رئيس بنين.. وسيط فاعل في أزمات الساحل الأفريقي

يطرح الرئيس البنيني باتريس تالون نفسه وسيطاً فاعلاً ومحاوراً جيّدا في أزمات منطقة الساحل الأفريقي، وبرز الرجل بشكل لافت في أزمات النيجر ومالي وبوركينا فاسو، قبل أن يدلي بدلوه في أزمة تأجيل الانتخابات الرئاسية في السنغال.

وتحدّث الرئيس عن الأزمة السياسية التي سبّبها قرار تأجيل الانتخابات الرئاسية في السنغال. كما دعا للتخلي عن العقوبات التي فرضتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، على دول تحالف دول الساحل.

وقال إن "ما نلاحظه في السنغال ومن المرجح أن يثير تساؤلاتنا حول دور المنظمات التي ننتمي إليها، فهل ينبغي على إيكواس أو الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا، هذه المرة، أن تدين هذا الأمر أم لا؟".

وأعرب عن "قلقه بشأن عواقب الأزمة السياسية التي اندلعت في السنغال بسبب تأجيل الانتخابات الرئاسية إلى 15 ديسمبر/كانون الأول 2024 على المنطقة"، منوها إلى أن "هناك حالة من الضبابية وعدم اليقين بشأن الإجراءات التي سيتم اتخاذها".

واستحضر "المواجهة التي اندلعت بين إيكواس ودول تحالف الساحل الثلاث، منذ أن أعلن كل من بوركينا فاسو بزعامة إبراهيم تراوري، ومالي بزعامة عاصمي غويتا، وعبد الرحمن تياني بالنيجر، في 28 كانون الثاني/يناير الماضي عن رغبتهم في مغادرة المنظمة شبه الإقليمية بشكل فوري".

وشكك في "نظام العقوبات الذي تفرضه إيكواس على الأنظمة الانقلابية"، محذرا من أن "تسبب ضررا جسيما للسكان في هذه الدول".

وكان تالون، أوّل من تفاعل من رؤساء دول المنطقة بعد الانقلاب الذي أطاح برئيس النيجر محمد بازوم في 26 يوليو / تموز الماضي، وأبدى انفتاحا من أجل حلحلة الأزمة هناك بسلام، قائلا: "أعتقد أنه سيتم استخدام كل الوسائل انطلاقاً من الحاجة إلى استعادة النظام الدستوري في النيجر، لكن الأمر المثالي هو أن يتم كل شيء بسلام، السلام خيارنا الأول ونعتقد أن هذا الأمر سيتم بنجاح".

ويتولى رئاسة بنين منذ 2016 وهو سياسي ورجل أعمال أعيد انتخابه في الانتخابات الرئاسية التي جرت 2021 بنسبة تجاوزت 86 %.

ويُعتبر تالون من المقربين من نيجيريا، القوة الأفريقية الفاعلة والأكثر تأثيرا في "إيكواس"، كما تمثّل بلاده معبرا بحريا مهمّا لدول الساحل الأفريقي من خلال ميناء كوتونو الذي تأثّر من قرار فرض العقوبات الاقتصادية على النيجر بعد الانقلاب.