل ترامب ألا تشارك الولايات المتحدة في أية قوات لحفظ السلام في مناطق ضمان تنفيذ أي اتفاق، ورغم ذلك فإن الخلاف الجوهري بين لندن وواشنطن حول مستقبل كييف يتعدى ذلك ليصل إلى إشكالات أعمق وأخطر، بحسب ما ذكر مقربون من إدارة ترامب.

وأوضح المقربون لـ"إرم نيوز"، أن النقاش الدبلوماسي العاصف، الذي شهدته أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة بين الحلفاء الأوروبيين والإدارة الأمريكية كان حول مستقبل الأراضي الأوكرانية، التي استولت عليها موسكو بعد اندلاع الحرب.

وبيّنوا أن إدارة ترامب لم تأت في مشروع قرارها "غير المسبوق" على وحدة الأراضي الأوكرانية، وهو ما أثار حفيظة أوروبا، التي اعتبرت أن "البيانات السياسية" للقرار فيها مخالفة صريحة لما سارت عليه بيانات المنظمة الأممية السابقة، كما أنه "يُظهر حالة من التسليم بالأمر الواقع من جانب أوكرانيا والشركاء الأوروبيين"، في حال القبول بالصيغة الأمريكية.

نسخة مكررة

وكان واضحا خلال زيارة ماكرون القصيرة إلى البيت الأبيض، أن الاتفاق لم يعد كاملا في وجهات النظر الأوروبية الأمريكية، عندما يتعلق الأمر بالحلف الأطلسي والغريم الروسي.

وماكرون الذي اختلف مع رؤى ترامب علنا خلال المؤتمر الصحفي المشترك بينهما خاصة في الجزء المتعلق بدعم أوكرانيا، حرص على إظهار الاستعداد الأوروبي لذهاب الأعضاء منفردين في الدفاع عن رؤيتهم وفي حماية أمنهم الفردي والجماعي.

وفي الوقت نفسه حرص على إبقاء الباب مفتوحًا أمام الحوار المتصل مع واشنطن، وهو أمر يدرك ماكرون أهميته أكثر من أي سياسي آخر في القارة الأوروبية باعتباره الزعيم الأوروبي الوحيد، الذي تعامل مع ترامب في الولايتين السابقة والحالية، كما كان شريكا أساسيا في الرؤية، التي وضعها الرئيس السابق جو بايدن لكيفية التعامل مع الحرب في أوكرانيا.

عاصفة بين ضفتي الأطلسي

ويأتي لقاء ستارمر مع الرئيس ترامب، الذي سيكون الأول من نوعه بصفته الرسمية، وسط أزمة دبلوماسية عاصفة بين ضفتي الأطلسي لا تقتصر فقط على الحرب في أوكرانيا، ولكن تمتد إلى تفاصيل داخلية تتعلق بالموقف الأمريكي من قضية الهجرة ولوم الشركاء الأوروبيين على سياساتهم المتساهلة مع المهاجرين، إلى جانب أزمة الرسوم الجمركية المؤجلة.

ومن المرجح أن يكون لقاءً صعبًا، خصوصًا في ظل وجود خلافات معقدة بين الجانبين، وسط إصرار بريطاني على مناقشة الأمن القومي لأعضاء الأطلسي الأوروبيين بعيدا عن المشاركة الأمريكية، وإصرار أوروبي على الاستمرار في علاقة التشدد ضد روسيا.

زاوية حادة

وقال عضو قيادي في الحزب الديمقراطي لـ"إرم نيوز"، إن "زيلينسكي حشر في زاوية حادة فهو مخير بين عدة خيارات جميعها سواء"، وذلك تعليقًا على لقاء ترامب مع زيلينسكي في البيت الأبيض، وهو لقاء جرى تأجيله لأكثر من مرة على خلفية "تصريحات مضادة" بين الرئيسين.

أخبار ذات علاقة

"نيويورك تايمز": إشارة غامضة بشأن أمن أوكرانيا في "صفقة المعادن"

 وبيّن أن الخيارات المتاحة أمام زيلينسكي هي خسارة الدعم الأمريكي الكامل سواء تعلق الأمر بالأموال والمعدات والدبلوماسية أو القبول بتوقيع اتفاق إطار مع الإدارة الأمريكية يسمح للولايات المتحدة باستغلال الموارد الباطنية  لأوكرانيا لأجيال قادمة.

وأوضح القيادي الديمقراطي أن شعورا بالاضطرار من الجانب الأوكراني وكذلك الأمر بالنسبة للشعور بتوجه واشنطن إلى التخلي عن حليف استراتيجي لرؤيتها الأمنية للجوار الأطلسي في القارة العجوز، هو ما يجعل الحكومة الأوكرانية ترضى باتفاق يضع مخزونها من المعادن تحت السيطرة الأمريكية.

وبرر ترامب صفقة المعادن المحتملة بحجة أن وجود المعادن تحت السيطرة الأمريكية سوف يجعل الأطراف جميعها تتجنب الاقتراب من الأراضي، التي هي تقع تحت مسؤولية الولايات المتحدة، وهو ما يخدم مصلحة أوكرانيا، الساعية للمحافظة على سيادتها ووحدة أراضيها، وفقًا لترامب، الذي اعتبر أن خروج زيلينسكي من السلطة سيحقق السلام في بلاده.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC