تعيش السلطات الأوكرانية حالة من التخوف من تخلي أوروبا عنها في أثناء التفاوض مع روسيا وفرض شروطها عليها، بالتزامن مع توجه الولايات المتحدة لإنهاء الصراع.
وفي خضم هذا التخوف، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن آماله في مشاركة أوروبا والولايات المتحدة في أي محادثات لإنهاء حرب روسيا مع بلاده.
وعلى وقع دعوات واشنطن لإنهاء حالة الحرب، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استعداده للتحدث مع نظيره فلاديمير بوتين بشأن إنهاء الحرب.
بدوره، أشار الرئيس الروسي إلى مرسوم صادر عن زيلينسكي في عام 2022 يحظر إجراء محادثات مع موسكو كحاجز أمام المفاوضات.
ورد الرئيس الأوكراني على تصريحات بوتين، قائلا إنه "أدخل هذا الحظر لمنع بوتين من فتح قنوات اتصال أخرى مع محاورين في أوكرانيا، خاصةً وأن روسيا كانت تحاول القيام بذلك قبل أن يوقع على المرسوم".
ورأى خبراء، أن "مشاركة المفاوض الأوروبي خلال مباحثات التسوية الأوكرانية الروسية لن يكون لها فائدة، نظرًا لأن القرار سيكون في يد كل من موسكو وواشنطن، خاصة وأن ترامب وبوتين يحاولان إبعاد دول الناتو عن المفاوضات بشكل مباشر".
وقال الأستاذ بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو رامي القليوبي، إن "المخاوف الأوكرانية ما هي إلا للحصول على استعطاف الدول الغربية وتحديدا أمريكا، وذلك لضمان وجود مفاوضين أوروبيين لتنفيذ الشروط الأوكرانية".
وأضاف القليوبي لـ"إرم نيوز"، أن "الولايات المتحدة الأمريكية ستشارك في المفاوضات مع روسيا بشأن التسوية في أوكرانيا، وربما يحضرها مندوبون عن أوروبا لكنهم لن يكونوا مؤثرين".
وأوضح أن "الولايات المتحدة هي الداعم العسكري والمالي الأكبر لأوكرانيا، وبالتالي تمتلك أوراق الضغط على أوكرانيا للتفاوض عبر التهديد بتقليص أو وقف هذا الدعم ما لم تجلس على طاولة المفاوضات مع روسيا".
وتابع: "في الوقت نفسه، بإمكان الولايات المتحدة الضغط على روسيا بورقة العقوبات عن طريق تخفيفها أو الوعيد بزيادتها وفي هذه الحالة سوف تبدأ عملية التسوية في أوكرانيا".
من ناحيته، قال المستشار في مركز السياسات الأوكراني إيفان يواس، إن "الحرب التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا لا تتعلق في المقام الأول بهاتين الدولتين فحسب، وإنما أوروبا وأمريكا أيضا".
وأضاف يواس لـ"إرم نيوز"، أن "روسيا وجهت إنذارا للولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو قبل اندلاع الحرب، ومن المنطقي إذن أن يشارك في المفاوضات ممثلون عن الولايات المتحدة والدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي".
وتابع: "أعتقد أن ممثلي الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الرائدة في الاتحاد الأوروبي سيكونون مشاركين في هذه المفاوضات".
وتوقع يواس أن تكون المفاوضات شاقة وتستغرق وقتا للوصول إلى صيغة توافقية ترضي الأطراف جميعها في تلك الحرب.
