وزير الخارجية لدى الحوثيين: نحن في حالة حرب مع أمريكا الآن وسنرد على الضربات
حددت الولايات المتحدة ملامح خطتها للسلام في أوكرانيا، في خطوة تشكل تحولًا في سياستها الخارجية، بحسب صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.
وأكد تقرير للصحيفة الفرنسية أنه على الرغم من إعلان بعض ملامح الخطة، فإن إدارة دونالد ترامب التي عادت حديثا للبيت الأبيض "لم تقدم بعد رؤية واضحة لاستراتيجيتها بشأن أوكرانيا".
وخلال مكالمة هاتفية مطولة، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأمريكي دونالد ترامب إلى موسكو لمناقشة حل دائم للصراع.
ووفق التقرير، تأتي هذه المبادرة في إطار استئناف المفاوضات بين واشنطن وموسكو، بينما تؤكد الولايات المتحدة التزامها بدعم أوكرانيا، دون التفكير في إرسال قوات أمريكية أو الموافقة على انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأعرب بوتين، خلال محادثتهما التي استمرت ساعة ونصف الساعة، عن رغبته في تحقيق سلام دائم في أوكرانيا من خلال مفاوضات دبلوماسية.
من جانبه، أكد ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" أن المفاوضات بين البلدين ستبدأ على الفور، مشيرًا إلى أن اللقاء الأول بين الزعيمين قد يُعقد في المملكة العربية السعودية.
كما ألمح ترامب إلى إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المستقبل القريب.
وفي أعقاب ذلك، أجرى الرئيس الأمريكي محادثات مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وكان ترامب قد وعد خلال حملته الانتخابية بحل النزاع خلال 24 ساعة، لكن هذه المهلة امتدت الآن إلى 100 يوم.
وشدد التقرير على أنه بالتزامن مع المحادثات بين ترامب وبوتين، حدد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث موقف الولايات المتحدة أمام أعضاء "الناتو" في بروكسل.
وخلال هذا الاجتماع المهم، أكد أن "واشنطن لا تزال ملتزمة بتحقيق السلام في أوكرانيا، لكن العبء الأساس لدعم كييف يجب أن يقع على عاتق الأوروبيين".
وشدد هيغسيث على أن السلام في أوكرانيا يجب أن يتحقق "بالقوة" وليس بالاستسلام، مؤكدًا ضرورة تزويد أوكرانيا بدعم عسكري كافٍ لمنعها من الاضطرار إلى تقديم تنازلات غير مرغوبة.
ومع ذلك، استبعد وزير الدفاع الأمريكي إمكانية عودة أوكرانيا إلى حدود ما قبل عام 2014، واصفًا ذلك بـ"الوهمي". كما أكد أن انضمام كييف إلى الناتو ليس خيارًا مطروحًا في المستقبل القريب.
وأثار هذا الموقف الأمريكي، بحسب التقرير، "ردود فعل متباينة بين الحلفاء الأوروبيين؛ إذ شعر بعضهم، لا سيما الأكثر تأييدًا للتوجه الأطلسي، بخيبة أمل حيال هذا التحول، في حين اعتبر آخرون، مثل فرنسا، أن هذه التصريحات تتماشى مع رؤيتهم لدور أوروبي أكثر استقلالية في القضايا الاستراتيجية".
بدوره، علق وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو على الموقف الأمريكي بقوله: "كل هذا يأتي في سياق المحادثات التي جرت بين ماكرون وزيلينسكي وترامب في كاتدرائية نوتردام، إذ تم التأكيد على أن السلام هدف مرغوب فيه، لكنه يجب أن يتحقق بالقوة وليس بالضعف، وهذا يتطلب ضمانات أمنية حقيقية".
وأكد تقرير "لوفيغارو" أنه على الرغم من تأكيد الولايات المتحدة استمرار التزامها تجاه "الناتو"، فإن إدارة ترامب تطالب بمسؤولية أكبر من الحلفاء الأوروبيين.
ووجّه هيغسيث رسالة واضحة إلى أوروبا، قائلاً: "الولايات المتحدة لن تتسامح بعد الآن مع علاقة غير متوازنة تعزز الاعتماد المفرط"، مشددًا على أن دعم أوكرانيا سيظل أولوية، لكن يتعين على الأوروبيين تحمل جزء كبير من هذا العبء.