مظاهرات في تل أبيب للمطالبة بإتمام صفقة التبادل

logo
العالم

"بلد المناجم".. هل وضعت حركة "إم 23" يدها على ثروات الكونغو الديمقراطية؟

"بلد المناجم".. هل وضعت حركة "إم 23" يدها على ثروات الكونغو الديمقراطية؟
مسلحون من حركة إم 23المصدر: (أ ب)
20 مارس 2025، 5:35 م

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن المعادن النادرة الضرورية لصناعة الهواتف الذكية، وطرق التهريب المربحة، والمخزونات الهائلة من الأسلحة، بالإضافة إلى حياة ملايين البشر، أصبحت جميعها، الآن، تحت سيطرة ميليشيا حركة "إم 23" وداعمها القوي، رواندا.

ورأت الصحيفة أن الثروة والحرب سمحتا لجماعة حركة إم23، المدعومة من رواندا، بالسيطرة على مساحة شاسعة من الأراضي في الجزء الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية، ما يُهدد سيادة أكبر دولة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وبحسب الصحيفة، تسيطر حركة إم23 على منطقة واسعة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي موطن للعديد من المناجم المربحة والموارد الطبيعية الأخرى.

على سبيل المثال، يحتوي منجم "روبايا" في شمال شرق "غوما" على أحد أكبر رواسب معدن "الكولتان" في العالم، وهو معدن يحتوي على عنصر "التنتالوم" النادر، الذي يُستخدم في صناعة الهواتف الذكية، والأجهزة الطبية مثل استبدال الركب، بالإضافة إلى الأجهزة المتفجرة.

وتُظهر التقارير الصادرة عن خبراء الأمم المتحدة أن حركة إم23 تجمع ما لا يقل عن 800 ألف دولار شهرياً كضرائب من إنتاج الكولتان، في حين يُقدر أن ما لا يقل عن 150 طناً من هذا المعدن قد صُدِّر إلى رواندا بطرق غير قانونية. 

وعلى الرغم من أن جنود الحركة في مدينة غوما، الواقعة على الحدود مع رواندا، يقومون بدوريات في الشوارع، ويديرون المدينة من خلال مسؤولين معينين من الحركة، إلا أن الجيش الكونغولي الضخم، وإن كان غير كفؤ، لم يتمكن من إيقاف تقدم الجماعة المسلحة. كما أن إدانة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم تُسفر عن أي نتيجة فعالة.

وتضيف الصحيفة أن حركة إم23، التي كانت في الماضي ميليشيا متناحرة، باتت تتصرف، الآن، ككيان حاكم في المدن التي تسيطر عليها، بما في ذلك مناجم الكولتان والذهب المربحة، والمعابر الحدودية الإستراتيجية.

وتقوم هذه الحركة أيضاً بتخليص جوازات السفر في المدينة، وتشجيع قادة الحركة الشباب على الانضمام إلى جيشها للمشاركة في "تحرير الكونغو".

أخبار ذات علاقة

بسبب الصراع في الكونغو.. رواندا وبلجيكا تقطعان العلاقات الدبلوماسية

ومع تعهد حركة إم23 بالتوسع نحو العاصمة "كينشاسا"، يجعل ذلك من الحركة، إلى جانب دعم رواندا، تهديداً حقيقياً لسيادة الكونغو، أكبر دولة في أفريقيا جنوب الصحراء من حيث المساحة، والتي يزيد عدد سكانها على 100 مليون نسمة، والتي عانت من حروب مستمرة أودت بحياة ملايين الأشخاص على مدار العقود الثلاثة الماضية.

وبحسب الأمم المتحدة، تتراوح أعداد مقاتلي حركة إم23 بين 6 آلاف و9 آلاف مقاتل، ويقول الخبراء إن الجماعة تزداد قوةً وتطوراً. وفي المناطق التي سيطرت عليها الحركة خلال العام الماضي، ارتكبت جرائم متنوعة، من بينها تجنيد الأطفال بشكل قسري، وعمليات قتل خارج نطاق القضاء، والعنف الجنسي.

وتُرجع الصحيفة جذور الصراع الحالي إلى الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا العام 1994، والتي امتدت عبر الحدود إلى الكونغو. ورغم أن حركة إم23 تدعي أن وجودها في شرق الكونغو جاء لحماية أفراد جماعة التوتسي من الاضطهاد، إلا أن تقريراً صادراً عن الأمم المتحدة أشار إلى أن الحركة تسعى، فعلياً، إلى "التوسع الإقليمي والاحتلال طويل الأمد للأراضي التي تحتلها واستغلالها".

ومنذ بداية العام الجاري، انضمت بعض الجماعات المسلحة التي تتكون أساساً من الهوتو العرقيين إلى حركة إم23، مما يُظهر أن الجماعة تتمتع بجاذبية تتجاوز جماعة التوتسي العرقية.

كما أضافت الصحيفة أن الأمم المتحدة تصف حركة إم23 بأنها جيش بالوكالة لصالح رواندا، حيث تُدار وحداتها من قبل جنود روانديين ومُجهَّزة بأسلحة متطورة، تشمل صواريخ مضادة للدبابات، وبنادق آلية حديثة، وأجهزة تزوير وغيرها من الأسلحة.

وفي الوقت الذي نفى فيه الرئيس الرواندي بول كاغامي دعم بلاده لحركة إم23، فإن وجود آلاف الجنود الروانديين في مدينة "غوما" والمناطق المجاورة في شرق الكونغو لا يترك مجالاً للشك، وفقاً للعديد من محللي الاستخبارات والدبلوماسيين والباحثين والعاملين في المجال الإنساني الذين يتعاملون مع الجماعة أو يدرسونها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات