بريطانيا: سنرفع القيود على قطاعات في سوريا منها الخدمات المالية وإنتاج الطاقة

logo
العالم

بخطاب وداعي.. بايدن يعرض حصاد إدارته في "قيادة العالم"

بخطاب وداعي.. بايدن يعرض حصاد إدارته في "قيادة العالم"
بايدن يلقي كلمة في وزارة الخارجية المصدر: رويترز
14 يناير 2025، 12:21 م

كثير من الفخر والاعتزاز بالمنجز أظهره الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطاب وداعه الدبلوماسيين والعاملين في وزارة الخارجية بالعاصمة واشنطن في الأسبوع الأخير من ولايته الرئاسية.

أخبار ذات علاقة

بايدن: لا يمكننا أن نتخلى عن أوكرانيا

 بايدن التزم بواحد من تقاليد الرؤساء الأمريكيين بزيارة مبنى الخارجية في نهاية عمر ولايته الرئاسية، كما تقضي العادة أن تكون هناك زيارة أولى عند استلام وزيرة للخارجية وأخرى وأخيرة عند انتهاء ولاية الرئيس، وفيها يقدم الرئيس المنتهية ولايته حصاد إدارته الدبلوماسية العالمية خلال فترة حكمه.

 بايدن وهو يقف أمام فريقه الدبلوماسي قدم عرضا شاملا عن الصورة التي وجد عليها الولايات المتحدة والعالم عند استلامه السلطة في مثل هذا الشهر قبل أربع سنوات، مشيرا إلى عديد المحطات والتحديات التي واجهها هو والعاملون معه في هذه الحقبة الزمنية التي وصفها بالكثيرة التحديات والمعقدة التفاصيل.

حصة أوفر للصين

نالت بكين الحصة الأوفر من الرؤية التي قدمها بايدن في حصاد إدارته عندما شدد على أن العلاقة الشخصية التي تجمعه بالرئيس الصيني "شي جين بينغ" كانت صورة ملخصة لطبيعة العلاقة الأمريكية الصينية في العقد الأخير عندما كلف بملف الصين في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما حينها.

وذكر بذلك اللقاء الطويل الذي استمر لعشر ساعات بينه وبين نظيره الصيني حينها قبل أن يستلم كلاهما السلطة في بكين وواشنطن بعد سنوات من ذلك اللقاء.

وجدد بايدن تأكيده على أن الصين لا تزال هي التحدي الأول في القرن الجديد بالنسبة للولايات المتحدة، لكنه قال إنه يؤمن بقدرة بلاده على ضمان تفوقها الاستراتيجي في مواجهة الصين لعقود قادمة.

وشدد على أن السياسات العسكرية بتوسيع دائرة التحالفات التي أقامها في الأربع سنوات الماضية، جعلت من الولايات المتحدة تقف الآن في موقف أفضل مما كانت عليه خلال الفترة التي سبقت وصوله إلى البيت الأبيض.

الولايات المتحدة اليوم في وضع أفضل عندما يتعلق الأمر بقدرتها على فرض شروط تفاوضية تجاريا واقتصاديا وعسكريا مع الصين وحتى مسألة الاعتماد الخارجي على مصادر التزود بصناعة الرقائق مسألة تصدت لها إدارته وحققت استقلالية في هذا السوق الحيوي لصناعات التكنولوجيا الحالية في انتظار تحولها إلى القوة المنتجة الأولى عالميا.

وهذا وضع يقول الرئيس السادس والأربعون للولايات المتحدة إنه لم يكن متاحا عند استلامه السلطة وبصورة خاصة خلال سنوات أزمة كورونا والفترة التي تلتها.

قيادة العالم

هنا تحديدا أشار بايدن إلى ذلك الدور القيادي العالمي الذي اضطلعت به الولايات المتحدة خلال تلك الفترة، وهي إشارة كما يقول متجددة إلى أن بلاده لا يمكنها أن تنكفئ على نفسها؛ لأن دورها القيادي مهم لسلام واستقرار العالم.

ستكون الإدارة المقبلة في وضع أفضل في علاقتها المباشرة وغير المباشرة مع بكين من خلال التفاهمات التي تم التوصل إليها بين واشنطن وبكين خلال السنوات الماضية سواء فيما يتعلق بالتنسيق العسكري الثنائي أو الاتفاقات التجارية المشتركة بين البلدين، بحسب بايدن.

والصورة ليست مكتملة حتى الآن، كما يقول بايدن، ولا يزال هناك عمل كبير في طريق ترسيخ التفوق الأمريكي، ولكن الظروف كما هي اليوم أفضل بكثير مما كانت عليه قبل أربع سنوات.

 الأطلسي ومرحلة جديدة

عندما يتعلق الأمر بحلف شمال الأطلسي "الناتو" تحديدا، تتحول القضية إلى مسألة شخصية بالنسبة للرئيس بايدن باعتباره أحد المدافعين الكبار عن محورية هذا الحلف بالنسبة للأمن القومي الأمريكي والأوروبي والعالمي.

ولذلك تحدث بايدن بالكثير من الاعتزاز عن منجزه في استعادة قوة الحلف بين ضفتي الأطلسي وكذلك نجاحه في إنهاء المخاوف المرتبطة بالعلاقة الأمريكية الأطلسية بعد تلك الخلافات التي شهدتها الولاية الأولى للرئيس ترامب بين جانبي الأطلسي.

وقال بايدن إن إدارته نجحت في توسيع الحلف بانضمام عضوين جديدين إليه وفي ذلك فشل أكيد بالنسبة للغريم الروسي الذي كان يطمح للحد من فرص انتشار الحلف وتوسعه.

وعند الحديث عن العلاقة مع روسيا تأتي الحرب في أوكرانيا وهي مسألة تقع في قلب سياسات بايدن الاستراتيجية. 

وهنا شدد على نجاحة في تشكيل تحالف عالمي بقيادة الولايات المتحدة وتشكيل وحدة صف في الداخل لأن الخسارة في أوكرانيا كانت سوف تعيد تشكيل المفهوم العالمي للحدود ولسيادة الدول واستقلال الشعوب.

ولكن الأكثر أهمية من ذلك، وفقا لبايدن، أنها كانت ستجعل الحلفاء التاريخيين والتقليديين للولايات المتحدة في مرمى الأهداف الروسية ومساحة طموحات الرئيس بوتين التوسعية.

بايدن، فيما يبدو، لم يتأثر في هذه القضية تحديدا بالمناخ السائد في واشنطن، وكذلك بالعواقب السياسية التي لحقت بحزبه انتخابيا نتيجة سياسات إدارته في أوكرانيا.

وشدد على أن الولايات المتحدة بما فعلت في أوكرانيا وقفت في الجانب الصحيح من التاريخ، وأنها الآن ترى هزيمة عسكرية لروسيا في كييف وهزيمة سياسية في الخارج لبوتين، وأن أوكرانيا لا تزال دولة ذات سيادة تدافع عن استقلالها وسيادتها، وكل ذلك، كما يقول، هو نتيجة مباشرة لموقفه الذي اتخذه في هذه الحرب.

معضلة الشرق الأوسط

عندما تعلق الأمر بحديثه عن الشرق الأوسط حرص بايدن على إظهار قدر من التوازن في خطابه الأخير وهو يؤكد على حق إسرائيل في ضمان أمنها وواجب الولايات المتحدة في مساعدتها على ذلك.

لكنه أشار أيضا إلى حق الفلسطينيين في العيش بكرامة وفي دولتهم المستقلة، وأن المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة حاليا قاسية وأودت بحياة الكثير من الأرواح البريئة.

أخبار ذات علاقة

اتفاق نادر.. هدنة غزة تُقارب بين بايدن وترامب

 ودافع بايدن عن جهوده في سبيل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإعادة الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، وقال إن تجربته الطويلة في الخدمة العامة علمته ألا ييأس أبدا وأن يحاول إلى آخر لحظة، ولذلك قال إن اتفاقا في غزة بات وشيكا.

هنا أعاد بايدن التذكير بأن لديه خطة كاملة لإنهاء الحرب في غزة وتعزيز المساعدات الإنسانية لسكان القطاع، ولكن كذلك رؤية شاملة لمستقبل غزة في اليوم الموالي للحرب.

وأشاد بالجهود المشتركة التي تبذل في الساعات الأخيرة من عمر إدارته مع الشركاء الإقليميين من أجل الوصول بالمفاوضات إلى النتائج المرجوة.

نصف قرن من السياسة 

ولم يقتصر حديث بايدن في خطابه الوداعي على القضايا والمكاسب التي تحققت في ظل رئاسته، ولكنه أعاد التأكيد على مجموعة قناعات شخصية تخص رؤيته للدور الأمريكي في قيادة العالم.

وفي هذا السياق قال إن بلاده تقود العالم من خلال قوتها، ولكن عليها في المقابل أن تعمل أيضا على إظهار نموذجها الفريد في العالم لأن هذا النموذج يعطيها الحق في القيادة.

"نحن الأمة الوحيدة في العالم التي بنيت على فكرة"، يقول بايدن، "ولذلك فإن القيم والمثل الأمريكية يجب أن تظل جزءا من مهمة الولايات المتحدة، ولكن ذلك لن يكون ممكن الحدوث والاستمرار إذا لم تنجح الولايات المتحدة في ضمان فرادة نموذجها هذا في الداخل وتقديمه للعالم الخارجي".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات