إعلام حوثي: الطيران الأمريكي نفذ 18 غارة على عدة محافظات يمنية
في تصعيد جديد للصراع في شرق الكونغو الديمقراطية، اقتحمت حركة "إم 23" المتمردة، المدعومة من رواندا، بلدة واليكالي، في خطوة تعكس اتساع رقعة سيطرتها ووصولها إلى أبعد نقطة غربًا منذ بداية هجومها المتسارع هذا العام، وسط تخوف من انهيار محادثات السلام.
وتكمن أهمية واليكالي في كونها غنية بالمعادن، خاصة القصدير، مما يجعل السيطرة عليها ورقة ضغط جديدة في معادلة الصراع.
هذا التحرك جاء بعد يوم واحد فقط من دعوة رئيسي الكونغو الديمقراطية ورواندا إلى وقف فوري لإطلاق النار، في ظل جهود أنغولية لإطلاق مفاوضات مباشرة بين الحكومة الكونغولية والمتمردين.
لكن الحركة فاجأت الجميع بإعلانها الانسحاب من محادثات السلام، معللة قرارها بالحاجة إلى مزيد من التحضيرات بسبب "التغيرات الميدانية الكبرى"، وهو ما يعكس تأثير المكاسب العسكرية الأخيرة في موقفها التفاوضي.
وهذا التغير في المشهد يثير تساؤلات حول مستقبل الجهود الدبلوماسية، ومدى قدرة الأطراف الدولية على فرض تهدئة حقيقية في ظل استمرار التقدم الميداني للحركة، وما إذا كانت السيطرة على واليكالي ستدفع "إم 23" إلى تعزيز موقفها أم ستؤدي إلى تصعيد أوسع في المنطقة.
وقال الباحث الأكاديمي المتخصص في الشأن الأفريقي، خالد عبد الرحمن، لـ"إرم نيوز"، إن هذه التطورات تعكس تعقيدات الصراع في المنطقة، ووجود عقبات تعرقل جهود السلام.
وأضاف أن حركة "إم 23" تبدي شكوكًا حول قدرة حكومة أنغولا والجهات الدولية على ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وفقًا لشروطها.
وأشار عبد الرحمن إلى أن سيطرة "إم 23" على مدن جديدة قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع وزيادة حدة الصراع، مما يستدعي تحركًا دوليًا أكثر فاعلية لدعم جهود السلام واستعادة الاستقرار في المنطقة.
وبدورها، أفادت الكاتبة والباحثة في الشأن الأفريقي، سامية عبدالله، في حديث لـ"إرم نيوز"، بأن التصريحات حول الشراكة بين الكونغو والولايات المتحدة تمثل فرصة كبيرة لتعزيز الاقتصاد المحلي، لكنها قد تشكل أيضًا عائقًا أمام المفاوضات بسبب تداخل المصالح الإقليمية والدولية.
وأوضحت أن استخراج ومعالجة المعادن الحيوية لصالح الشركات الأمريكية قد يسهم في تحسين القدرات الدفاعية والأمنية للكونغو، وهو ما يشكل عنصرًا أساسيًا في تحقيق قدر من الاستقرار في المنطقة.
وأضافت عبدالله أن الأمم المتحدة أعلنت قيام بعثة حفظ السلام بترتيب دوريات لتعزيز حماية المدنيين ومتابعة الأوضاع من كثب، خصوصًا في شمال كيفو ومقاطعة إيتوري، حيث تتمركز نحو 60% من القوات.
وأشارت إلى أن التطورات الأخيرة، لا سيما دخول حركة "إم 23" مدينة جديدة، جاءت بمثابة ضربة للآمال المعقودة على إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع المستمر في شرق الكونغو، الذي أدى إلى تشريد مئات الآلاف وسقوط العديد من الضحايا.
كما أكدت أهمية بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة لضمان تحقيق تسوية ناجحة ومستدامة.