ترامب: سأتحدث مع نتنياهو عن التجارة والتعريفات الجمركية
يرى محللون فرنسيون أن موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن توريد الأسلحة لإسرائيل يعكس التزام فرنسا التقليدي بالحل الدبلوماسي، ودعم حل الدولتين، معتبرين أن العلاقات بين إسرائيل وفرنسا تشهد توترًا متزايدًا ومستمرًا.
ودعا ماكرون إلى وقف توريد الأسلحة التي قد تُستخدم في غزة، مشددًا على ضرورة العودة إلى الحل السياسي وتجنب التصعيد في المنطقة، جاءت هذه الدعوة وسط مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، وأهمية العمل على وقف القتال.
ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقوة على دعوة ماكرون، واصفًا إياها بأنها "عار" وتضر بأمن إسرائيل، هذا التوتر يعكس عمق الخلاف بين فرنسا وإسرائيل بشأن سياسات الأخيرة تجاه غزة والفلسطينيين.
خلافات عميقة
يقول الباحث السياسي الفرنسي المتخصص في شؤون الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، دينيس بوشار، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن موقف ماكرون يعكس التزام فرنسا التقليدي بالحل الدبلوماسي ودعم حل الدولتين.
وأشار بوشار إلى أن دعوة ماكرون لوقف توريد الأسلحة تحمل طابعًا رمزيًا إلى حد كبير، إذ إن فرنسا ليست من الموردين الرئيسين للأسلحة لإسرائيل، لكنها تعكس رغبة في الضغط الدولي لوقف التصعيد، والعودة إلى المفاوضات.
وأضاف بوشار أن هذا التوتر الدبلوماسي يعكس خلافات عميقة في الطريقة التي تنظر بها باريس وتل أبيب إلى حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فبينما تدعو فرنسا إلى اتباع نهج دبلوماسي يدعم حل الدولتين، تفضل إسرائيل، بقيادة نتنياهو، موقفًا مغايرًا.
امتداد الأزمة الفرنسية الإسرائيلية إلى أوروبا
من جهته، يرى الباحث السياسي الفرنسي في معهد جنيف لبحوث السلام، جيل إيمانويل جاكيه، أن هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى تصعيد الأزمة بين فرنسا وإسرائيل، منها أن فرنسا تُعد من أبرز الداعمين لحل الدولتين، وترى في السياسات الإسرائيلية، خاصة المتعلقة بالتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، عقبة كبيرة أمام أية تسوية سلمية.
وأوضح جاكيه، في تصريحاته لـ"إرم نيوز"، أن فرنسا تؤدي دورًا محوريًا داخل الاتحاد الأوروبي، وأي تصعيد بين باريس وتل أبيب قد يؤثر في العلاقات الإسرائيلية الأوروبية بشكل أوسع، لا سيما في ظل انتقادات الاتحاد الأوروبي المتكررة للسياسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
وأشار جاكيه إلى أنه من المرجح أن يؤدي أي تصعيد دبلوماسي بين إسرائيل وفرنسا إلى تدخل أطراف دولية أخرى، خصوصًا الولايات المتحدة التي تُعتبر الحليف الأكبر لإسرائيل، ومع ذلك، شهدت العلاقات بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وإسرائيل بعض التوترات أخيرًا، مما قد يعقد الموقف أكثر.
واعتبر جاكيه أنه في ظل هذه التطورات، من الصعب التنبؤ بمستقبل العلاقات الفرنسية الإسرائيلية على المدى القريب، مشيرا إلى أن أي تصعيد سيعتمد بشكل كبير على كيفية تعامل الطرفين مع الأزمات الراهنة، وكذلك التوازنات السياسية الإقليمية والدولية.