رئيس وزراء كوريا الجنوبية: حرائق الغابات هي الأسوأ في تاريخ البلاد والوضع ليس جيدا

logo
العالم

"لو فيغارو": "حزب البديل من أجل ألمانيا" ذو شعبية رغم عزلته السياسية

"لو فيغارو": "حزب البديل من أجل ألمانيا" ذو شعبية رغم عزلته السياسية
أنصار حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD)المصدر: رويترز
23 فبراير 2025، 12:59 م

شهد حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) صعوداً سريعاً في السنوات الأخيرة، حيث احتل المركز الثاني في استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات الفيدرالية، ورغم هذه الشعبية المتزايدة، لا يزال الحزب معزولاً سياسياً، إذ ترفض الأحزاب الأخرى أي احتمال لتشكيل ائتلاف معه بسبب مواقفه المتطرفة، بحسب صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية.

أخبار ذات علاقة

ألمانيا.. الناخبون يبدأون الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية

ووفقاً لتقرير صحيفة "لو فيغارو"، تلقت زعيمة الحزب، أليس فيدل، دعماً غير متوقع من الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، المعروف بعلاقاته مع دونالد ترامب.

وظهر ماسك فجأة على شاشة كبيرة خلال تجمع للحزب في مدينة هالة، حيث وجه رسالة للمشاركين دعاهم فيها إلى "النضال من أجل مستقبل مشرق لألمانيا".

ورغم ذلك، أشار التقرير إلى أن هذا الدعم لم يغيّر من عزلة الحزب، حيث تواصل الأحزاب السياسية الأخرى، بما في ذلك الاتحاد المسيحي الديمقراطي (CDU)، الحفاظ على ما يسمى "حاجز النيران" لمنع أي تعاون معه.

تأسس حزب البديل من أجل ألمانيا العام 2013، ومرّ بتطورات كبيرة تماشياً مع الأحداث السياسية الكبرى التي هزّت ألمانيا وأوروبا. ويعكس مسار الحزب تحولات تكتيكية في مواقفه استجابةً للأزمات السياسية الداخلية والدولية.

في بداياته، تحت قيادة بيرند لوكي، ركّز الحزب على انتقاد الاتحاد الأوروبي، داعياً إلى العودة إلى المارك الألماني والخروج من منطقة اليورو. لكن مع تولي أليس فيدل القيادة، تخلّت عن فكرة الخروج من الاتحاد الأوروبي، متبنيةً رؤية أقل تطرفاً تحت شعار "أوروبا الأوطان". ومع ذلك، لا يزال الحزب يدافع عن فكرة الخروج من اليورو ("ديكزيت")، رغم أن هذه المواقف لا تحظى بشعبية كبيرة في ألمانيا، حيث يتمسك الألمان بقوة بالبناء الأوروبي.

على الصعيد الاقتصادي، يدعو الحزب إلى خفض الضرائب بشكل كبير، بما في ذلك إلغاء رسوم الميراث وضريبة الكربون. ولتمويل هذه الإجراءات، يقترح الحزب تقليص الدعم المخصص لحماية المناخ، وإلغاء المخصصات الموجهة للمهاجرين، وهو طرح يجد صدى واسعًا بين أنصاره.

ومع ذلك، تشير التحليلات إلى أن هذه السياسات الاقتصادية ستفيد الطبقات الأكثر ثراءً، بينما يرى البعض أنها لن تعود بالنفع على الفئات الفقيرة.

الموقف من الهجرة

تظل الهجرة إحدى القضايا المركزية في سياسة الحزب، حيث تصاعد هذا الخطاب منذ أزمة اللاجئين العام 2015. وقد أدى هذا الملف إلى انقسامات داخلية، إذ غادر بعض الأعضاء، مثل بيرند لوكي، الحزب اعتراضاً على تحوله نحو التطرف القومي.

وتحت قيادة شخصيات مثل بيورن هوكه، تبنى الحزب مواقف متشددة، أبرزها: طرد المهاجرين الذين ارتكبوا جرائم، وتفويض طلبات اللجوء إلى الخارج لتجنب استقبال اللاجئين في ألمانيا، إضافة إلى الترويج لمصطلح "الترحيل الواسع" للأجانب ومن هم من أصول غير ألمانية.

إلى جانب ذلك، يتبنى الحزب خطاباً معادياً للإسلام، معتبراً إياه ديناً غير متوافق مع المبادئ الديمقراطية للدستور الألماني. والمفارقة أن أليس فيدل، رغم أنها تعيش مع شريكة من أصل سريلانكي ولديهما طفلان، فإنها تتخذ موقفاً صارماً ضد الإسلام، مشددةً على أهمية الدفاع عن النموذج العائلي التقليدي.

أخبار ذات علاقة

نتيجتها تحسم ملفات مصيرية.. ألمانيا تستعد لانتخابات تاريخية مشحونة بالتوتر

 

إعادة كتابة التاريخ الألماني

يواجه الحزب انتقادات حادة بسبب مواقفه المتعلقة بالتاريخ الألماني. فقد دعا بعض أعضائه إلى إعادة تقييم الحقبة النازية، مما أثار غضبًا واسعاً، خاصة بعد أن وصف بعضهم نصب الهولوكوست في برلين بـ"نصب العار". 

وتُظهر تصريحات فيدل وهوكه رغبة في التقليل من مسؤولية ألمانيا عن الحرب العالمية الثانية، وهي مواقف زادت من عزلته السياسية.

وعلى المستوى الخارجي، يتبنى الحزب مواقف متقاربة مع الأنظمة الاستبدادية، داعياً إلى: تعزيز العلاقات مع روسيا والصين، ورفع العقوبات الاقتصادية عن روسيا، وهو موقف يتناقض مع النهج التقليدي لألمانيا في أوروبا.

وأشار تقرير "لو فيغارو" إلى أن الحزب يواصل تبني خطاب متطرف يجذب بعض الناخبين، لكنه يظل مرفوضاً من قبل الأحزاب التقليدية. وعلى الرغم من عدم قدرته على الانضمام إلى أي ائتلاف حكومي، فإن شعبيته المتزايدة قد تجعله قوة مؤثرة في السياسة الألمانية مستقبلاً.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات