يشهد ترشيح بيت هيغسيث، المذيع المخضرم في قناة "فوكس نيوز"، لمنصب وزير الدفاع الأمريكي، جدلاً حاداً داخل وخارج الدوائر السياسية، وذلك بسبب تاريخه المثير للجدل وسلسلة وشومه.
هذا التعيين، الذي جاء بدعم من كبار مسؤولي الدائرة المقربة من الرئيس المنتخب دونالد ترامب، يُنظر إليه على أنه خطوة مثيرة وسط اتهامات تتعلق بنقص خبرته القيادية في واحدة من أكبر المؤسسات في العالم. علاوة على اتهامه بقضية اعتداء جنسي.
هيغسيث، الذي خدم في الحرس الوطني الأمريكي، أثار الانتباه بسبب وشم بارز على جسده، أبرزها وشم رمز تاريخي مرتبط بالحروب الصليبية.
كما يحمل وشمًا لعبارة "Deus vult"، وهي صرخة معركة استخدمها الصليبيون وتبناها لاحقاً القوميون البيض، بحسب ما أوردته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
أفادت وكالة "أسوشيتد برس" أن هيغسيث كان من بين 12 عضواً في الحرس الوطني تم إبعادهم عن تأمين حفل تنصيب الرئيس جو بايدن عام 2020، بدعوى أن وشومه تُعزز أفكاراً متطرفة.
مواقف مثيرة للجدل
في كتابه الصادر عام 2020 بعنوان "الحملة الصليبية الأمريكية"، انتقد هيغسيث الإسلام بشكل لاذع، معتبراً أنه "ليس دين سلام".
كما أكد على أهمية إسرائيل كجزء من إستراتيجيته الدينية والسياسية، مشيراً إلى أن بناء الهيكل الثالث في القدس يمثل جزءاً من تحقيق نبوءات دينية.
ردود متباينة
بينما أثار ترشيح هيغسيث قلق العديد من الشخصيات السياسية والمجتمعية، خصوصاً فيما يتعلق بمواقفه تجاه الإسلام والرموز التي تحمل طابعاً صليبياً، دافع عنه نائب الرئيس المنتخب جيه دي فانس وعدد من حلفاء ترامب.
وصف فانس الانتقادات الموجهة إلى وشوم هيغسيث بأنها "هجوم على المسيحية"، بينما رفض مستشار السياسة الخارجية السابق ريك جرينيل المزاعم التي تربط وشوم هيغسيث بالقومية البيضاء.
مع استمرار الجدل، يواجه ترشيح دونالد ترامب لهيغسيث كي يتولى وزارة الدفاع معارضة واسعة، حيث يطالب منتقدوه مجلس الشيوخ بإعادة النظر في أهليته للمنصب.
في المقابل، يؤكد مؤيدوه أنه سيعمل على تعزيز القيم الوطنية داخل الوزارة.
الاعتداء الجنسي
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" ذكرت في تقرير سابق لها، أن فريق الرئيس الأمريكي المنتخب، سيعيد دراسة ملف ترشيح، هيغسيث، لمنصب وزير الدفاع الجديد، بعد ظهور تقارير تشير إلى تورطه في اتهام بالاعتداء الجنسي.
وأكدت الصحيفة أن هذا القرار جاء بعد كشف مسؤولين محليين في ولاية كاليفورنيا أن هيغسيث خضع في العام 2017 للتحقيق في اتهام بالاعتداء الجنسي في الولاية.
ونفى تيموثي بارلاتوري، محامي هيغسيث، هذه الاتهامات، وقال إنها "كاذبة تمامًا".
وأضاف: "لقد حققت الشرطة في هذا الأمر في ذلك الوقت، ولم يعثروا على أي دليل".