الجيش الإسرائيلي يبدأ موجة جديدة من الغارات الجوية على جنوب لبنان

logo
العالم

ماذا بعد ضرب مستودعات الأسلحة الروسية بالمسيّرات القتالية؟

ماذا بعد ضرب مستودعات الأسلحة الروسية بالمسيّرات القتالية؟
المسيرات الأوكرانية تضرب مستودعات الأسلحة الروسية المصدر: رويترز
19 سبتمبر 2024، 10:28 ص

في الوقت الذي تنتظر فيه كييف الحصول على تصريح غربي أمريكي لاستخدام الأسلحة الغربية لضرب العمق الروسي، أعلنت تنفيذ ضربة هجومية عنيفة بالمسيرات الأوكرانية بعيدة المدى على مستودع للذخائر والأسلحة الإستراتيجية الروسية في مدينة "توروبيتس" غربي روسيا.

التقارير الإعلامية الأوكرانية نقلت خلال الساعات الماضية، تفاصيل الهجوم الأوكراني بأنه تم عن طريق 1000 مُسيرة محملة بالمتفجرات استهدفت مستودعًا للأسلحة الإستراتيجية الروسية في منطقة تفير بمدينة توروبيتس، وكان يتضمن صواريخ لأنظمة "إسكندر" التكتيكية، وصواريخ لأنظمة "توشكا يو" التكتيكية، وغيرها من القنابل الجوية الموجهة وذخائر المدفعية.

الضوء الأخضر

وقال حاكم منطقة تفير الروسية إيجور رودينيا، في تدوينة له، إن "البلدة تضم وحدتين عسكريتين روسيتين، تم استهداف إحداهما بضربات أوكرانية خلال ستة الأشهر الماضية، وأن استهداف أمس جرى عن طريق هجوم ضخم بطائرات دون طيار أوكرانية، وتسبب في اندلاع حريق كبير، وتم إخلاء جزئية صدرت في المنطقة".

وبحسب الخبراء، فإن استخدام القوات الأوكرانية المسيرات القتالية في تنفيذ هجمات عنيفة قد يهدد العملية العسكرية بالنسبة للقوات الروسية، تحديدًا وأنها تُركز على ضرب المنشآت والبنية التحتية العسكرية، وهو ما يربك الدب الروسي، خاصة أن المنشآت العسكرية الروسية أصبحت في مرمى نيران المسيرات الأوكرانية.

ويرى الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن أوكرانيا حصلت بالفعل على الضوء الأخضر بصورة غير مباشرة من واشنطن خلال زيارة بلينكن وديفيد لامي لكييف بضرب الأهداف الروسية، بشروط معينة وهي استخدام المسيرات القتالية وتنفيذ الأجندة العسكرية الغربية التي قدمتها واشنطن وبريطانيا لكييف، وهو ما ظهر جليًّا في الهجوم الأخير على مستودع الأسلحة الروسي.

أخبار ذات علاقة

لقاء بايدن-زيلينسكي.. هل تعطي واشنطن "الإذن" لكييف لضرب العمق الروسي؟

وقال ديميتري فديم، المحلل السياسي الروسي، إن القوات الأوكرانية بدأت في تنفيذ الأجندة العسكرية الغربية التي قدمتها واشنطن وبريطانيا لكييف خلال زيارة وزيرَي الخارجية الأمريكي والبريطاني لكييف مطلع الشهر الجاري، والتي تضمنت نقاطًا حيوية ضمن الأهداف التي يتم استهدافها، والمؤكد أنها تتضمن مستودعات الوقود والأسلحة الإستراتيجية التابعة للقوات العسكرية الروسية.

وأشار فديم في تصريحات لـ«إرم نيوز»، إلى أن المخاوف الروسية تتمثل في تزايد الهجمات الأوكرانية العنيفة بالطائرات المسيرة، والتي لا يمكن رصدها أو صدَّها، خاصة أن أوكرانيا مدعمة بمسيَّرات غربية مطورة تتضمن أجهزة تشويش على أنظمة الدفاعات الجوية، بالإضافة إلى أن لديها القدرة على التحليق في مسافات قريبة جدًّا من الأرض، وهو ما يصعب المهمة على التعامل معها.

هجمات مضادة

وأضاف المحلل السياسي الروسي، في تصريحاته، أن الإستراتيجية العسكرية الروسية تتضمن تنفيذ ضربات عنيفة على المنشآت العسكرية الأوكرانية، إلا أن هذه الإستراتيجية تسير ببطء شديد؛ نظرًا لأن الجيش الروسي يحارب في كافة المناطق الأوكرانية، ويحاول السيطرة على الأقاليم الشمالية والشرقية الأوكرانية، والتي قد تسهل عملية الزحف الروسي نحو العاصمة كييف.

وتوقع فديم، تكثيف الهجمات الأوكرانية عن طريق المسيرات القتالية خلال الأيام المقبلة، والتي أثبت من خلالها تحقيق الأهداف المرجوة منها، وتحقيق خسائر تتكبدها القوات الروسية ما لم يبادر الدب الروسي بتنفيذ هجمات مضادة بشكل مباشر وليس على فترات متباعدة حتى يُنهك ويصيب الأوكران بالتعب، كما كان يحدث منذ أشهر، وقبل الهجوم الأوكراني على كورسك.

في السياق ذاته، قال د. أحمد سيد، أستاذ العلاقات الدولية، والمتخصص في الشؤون الأمريكية، إن الولايات المتحدة الأمريكية تعاني التناقض في موقفها من الحرب الروسية الأوكرانية، فعليًّا يُصرح مسؤولوها بضرورة وقف الحرب بين الطرفين، وضمنيًّا وفعليًّا تدعم كييف بالأسلحة والمعدات العسكرية.

وأضاف الخبير أن ما نراه الآن في التحركات الأوكرانية هو تطور نوعي قد يغير مسار أهداف روسيا في الوقت الحالي، فبعد أن كانت ترغب في تحقيق انتصار سياسي وعسكري وضم أراض أوكرانية لسيادتها، تحاول الوقوف والتصدي للحفاظ على سيادتها وأراضيها.

تعزيز موقف كييف

وأشار أستاذ العلاقات الدولية، في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن بنك الأهداف الأوكرانية الذي قدمته كييف لواشنطن خلال الأيام الماضية هو الذي ينفذ الآن من خلال استخدام سلاح المسيرات القتالية دون طيار، وهي إستراتيجية أوكرانية قد نسمع عنها كثيرًا في الفترة المقبلة لاستهداف المنشآت والمناطق الحيوية العسكرية الروسية، خاصة أن كييف لديها القدرة على إنتاج الآلاف من هذه المسيرات شهريًّا، بالإضافة إلى الدعم الغربي وتزويد كييف بأنواع مطورة من هذه المسيرات.

وتابع المختص في الشؤون الأمريكية، في تصريحاته: "هذه الضربات الأوكرانية الناجحة قد تعزز موقف كييف في أعين واشنطن لإثبات قدرتها على تحقيق الأهداف المرجوة منها، وتكون سببًا في زيادة الدعم الغربي والأمريكي تحديدًا لها، سواء كان ماديًّا أو عسكريًّا، وهو ما يربك الدب الروسي، خاصة أن المنشآت العسكرية الروسية أصبحت في مرمى نيران المسيرات الأوكرانية".

وأشار السيد، إلى أن الرد الروسي قد يكون عنيفًا للغاية وهو استهداف البنية التحتية العسكرية التركية كما حدث خلال شهري يونيو وأغسطس الماضيين، بتدمير مستودعات للأسلحة الأوكرانية وتحديدًا تدمير مخازن الأسلحة الغربية الموجودة في كييف، وحرمانها من استخدامها حال التوسع في الضربات الأوكرانية للعمق الروسي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC