حماس: قطاع غزة دخل فعليا مرحلة المجاعة في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث
مع تعزيز بلاده لنفوذها في غرب أفريقيا، ثارت تساؤلات بشأن ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيزور "القارة السمراء" في المرحلة المقبلة لترتيب وضع أذرعه العسكرية والاقتصادية هناك.
ورجح الكاتب الصحافي الروسي، ديمتري نيفيودوف في تقرير على موقع "فوندسك ري"، أن يزور بوتين أفريقيا هذا العام، في وقت تتزايد فيه انتكاسات فرنسا وحلفائها الغربيين في القارة، حيث طردت السنغال وأيضا تشاد قواتها من هناك.
وقد تسعى روسيا في الأشهر المقبلة إلى ملء هذا الفراغ الذي يتركه الانسحاب العسكري الفرنسي من منطقة تشهد اضطرابات أمنية واسعة النطاق خاصة في ظل غياب جيوش نظامية قادرة على بسط الاستقرار.
ولم يعلن الكرملين بعد عن زيارة لبوتين إلى أفريقيا، مع العلم أن الأخير يواجه مذكرة اعتقال دولية صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية؛ بسبب الحرب التي يشنها على أوكرانيا منذ نحو عامين.
وذكر نيفيودوف، أن "العمل جارٍ من أجل بلورة زيارة لبوتين إلى أفريقيا، والتي ستشمل على الأرجح دول جنوب أفريقيا وأفريقيا الوسطى والنيجر".
وتوجد في هذه الدول قوات روسية سواء خاصة من مجموعة فاغنر شبه العسكرية، أو مدربين وضباط من الجيش الروسي في وقت تطمح فيه موسكو إلى تعزيز حضورها في المنطقة الغنية بثرواتها الأرضية والمعادن النفيسة.
وعلق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، على الأمر بالقول: "هذه الزيارة المرتقبة قد يحاول بوتين من خلالها بعث رسائل طمأنة إلى حلفائه الأفارقة الذين أصبحوا يخشون بالفعل تخلي روسيا عنهم مثلما حدث في سوريا مع نظام بشار الأسد وفي السابق مع معمر القذافي، إنها زيارة للتأكيد على متانة التحالف".
وأوضح ديالو، لـ"إرم نيوز"، أن "هذه الزيارة إذا تمت قد يتم على هامشها توقيع اتفاقيات في مجالات حساسة مثل الدفاع والتنقيب عن المعادن مثل الليثيوم واليورانيوم والذهب، لأن روسيا ستسعى حتماً إلى جني مكاسب من تدخلها الواسع خاصة في غرب القارة حيث لها حضور متزايد في مالي والنيجر وبوركينا فاسو وعلاقات دبلوماسية متقدمة للغاية مع تشاد".
وتشهد الدول المذكورة توترات أمنية متزايدة ناجمة إما عن حركات تمرد مثلما يحصل في شمال مالي، أو نشاط لتنظيمات إرهابية على غرار القاعدة أو تنظيم "داعش".
واعتبر المحلل السياسي النيجري، محمد الحاج عثمان، أن "هذه الزيارة مهمة للغاية في ظل محاولات الأطراف الخارجية التشويش على الشراكة بين موسكو ودول المنطقة، حيث سبق أن بثت وسائل إعلام غربية على سبيل المثال لا الحصر في وقت سابق معلومات كاذبة ومغالطات عن توتر بين الجيش المالي ومجموعة فاغنر".
وأضاف الحاج عثمان، لـ"إرم نيوز"، أن "روسيا حليف موثوق فيه بالنسبة للدول الأفريقية وهو لا يملك ماضيًا استعماريًا دمويًا مثل فرنسا، بالتالي أتوقع أن تزيد هذه الزيارة إذا تمت من وتيرة التقارب بين الطرفين".