وزير الصحة البريطاني: هجمات إسرائيل على غزة غير مبررة ولا تطاق
أثارت تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن التفاوض مع أوكرانيا، تساؤلات حول مدى شرعية المفاوضات في ظل وجود مرسوم أوكراني يحظر التفاوض مع موسكو.
ووصف مراقبون تصريحات بوتين بأن أي تفاوض مع أوكرانيا في الوقت الراهن سيكون "غير شرعي"، بالـ"حقيقية".
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد أصدر مرسومًا تشريعيًّا يحظر التفاوض مع موسكو.
وجدد بوتين، استعداد بلاده للتفاوض لإنهاء النزاع في أوكرانيا، مستبعدًا التحدث مع زيلينسكي، قائلًا: "إذا أراد زيلينسكي المشاركة في المفاوضات، سأختار أشخاصًا للمشاركة فيها".
ووصف الرئيس الروسي نظيره الأوكراني بأنه "غير شرعي"؛ لأن ولايته الرئاسية انقضت خلال الأحكام العرفية المفروضة.
وفي تطور سريع لهذه التصريحات، رد زيلينسكي قائلًا: "بوتين يخشى المفاوضات ويستخدم حيلًا خبيثة لإطالة أمد الحرب المستمرة منذ نحو 3 أعوام، وأن هناك فرصة لتحقيق سلام حقيقي، لكن زعيم الكرملين يحبط جهود وقف القتال".
وفي تصريحات مُغايرة، قال زيلينسكي في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، إن أوكرانيا بحاجة إلى ضمانات أمنية أوسع، وإن بوتين لا يخاف من أوروبا.
وحث زيلينسكي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الوقوف إلى جانب أوكرانيا.
وكان ترامب قد تعهد بالتوصل إلى هدنة سريعة بين روسيا وأوكرانيا عند توليه سدة الحكم، إلا أن هناك مؤشرات تدل على صعوبة احتواء التصعيد في النزاع بين الطرفين، تزامنًا مع نقل الجيش الأمريكي 90 صاروخًا اعتراضيًّا من إسرائيل إلى بولندا بهدف تسليمها لأوكرانيا.
ووسط هذه المخاوف، يبقى التساؤل الأهم: هل تخضع أوكرانيا لضغوط أمريكية لإلغاء مرسوم حظر التفاوض بهدف إضفاء الشرعية على المفاوضات المُحتمل عقدها مع الرئيس الروسي خلال الأيام المقبلة؟ أم أن الغرب سيُمارس ضغوطه على الرئيس الأوكراني لعدم الدخول بالمفاوضات؟
وتعليقًا على ما سبق، قال مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، الدكتور آصف ملحم، إن الرئيس الأوكراني أصدر مرسومًا يمنع المفاوضات مع روسيا نهائيًّا.
وأوضح ملحم، لـ"إرم نيوز"، أن إجراء أي مفاوضات بدون إلغاء هذا المرسوم تصبح غير قانونية وغير شرعية، مؤكدًا أن الرئيس زيلينسكي نفسه لا يعتبر رئيسًا شرعيًّا الآن؛ لأن ولايته الرئاسية انتهت، ولم تُجرَ أي انتخابات، "وبالتالي نحن أمام معضلة قانونية".
وأشار إلى أن القانون الانتخابي الأوكراني يمنع إجراء الانتخابات الرئاسية أثناء الحرب، كما تمنع المادة 83 من الدستور الأوكراني إجراء الانتخابات البرلمانية أثناء الحرب.
وقال ملحم: "لا يمكن تعديل الدستور الأوكراني أثناء الحرب"، لافتًا إلى أن "زيلينسكي حاول خلال الفترة الأخيرة اتخاذ إجراءات لتمنحه الشرعية، وذلك عن طريق الاجتماع مع بعض الجهات الأوروبية وغيرها، كما أن اللجنة الانتخابية الأوكرانية أصدرت قرارًا لتؤكد على شرعية زيلينسكي، لكن هذه المحاولات لا أهمية لها"، وفق تقديره.
وأكد ملحم ضرورة أن يكون الرئيس الذي ستجرى معه المفاوضات رئيسًا شرعيًّا، وفي حال غياب الرئيس بسبب المرض أو غيره، فإن المتحدث باسم البرلمان الأوكراني قادر على تمثيل أوكرانيا في كل المحافل الدولية، لذلك قد يكون الوجه البديل لزيلينسكي في التفاوض هو المتحدث باسم البرلمان الأوكراني.
وأضاف أن تصريحات الرئيس الروسي بشأن شرعية المفاوضات، ما هي إلا مناورات ومراوغة روسية؛ لأن بوتين يبدو أنه لا يريد الجلوس مع زيلينسكي على طاولة المفاوضات من جهة، ومن جهة أخرى فإنها تهدف إلى كسب الوقت لتحقيق مزيد من التقدم على كافة جبهات القتال، لاستخدامه ورقة ضغط تفاوضية، ولا سيما أن كورسك الروسية لم يتم تحريرها بشكل كامل بعد.
وحول الموقف الأمريكي، بين ملحم أنه لا يجب التوقف عنده كثيرًا؛ لأنه لا تبدو عند ترامب نية حقيقية لإنهاء الحرب، وإنما هي محاولة لإيجاد صيغة مؤقتة، وليست حلًّا نهائيًّا للحرب.
وتابع: "من مصلحة الولايات المتحدة استمرار الصراع في أوكرانيا، وهي تسعى لإعادة ترتيب الأوراق وزخم المعارك في أوكرانيا بهدف التفرغ للصين"، مشيرًا إلى أن "التعبئة في أوكرانيا تجري الآن؛ مما يؤكد أن وقف الحرب لن يتم في الأفق القريب".
من ناحيته، قال الأستاذ الزائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، رامي القليوبي، إن شرعية زيلينسكي انتهت في مايو/أيار الماضي، ولم تُجرَ انتخابات رئاسية جديدة حتى الآن.
وأضاف القليوبي، لـ"إرم نيوز"، أنه في ذات الوقت، أكد الرئيس الروسي استعداده للتفاوض مع أوكرانيا، شريطة أن لا يكون زيلينسكي هو الذي سوف يوقع اتفاق التسوية أو الهدنة أو وقف إطلاق النار.
وأكد أن إلغاء المرسوم الأوكراني الخاص بعدم التفاوض مع روسيا، أو حتى عدم إلغائه، لن يكون له تأثير؛ لأنه إذا ضغطت الولايات المتحدة على أوكرانيا بالتفاوض مع روسيا وهددتها بقطع المساعدات العسكرية والمالية، فسوف تجبر أوكرانيا على التفاوض بشكل فوري.
وأوضح القليوبي أن المشكلة الحقيقية التي تواجه ترامب هي الدولة العميقة في أمريكا، ومراكز صنع القرار، متسائلًا عن مدى قدرة الرئيس الأمريكي للتغلب على تلك المراكز المعادية لروسيا.