logo
العالم

السودان.. العطا يكشف مخطط البرهان للبقاء في السلطة بعد انتهاء الحرب

السودان.. العطا يكشف مخطط البرهان للبقاء في السلطة بعد انتهاء الحرب
الجنرال ياسر العطا
11 سبتمبر 2024، 4:40 م

أعلن مساعد القائد العام للجيش السوداني، الجنرال ياسر العطا، في تصريحات جديدة أن "الجيش لن يتخلّى عن السلطة بل سيستمر في قيادتها حتى إلى مرحلة ما بعد الانتخابات".

واعتبرت قيادات سياسية تحدثت لـ"إرم نيوز" أن تصريحات "العطا" كشفت جانبًا من أسباب إصرار الجيش على التصعيد العسكري، عوضًا عن الجنوح للسلام عبر التفاوض.

وقال "العطا" خلال مخاطبته جنودًا من الجيش في منطقة المعاقيل العسكرية بولاية نهر النيل، إن القائد العام للجيش سيظل على رأس الدولة في فترة ما بعد وقف الحرب، ولن يتخلّى عن السلطة خلال الفترة الانتقالية، بل سيستمر فيها حتى إلى ما بعد 3 دورات انتخابية.

وتأتي تصريحات "العطا" في وقت نصت فيه كل وثائق الاتفاقات السابقة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منابر "جدة والمنامة"، على خروج الجيش عن السياسية، وتسليم السلطة لحكومة مدنية يخضع لها العسكريون، كما تطابقت في ذلك رؤى القوى السياسية المطروحة لمعالجة الأزمة في البلاد.

أسباب الحرب

تعليقًا على ذلك يقول المتحدث الرسمي باسم تنسيقية القوى الديمقراطية "تقدم" بكري الجاك، إن "ما قاله الفريق ياسر العطا هو جزء من أسباب الحرب، لأن القوات المسلحة ظلت متمسكة بالسلطة وسيطرتها على اقتصاد البلاد، وتوظيف السلطة لخدمة أقلية".

وأضاف الجاك في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "البرهان له طموح فى البقاء على سدة الحكم، وهذا سبب الانقلاب على حكومة حمدوك، فى الـ25 من أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حينما كان من المفروض أن تؤول رئاسة مجلس السيادة للمدنيين".

وأشار إلى أن طموح "البرهان" فى السلطة أيضًا كان سببًا في اشعال الحرب الجارية، لأنه وجد نفسه فى مواجهة مع تطلعات قوات الدعم السريع بعد أن نفَّذا سويًا الانقلاب على الحكم الانتقالي المدني.

وأضاف أن "تصريحات العطا تنم عن عدم تقدير لثورة السودانيين على الحكم العسكري الشمولي إن لم يكن احتقارًا للإرادة الشعبية"، ووصفها بأنها توجه له مخاطر على إيقاف الحرب واستقرار البلاد، لأن ذلك يتعارض مع كل التوجيهات الداخلية، والإقليمية، والدولية، حول مستقبل البلاد.

من جهته، اعتبر عضو الهئية القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية "تقدم" محمد حسن التعايشي، أن التصريحات لخصّت دور الجيش في الأزمة الوطنية بل اختصر الرجل الحرب، ومن الذي أشعلها والهدف منها.

وقال التعايشي على منصة "إكس" إن الجنرال ياسر العطا؛ أكثر ضابط جيش يتسق سلوكه ووعيه وأفعاله مع تشوهات المؤسسة العسكرية المتمثلة في "الغطرسة، والتدخل في السياسة، والعنف تجاه المجتمع والتطلعات غير الموضوعية"، مشيرًا إلى أن تلك التشوهات ظلت تاريخيًا تمثل جوهر اختلالات وعيوب القوات المسلحة السودانية.

وقال التعايشي مخاطبًا الذين يصطفون خلف استمرار الحرب بدواعي الحفاظ على الدولة، "هذا هو عظم الدولة التي تريدون الحفاظ عليها، وهذا هو الجيش الذي يمثل رمزيتها". 

وأضاف أن "ما لم يستطع ياسر العطا أن يتجاهله، ولن يستطع، هو أن هذه الحرب وكيفما انتهت عليه فهي تمثل نهاية دورة سياسية، وبداية دورة جديدة عمادها التأسيس، وبناء الدولة على أسس جديدة وعادلة، وهي شروط السلام المستدام".

 

 

تعقيد الوضع

ولم تكن تصريحات مساعد البرهان الأولى من نوعها، فقد درج على الحديث الذي يثير الخلافات والجدل في السودان، فسبق أن اتهم القوى السياسية بالخيانة والتعاون مع قوات الدعم السريع، وتوعدها بالملاحقة والحرمان من حكم البلاد.

من جهته، قال متحدث تحالف القوى المدنية لشرق السودان، صالح عمار، لـ"إرم نيوز" إن تصريحات الجنرال ياسر العطا لا ترتقي إلى الواقع السوداني، حيث الحرب قضت على الأخضر واليابس، مشيرًا إلى أن السودانيين الذين يواجهون المجاعة في مخيمات النزوح واللجوء كانوا ينتظرون تصريحات إيجابية تسهم في الحل وليس ما يزيد من تعقيد ما هو معقد أصلًا.

وحول تمسك الجيش بالسلطة أضاف عمار أن "الشعب السوداني قال كلمته في ثورة ديسمبر ضد الرئيس السابق عمر البشير، أنه لن يسمح بالحكم العسكري، وقدم الشهداء في سبيل ذلك، كما أن العالم ودّع محطة الانقلابات، وأن الاتحاد الأفريقي جمَّد عضوية السودان بسبب انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، والحكم العسكري، وبالتالي أي تصريحات مثل هذه تعني تعقيد الوضع، وفرص الحلول تتضاءل".

وأكد عمار أن القوى السياسية كذلك تتطلع إلى أن تكون التصريحات والخطوات إيجابية بما يسهم في تحقيق السلام، وإنقاذ السودانيين من المحرقة والجوع.

 

غضب حلفاء الجيش

تصريحات الجنرال العطا لم تعد تثير غضب الرافضين للحرب وحدهم، بل وجدت الرفض حتى داخل معسكر الجيش الداعي لاستمرار الحرب، حيث اعتبرها حليف الجيش، مبارك أردول، رسائل سياسية سلبية تثير قضايا خلافية.

وقال أردول على منصة "إكس" إنه إذا ما أنجزت قيادة الجيش السوداني مهامها الفنية والدستورية، لكفتها شر لعنات كراسي الحكم التي تذوق سعيرها كل من مر على الحكم في السودان.

وأضاف أن "قضية الحكم وتوزيع المهام والسلطات والسياسات، هي إحدى صميم القضايا التي يجب بحثها من كل الأطراف في البلاد السياسية والمدنية والعسكرية، فلا أحد بيده فرض شروطه على الآخرين، لأنها قضية جوهرية وليست فرعية، ولم تفوض القوى السياسية أي جهة لتقرير مصير البلاد لوحدها".

 

بدوره، قال الصحفي المساند للجيش السوداني في استمرار الحرب، أحمد البلاد الطيب، إن "العطا" فجّر مفاجأة غير متوقعة بقوله إن القائد العام للجيش سيظل على رأس الدولة حتى بعد الانتخابات لثلاث أو 4 دورات انتخابية.

وأضاف على منصة "إكس" "مع كامل تقديرنا للفريق أول العطا، والقوات المسلحة التى نساندها بلا حدود..إلا أن هذا التصريح  غير موفق، ويثير الكثير من الجدل والشكوك حول النية لفرض ديكتاتورية عسكرية".

 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC