جهاز الإطفاء يعلن "السيطرة" على حريق تسبب بإغلاق مطار هيثرو في لندن
رأى خبراء سياسيون فرنسيون أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD) يشهد صعودًا غير مسبوق في الانتخابات الألمانية، فقد أصبح ثاني أقوى حزب سياسي في البلاد، وفقًا لاستطلاعات الرأي.
ومع ذلك، فإن مواقفه المتشددة وتاريخه المثير للجدل يجعلان من الصعب عليه الوصول إلى السلطة أو المشاركة في أي تحالف حكومي.
صعود حزب البديل في ظل أزمات ألمانيا
وتشهد ألمانيا مرحلة اضطراب سياسي واقتصادي، مع ازدياد المخاوف بشأن الأمن والهجرة، ما أسهم في تعزيز مكانة حزب "البديل من أجل ألمانيا".
ووفقًا للاستطلاعات، يمكن للحزب تحقيق نتائج غير مسبوقة تصل إلى 20% من الأصوات، وهو ما يمثل تضاعفًا لحجمه مقارنة بانتخابات 2021.
ويرى جان بيير لوموان، الباحث في مركز الدراسات السياسية الأوروبية بباريس لـ"إرم نيوز" أن "صعود حزب البديل يعكس أزمة ثقة متزايدة بالأحزاب التقليدية الألمانية.
وقال إن الناخبين الذين يشعرون بالإحباط من السياسات الحالية، خاصة فيما يتعلق بالهجرة والأمن، يبحثون عن بدائل أكثر تشددًا، حتى لو كانت مثيرة للجدل".
وأضاف لوموان: "مع ذلك، لا تزال جميع الأحزاب الكبرى في ألمانيا ترفض التعاون مع الحزب، ما يجعل وصوله إلى السلطة أمرًا مستبعدًا على المدى القريب، لكنه في المقابل يواصل التأثير في الخطاب السياسي ودفع الأحزاب التقليدية نحو مزيد من التشدد في ملفات مثل الهجرة والسيادة الوطنية".
أما فرانسوا ديلامار، الخبير في الشؤون الألمانية بمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS)، فيرى في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن "الدعم الذي يتلقاه الحزب لم يأتِ فقط من الداخل الألماني، بل هناك شخصيات دولية مثل إيلون ماسك ومستشارين مقربين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يروجون له علنًا.
وأضاف أن هذا الدعم يعزز موقع الحزب كقوة يمينية متشددة لها امتداد دولي".
عقبات سياسية رغم الشعبية المتزايدة
وعلى الرغم من تقدمه في استطلاعات الرأي، يواجه الحزب عائقًا رئيسيًا يتمثل في "جدار الحماية" السياسي الذي تفرضه الأحزاب التقليدية، مثل الحزب المسيحي الديمقراطي (CDU) والحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD)، التي ترفض بشكل قاطع أي تحالف معه.
كما أن تصريحات قادة "AfD"، خاصة فيما يتعلق بالهجرة والعلاقات الدولية، تزيد من عزلته داخل المشهد السياسي الألماني.
ويرى ديلامار أن "مستقبل AfD يعتمد على مدى قدرته على التكيف مع المشهد السياسي دون التخلي عن هويته المتشددة. فإذا استمر في خطابه الراديكالي الحالي، فسيظل معزولًا، أما إذا تبنى نهجًا أكثر واقعية، فقد يتمكن من التأثير في السياسات العامة بشكل أوسع، وربما الدخول في تحالفات غير متوقعة في المستقبل".
ما الذي ينتظر ألمانيا؟
وفي ظل هذا الصعود لليمين المتطرف، تزداد الضغوط على الأحزاب التقليدية لإيجاد حلول سريعة للمشكلات التي تدفع الناخبين نحو الحزب اليميني المتطرف، مثل قضايا الهجرة والتضخم والأمن.
ومع انقسام المشهد السياسي، يبقى السؤال الأهم: هل يستطيع حزب البديل كسر الحواجز السياسية والانضمام إلى السلطة، أم أن صعوده سيظل مجرد ورقة ضغط تؤثر في سياسات الحكومة من الخارج؟