وزارة الصحة اللبنانية: 2574 قتيلا و12001 جريحا منذ بدء الحرب الإسرائيلية

logo
العالم

ما دلالات تصعيد أردوغان تجاه إسرائيل؟

ما دلالات تصعيد أردوغان تجاه إسرائيل؟
رجب طيب أردوغانالمصدر: رويترز
17 أكتوبر 2024، 4:46 ص

تباينت الآراء حول التصعيد بين تل أبيب وأنقرة، على خلفية تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي طالب فيها روسيا وإيران باتخاذ خطوات جدية للرد على التهديدات الإسرائيلية تجاه سوريا، ومدى تأثير ذلك على العلاقات بين إسرائيل وتركيا.
 
واعتبر خبراء أن تصريحات أردوغان تحمل جدية واضحة وليست من باب المراوغة السياسية، في ظل الخشية من أي تحرك إسرائيلي نحو الأراضي السورية، ما يعرض بلاده لتهديدات.
 
واستبعد آخرون الصدام بين تل أبيب وأنقرة، واصفين التصريحات المتبادلة التي تحمل جانبا من توتر العلاقات بأنها "سحابة صيف" عابرة، وأن العلاقات السياسية والدبلوماسية ستعود كما كانت دائما، بمجرد أن تضع الحرب في الشرق الأوسط أوزارها.

رد على التهديدات
 
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا كلا من روسيا وإيران إلى اتخاذ خطوات جدية للرد على التهديدات الإسرائيلية تجاه سوريا، مشيرا إلى أن الاستخبارات التركية تتابع من كثب التحركات الإسرائيلية.

وجاءت تصريحات أردوغان عقب سلسلة من التصريحات الإسرائيلية التي دعت إلى السيطرة على أجزاء من الأراضي السورية، بما في ذلك الجولان السوري، وهو ما صرح به رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان.
 
ويقول الخبير في الشان الإسرائيلي نزار نزال إن انتقال تل أبيب من جرائم مستمرة على مدار عام في قطاع غزة إلى الضفة الغربية مع القفزة "المجنونة" بالاعتداء على لبنان، وصولا إلى إطلاق تهديدات تجاه سوريا أثار الخوف والقلق البالغ داخل القيادة التركية.

أخبار ذات علاقة

أردوغان: "خطة خبيثة" قيد التنفيذ في المنطقة

 
 ويرى نزال في حديثه لـ"إرم نيوز" أن تصريحات أردوغان التي وصفها بـ"النارية" فيما يتعلق بالإسرائيليين وما وصلت إليه الأوضاع على جبهات عدة، تأتي في إطار الجد وليس من باب المراوغة السياسية، لا سيما أنه تحدث وقال إن دمشق على موعد مع احتلال من جانب الجيش الإسرائيلي، وفق تعبيره.
 
ويعتقد نزال في هذا الصدد أن تركيا عبر مسؤولين فيها على رأسهم أردوغان، سيكون لها تصريحات مقرونة بالأفعال في المدة المقبلة، وليست للاستهلاك الإعلامي، في ظل خشية أردوغان من أي تحرك إسرائيلي نحو الأراضي السورية، ما يعرض بلاده لتهديدات، وهو ما ظهر من حديثه عن الطموح الإسرائيلي في التوسع الكبير واستغلال السابع من أكتوبر، من أجل توسيع رقعة القتال وحصول تل أبيب على المزيد من الأراضي، في أكثر من مكان. 
 
وأشار نزال إلى أن خروج تصريحات أردوغان بهذا الشكل يكشف عن أنه يملك معلومات عن نوايا إسرائيل الحقيقية بالتوجه إلى الجغرافيا السورية واحتلال مزيد من الأراضي، وسط أحاديث تدور حول مخطط إسرائيلي لاستهداف دمشق، وتفاصيل لها علاقة بالأراضي السورية، وهو ما انعكس على عقد اجتماعات مكثفة للرئيس التركي أخيرا على مستوى الأجهزة الأمنية في بلاده، للوقوف على كيفية التعامل مع النوايا الإسرائيلية ومخاطر ذلك على بلاده.

الصدام مستبعد

في المقابل يؤكد أستاذ العلاقات الدولية د. حسين الديك، أنه حتى إذا هددت إسرائيل دمشق في ظل احتلالها للجولان السوري منذ عقود، دون رد فعل تركي، فإن الصدام بين تل أبيب وأنقرة مستبعد، نظرا إلى أن تركيا عضو نشط بحلف "ناتو" الذي ترتبط إسرائيل بعلاقات جيدة به، مع وجود معادلة ومساحة معينة يتم التحرك فيها، في المواقف السياسية بين البلدين.
 
ويوضح الديك في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن العلاقة التقليدية بين أنقرة وتل أبيب متشابكة ومعقدة وليست بجديدة، إذ إن تركيا من أولى الدول التي اعترفت بإسرائيل عام 1948 في ظل النظام العلماني الحاكم وقتئذ، واستمرت العلاقة التقليدية حتى مع فوز حزب "العدالة والتنمية" في تركيا عام 2002، إذ عمل أردوغان على تغيير هذه العلاقة ولكن ليس بطريقة مباشرة وسريعة.
 
وأضاف الديك أنه بحكم الثقل الجيوستراتيجي لتركيا وعضويتها في "ناتو"، فهي من أكثر الدول القادرة على المناورة مع إسرائيل في علاقتها ورفع نبرة الخطاب وليس التهديد، وهو ما أثّر قبل ذلك في العلاقات التجارية والسياسية والتمثيل الدبلوماسي، ولكن الأمور تعود بعد ذلك إلى طبيعتها.
 
وأشار الديك إلى أن ما وصف بـ"التصعيد" من البعض، لن يتجاوز مدى الخلاف السياسي والدبلوماسي، وعندما تضع الحرب القائمة في المنطقة أوزارها ستعود العلاقات بين أنقرة وتل أبيب الى سابق عهدها.
 
ولفت إلى أنه من الممكن اعتبار الحالة الخاصة بالتصعيد في الخطاب السياسي والإعلامي "سحابة صيف" عابرة لن يكون لها أي تأثيرات حقيقية مستقبلية سواء على المستوى التركي أو الإسرائيلي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC