القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة بيت لحم
تستمر الحرب في جمهورية الكونغو الديمقراطية، لتكشف عن صراع مستمر على الموارد الطبيعية، في وقت تتنافس فيه القوى الإقليمية على الاستفادة من ثروات البلاد الهائلة، حيث تمتلك الكونغو ثروات كبيرة من المعادن، ومن أبرزها معدن الكولتان الذي يُستخدم في صناعات حيوية.
وتحتفظ الكونغو بنسبة 80% من احتياطات الكولتان العالمية، ومعظم هذه الثروة مركزة في المنطقة الشرقية، خاصة في مقاطعة كاتانغا.
وتظهر جمهورية الكونغو الديمقراطية كدولة غنية بالموارد، لكن ذلك يتناقض بشكل صارخ مع واقعها الاقتصادي؛ فهي تعاني من الفقر المدقع رغم احتياطاتها من المعادن الثمينة مثل الألماس، والنحاس، والكوبالت، والليثيوم، والزنك، والتنغستن، واليورانيوم.
بالإضافة إلى العديد من المعادن الأخرى، حيث إن معظم هذه الثروات تتواجد في منطقتي كاساي وكاتانغا.
وجود هذه الموارد الغنية جنبًا إلى جنب مع الفقر والعنف المنتشر يثير تساؤلات عدة حول إدارة واستغلال وتوزيع هذه الثروات، غالبًا ما يُحمّل قادة الكونغو الدول المجاورة، مثل رواندا وأوغندا، مسؤولية نهب ثرواتها المعدنية.
في هذا السياق، أفادت سامية عبدالله، الباحثة في الشؤون الإفريقية، في حديثها لموقع "إرم نيوز"، بأن المعطيات تشير إلى أن التركيز الجغرافي لعمليات حركة "إم 23" يرتبط بمنطق اقتصادي واضح.
وهذه العمليات تغطي مناطق غنية بالكولتان، تمتد من بوناجانا القريبة من الحدود مع أوغندا إلى جوما، التي تقع على الحدود الكونغولية مع رواندا، وأضافت سامية أن التجارة الرسمية وغير الرسمية بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، خاصة في مجال الذهب، شهدت ازدهارًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة.
وأوضحت سامية أن معظم مقاتلي حركة "إم 23" يأتون من مقاطعة كيفو الشمالية، وخاصة من منطقتي ماسيسي وروتشورو اللتان تقعان بالقرب من الحدود مع رواندا، حيث تدور الاشتباكات بشكل متواصل.
كما أن المناطق التي تسيطر عليها الحركة تقع عند التقاطع بين رواندا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ما يعزز حركة الشاحنات التجارية التي تنقل البضائع من ميناء مومباسا في كينيا عبر أوغندا إلى جوما وبوكافو في الكونغو.
من جانبه، أشار الباحث والكاتب منتصر كمال، المهتم بالشأن الإفريقي، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن بنية الدولة الضعيفة وسوء الإدارة والفساد المتفشي تعد من الأسباب الرئيسة التي تساهم في التحديات التي تواجه جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقال منتصر: "لقد أصبح الفساد مشكلة مزمنة تعصف بالبلاد منذ عقود، ويشكل عقبة رئيسة تحول دون استثمار عائدات الموارد الطبيعية في تحسين ظروف حياة المواطنين".
وأضاف منتصر أن العديد من الدول والشركات متعددة الجنسيات تسعى للاستفادة من الثروات الطبيعية الهائلة التي تمتلكها الكونغو، ما يساهم في تعقيد الأوضاع.
وتساهم هذه التدخلات، سواء كانت عسكرية أم دبلوماسية، في تعزيز الصراعات الجيوسياسية التي تؤثر بشكل مباشر على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد منتصر كمال أن هذه التدخلات غالبًا ما يُنظر إليها على أنها تهدف إلى حماية المصالح الخارجية بدلًا من دعم جهود التنمية المستدامة ومساعدة الشعب الكونغولي على التغلب على التحديات التي يواجهها.