الخارجية السعودية: نتطلع أن تفضي نتائج الحوار بين إيران وأمريكا إلى دعم الأمن والاستقرار

logo
العالم

ما تداعيات المواجهة بين ترامب وزيلينسكي على فرص إنهاء حرب أوكرانيا؟

ما تداعيات المواجهة بين ترامب وزيلينسكي على فرص إنهاء حرب أوكرانيا؟
ترامب وزيلينسكيالمصدر: رويترز
01 مارس 2025، 12:07 م

بعد مواجهة عاصفة في البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، وصلت العلاقات بين واشنطن وكييف إلى حد غير مسبوق من التوتر ما يطرح تساؤلات حول مصير العلاقات بين البلدين وتأثير ذلك على مسار الحرب الأوكرانية الروسية.

أخبار ذات علاقة

بعد عاصفة المكتب البيضاوي.. هل يتخلى ترامب عن أوكرانيا من أجل "هدف أكبر"؟

 وفي أول تصريح له بعد المواجهة الأمريكية، تحدث زيلينكسي عن تداعيات اللقاء العاصف الذي جمعه بنظيره الأمريكي، وعن مصير العلاقة بين البلدين بعد الأزمة الأخيرة، رافضًا تقديم أي اعتذارات لنظيره الأمريكي.

وقال زيلينكسي : "يتعين علينا أن نكون منفتحين وصادقين للغاية، لست متأكدًا من أننا فعلنا أمرًا سيئًا أو ارتكبنا خطأ، لذلك لن نعود إلى البيت الأبيض، خاصة أنه كان موقفًا صعبًا لأننا كنا نتحدث بوضوح".

وأضاف: "يمكن إنقاذ العلاقة مع أمريكا. ولا أريد أن نخسر أهم شريك لنا".

وعن مصير الحرب الروسية والدعم الأمريكي، أكد زيلينسكي، أنه "سيكون من الصعب علينا وقف روسيا  دون دعم أمريكي. وقد تلقينا 100 مليار دولار من المساعدات الأمريكية ونحن منفتحون على التحقق من كيفية صرفها".

وبعد تزايد العاصفة الأمريكية ضد الرئيس الأوكراني، أعلن قائد أركان الجيش الأوكراني، أوليكساندر سيرسكي، عن دعمه والقوات الأوكرانية للرئيس زيلينسكي، قائلًا: "القوات المسلحة مع أوكرانيا، ومع الشعب، ومع القائد الأعلى. قوتنا في الوحدة".

صفقات ترامب

من جانبه، كشف ترامب، عن شرطه الأساسي لعقد لقاء جديد يجمعه مع زيلينسكي .

وقال ترامب: "تأكدت أن الرئيس زيلينسكي ليس مستعدًا للسلام إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك فيه، وأنه أهان الولايات المتحدة في المكتب البيضاوي. يمكنه العودة عندما يكون مستعدًا للسلام".

وعن تداعيات هذا الاجتماع العاصف على فرص إنهاء حرب أوكرانيا، أشار خبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن ترامب يستخدم الضغط السياسي والاقتصادي للحصول على أفضل الصفقات، مع دفع أوروبا وأوكرانيا إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، بهدف إنهاك موسكو واستغلال الوضع لصالح الولايات المتحدة.

وقال ديمتري بريجع، مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، إنه بعد طرد الرئيس الأوكراني من المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، ستكون مسألة المفاوضات صعبة. 

وأضاف: "من منظور العلوم السياسية والاتفاقيات التي وُقّعت من قبل، مثل اتفاقية مينسك بين الطرف الروسي والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، فإنه في نهاية الأمر يجب أن يكون هناك شريك".

وأشار إلى أن ترامب سوف يحاول التدخل في الملف السياسي الداخلي في أوكرانيا لإزاحة زيلينسكي، وهذه مسألة متوقعة؛ لأنّه إذا لم ينفذ الرئيس الأوكراني ما يطلبه ترامب، فإن الأخير لن يتوقف حتى يقوم بشيء، مثل تغيير الرئيس أو ممارسة محاولات ضغط داخل أوكرانيا، أو حتى تفعيل فكرة التفاوض مع أحد الأطراف السياسية الأخرى هناك، فكل الاحتمالات مفتوحة.

وأوضح بريجع أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتعامل مع الأزمة الأوكرانية وكأنه إمبراطور ورئيس أقوى دولة في العالم، وبالتالي فهو يرى أن أوكرانيا يجب أن تدفع مقابل الدعم الأمريكي، وأن تستفيد أمريكا من هذه الحرب، خاصةً أنه متأكد أن أوكرانيا لن تستطيع الانتصار فيها، ولا تمتلك الإمكانيات التي تؤهلها لذلك. كما أوضح أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي غير شرعي، وأن مسألة وجوده صعبة بالنسبة لأمريكا.

وأضاف أنه قد تكون هناك اختلافات في السياسات بين دول الاتحاد الأوروبي، فمثلًا، المملكة المتحدة تستمر في دعمها لأوكرانيا، وكذلك الاتحاد الأوروبي، كما أن هناك تهديدًا من السياسات الروسية بالنسبة لهم، وهو ما يعني أنه إما أن تكون هناك تغييرات معينة، وإما أن تُجرى مفاوضات. 

وتساءل: كيف ستكون هناك مفاوضات مع استمرار العقوبات على روسيا لمدة عام آخر؟

وأوضح أن هناك آراءً ترى أن ما يجري هو مجرد مسرحية، وأن زيلينسكي سيوافق، وبالتالي ستتغير نبرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن ذلك سيتضح من خلال التصريحات الرسمية الأمريكية تجاه أوكرانيا، خاصةً فيما يتعلق بمسألة استمرار الدعم، في ظل الحديث عن إمكانية توقفه بشكل كامل.

من جانبه، قال مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، الدكتور آصف ملحم، إن الحوار الحاد الذي دار بين الرئيس زيلينسكي والرئيس ترامب ونائبه، جي دي فانس، في البيت الأبيض، لا يجب التسرع في استنتاج نتائجه، لكن يجب الانتباه إلى أن بعض وسائل الإعلام في الولايات المتحدة تقول إن زيلينسكي قد يصحح الموقف.

وأضاف أن زيلينسكي تواصل بالفعل مع زعماء دول أوروبية، وتحديدًا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأمين العام لحلف الناتو مارك روته، وقد يقوم هذان بالاتصال بترامب لتسوية الموقف.

وأشار ملحم إلى أن زيلينسكي معروف منذ بداية العملية العسكرية الروسية بشخصيته العصبية وطريقته الحادة في الحديث، وهذا الأمر يدركه ترامب وجي دي فانس. 

ولفت إلى أن مشهد الشد والجذب الذي حدث في البيت الأبيض سيمنح ترامب نقطتين؛ الأولى أنه يبدو وكأنه رئيس قوي قام بتوبيخ زيلينسكي، والثانية أنه يوجه رسالة إلى الشعب الأمريكي والعالم مفادها أن ترامب لا يريد الحرب، بينما زيلينسكي هو من يسعى لإشعالها.

وقال إنه من ناحية أخرى، قد يرفع زيلينسكي شعبيته بسبب هذا المشهد، حيث ظهر وكأنه يقف في وجه أقوى رئيس في العالم ويدافع عن وطنه، لافتًا إلى أنه بعد هذا اللقاء، أبدى معظم القادة الأوروبيين تأييدهم لزيلينسكي.

أخبار ذات علاقة

الجملة التي أشعلت معركة البيت الأبيض.. ماذا قال زيلينسكي لفانس؟ (فيديو)

 وتابع: هناك فرضية أن ما حدث كان مجرد مسرحية، وحتى إن لم يكن كذلك، فإن كل طرف سيستخدمه لصالحه. فرسالة ترامب واضحة: زيلينسكي غير مؤهل للسلام ويريد الحرب، وبالتالي، لن يدعم ترامب هذه الحرب بالمال أو السلاح. 

وأوضح: في هذه الحالة، فإن ترامب بهذه الطريقة يدفع أوروبا وأوكرانيا إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، لأن الولايات المتحدة تنظر إلى أوروبا كمنافس، وتسعى لإشعال حرب بين أوروبا وروسيا بهدف إنهاك واستنزاف موسكو، ثم تتدخل لاحقًا لحصد المكاسب والتركيز على مواجهة الصين.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC