الحرس الثوري: واشنطن تملك قواعد عسكرية متعددة قرب إيران وتقيم في المنطقة داخل غرفة زجاجية

logo
العالم

بعد لقاءات "إمرالي".. هل ينهي أوجلان عقوداً من "الكفاح المسلح" ضد تركيا؟

بعد لقاءات "إمرالي".. هل ينهي أوجلان عقوداً من "الكفاح المسلح" ضد تركيا؟
مظاهرات مؤيدة لأوجلان في ألمانياالمصدر: أ ف ب
24 يناير 2025، 5:53 م

أثار اللقاء الذي جرى في سجن "إمرالي" بين نائبين في البرلمان التركي، مع زعيم "حزب العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان، المسجون منذ 1999، تساؤلات حول إمكانية إنهاء "الكفاح المسلح" المستمر منذ عقود بين الحزب والسلطات التركية.

وكانت أنقرة سمحت في الآونة الأخيرة بزيارات لأوجلان، بعد سنوات من العزلة التي عاشها في سجنه بجزيرة إمرالي حيث يقضي عقوبة المؤبد، منذ العام 1999.

وهو ما اعتبر انعطافاً حاداً في السياسة التركية التي لم تتخل يوما عن اتهام الحزب بـ"الإرهاب".

أخبار ذات علاقة

بعد زيارة أوجلان.. حزب مؤيد للأكراد يلتقي رئيس البرلمان التركي

وفي أحدث اللقاءات توجه النائبان برفين بولدان، وسري أوندر، من حزب "المساواة وديموقراطية الشعوب" التركي، الذي ينظر إليه بوصفه الجناح السياسي المرخص لحزب العمال الكردستاني "المحظور"، إلى سجن "إمرالي"، جنوبي بحر مرمرة، في زيارة تعد الثانية في أقل من شهر.

وأفاد النائبان في بيان أن "عمل أوجلان في عملية التفاوض مستمر. وبمجرد الانتهاء من الاستعدادات سيتم الإدلاء بالتصريحات اللازمة".

وسبق للنائبين أن توجها إلى إمرالي في نهاية كانون الأول/ديسمبر لعقد أول لقاء معه بعد 10 سنوات من العزلة.

ودعا أوجلان بعد ذلك إلى تقارب بين الأتراك والأكراد باعتباره "مسؤولية تاريخية"، وشدد على أنه "مصمم" على المشاركة في عملية المصالحة التي بدأتها أنقرة.

ورحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منتصف كانون الثاني/يناير بـ"التقدم الكبير" في هذا الحوار الذي بدأ مع "حزب العمال الكردستاني".

كلمة مرتقبة

وتداولت الصحافة التركية قراءات وتحليلات بأن أوجلان، البالغ من العمر 75 عاما، والذي يتمتع برمزية ومكانة جليلة لدى أنصاره، قد يوجه قريباً، كلمة يدعو فيها حزبه إلى إلقاء السلاح، وانتهاء القتال.

ورجحت القراءات أن تكون الكلمة في 15 شباط/فبراير، ذكرى اعتقال أوجلان عام 1999 في العاصمة الكينية نيروبي، بعد أن طلبت منه دمشق، نهاية 1998 مغادرة البلاد إثر التهديدات التركية، أو بمناسبة عيد النوروز، رأس السنة الكردية الذي يحتفل به الأكراد في 21 آذار/مارس، خصوصاً في جنوب شرقي تركيا حيث الغالبية الكردية.

التكيف من تطورات الإقليم

أثار العرض التركي غير المتوقع، تساؤلات حول دوافعه وتوقيته، ويعزو خبراء هذا التحول التركي إلى التغييرات الدراماتيكية التي عصفت بالشرق الأوسط، من سقوط نظام الأسد في سوريا، وما تعرضت له إيران ووكلاؤها على يد إسرائيل، والتغييرات اللافتة في لبنان، معتبرين أن تركيا تسعى إلى التكيف مع التطورات الجديدة عبر تسوية معضلة "العمال الكردستاني"، التي لطالما شكلت "صداعاً في الرأس" للحكومات التركية المتعاقبة.

أخبار ذات علاقة

أوجلان: تعزيز التقارب مع الأتراك "مسؤولية تاريخية"

ملفات الداخل التركي

وفضلاً عن التطورات الإقليمية، يرى خبراء أن ملفات الداخل التركي أدت كذلك دوراً في تليين موقف أنقرة تجاه حزب اعتبرته لسنوات خصمها اللدود.

وقد يكون للاقتصاد كلمة في هذا الملف السياسي البحت، ذلك أن التكلفة التي تتكبدها الخزينة التركية جراء العمليات العسكرية والاشتباكات مع "العمال الكردستاني"، تثقل ميزانية المؤسسة العسكرية، بأعباء إضافية، يمكن استثمارها في قطاعات تنموية أخرى.  

ولعل من أبرز الملفات الداخية، كذلك، التي تفسر الخطوة التركية، بحسب خبراء، هو طموح أردوغان بالبقاء في السلطة لفترة رئاسية أخرى، بعد أن حكم تركيا لأكثر من عقدين، رئيساً للوزراء، ثم رئيساً للجمهورية، بعد تعديل الدستور وزيادة صلاحيات الرئيس.

وأُعيد انتخاب أردوغان لولاية رئاسية ثالثة العام الماضي، ووفقاً للدستور فإنه لن يكون مؤهلاً للترشح في السباق الرئاسي عام 2028، ما لم يدعو البرلمان إلى انتخابات مبكرة.

تمرير تعديلات دستورية

ومن هنا يمكن تفسير خطوة التقارب التركية، فحتى يتمكن الائتلاف التركي الحاكم، الذي يقوده حزب "العدالة والتنمية"، من تمرير تعديلات دستورية تسمح بترشح أردوغان مرة أخرى، عليه الحصول على دعم الأكراد والحزب الذي يمثلهم وهو حزب "المساواة وديمقراطية الشعوب"، وهو القوة الثالثة في البرلمان التركي الحالي، والذي يحتفظ بنحو 57 نائباً في البرلمان.

ويضاف إلى كل ما سبق، أن هذا التحول في السياسة التركية بشأن زعيم كردي وصمته أنقرة بـ"الخيانة"، نابع من قناعة النخبة السياسية والعسكرية التركية بأن الحلول الأمنية والعسكرية التي طبقتها ضد الحزب الكردي لم تُفضِ إلى النتائج المرجوة، وقد حان الوقت للدبلوماسية والمفاوضات أن تقول كلمتها، بدلاً من قعقعة السلاح التي أزهقت أرواح الأكراد والأتراك.

آمال غامضة

وتشوب عملية السلام المحتملة بين تركيا وأكرادها الكثير من الشكوك والغموض، بحسب خبراء، فهي عملية تبدو "ارتجالية وغير مدروسة" بعناية، إذ يحاجج الخبراء بأن جذور المسألة الكردية تعود إلى بداية نشأة تركيا الحديثة، وبالتالي يصعب حلها عبر التعويل على زعيم سجين.

ويضيف الخبراء بأن حل المسألة الكردية في تركيا يتطلب حوارات مستفيضة، والعمل الحثيث على "بناء الثقة"، وتسمية الأمور بمسمياتها من خلال الاعتراف بوجود مشكلة كردية أصلاً، ومن ثم وضع تصور لأسس الحل.

في المقابل، ورغم أن أوجلان يحظى باحترام وتوقير مناصريه، غير أن سلطته السياسية الفعلية على الحزب قد تكون موضع شك، فبعد غياب 25 عن الساحة السياسية قد لا يصغي قادة الحزب الكردستاني المتمركزين في جبال قنديل شمال العراق إلى تعليماته ودعواته.

ومن هنا يستنتج خبراء بأن الخطوة التركية لا بد وأن تقترن بضمانات واضحة للأكراد، لأن ذلك هو السبيل الوحيد كي تلقى دعوة أوجلان المحتملة آذاناً صاغية، ووقعاً إيجابياً قد ينهي عقوداً من الكفاح المسلح، لا أن تكون دعوته لإلقاء السلاح مجرد مقايضة للإفراج عنه.

"العمال الكردستاني"

حزب العمال الكردستاني هو تنظيم مسلح تأسس عام 1978، وبعد 6 سنوات من التأسيس أطلق الحزب كفاحاً مسلحاً في جنوب شرقي تركيا، وشملت أنشطة الحزب المسلحة هجمات انتحارية، وعمليات حرب عصابات ضد أهداف عسكرية ومنشآت حكومية في الداخل وبعثات دبلوماسية تركية في الخارج.

ورغم تراجع عمليات الحزب، في السنوات الأخيرة، إلا أنه لا يزال ينشط في جبال قنديل، ويتبنى بين الحين والآخر هجمات تستهدف مؤسسات ودوائر عسكرية تركية.

وقُتل أكثر من 40 ألف شخص من الجانبين في هذا الصراع، بحسب التقديرات.

وكانت قوة خاصة تركية ألقت القبض على أوجلان في كينيا، عام 1999، وأعادته إلى تركيا ليصدر ضده حكم بالإعدام أولاً، وبعد إلغاء عقوبة الإعدام في تركيا، تماشياً مع معايير الاتحاد الأوربي الذي تسعى تركيا للانضمام اليه، تم تخفيض العقوبة إلى السجن مدى الحياة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات