الجيش الإسرائيلي يقتحم البلدة القديمة في نابلس شمالي الضفة الغربية
عاد ملف الإرهاب للولايات المتحدة، ليطل برأسه في أول أيام العام 2025، بينما تنشغل الإدارة الأمريكية التي تنقل عهدتها من جو بايدن إلى دونالد ترامب بصورة شبه كاملة في حربي الشرق الأوسط وأوكرانيا، وملفي الهجرة والاقتصاد.
وتفاجأ الأمريكيون ومعهم الرئيسان بايدن وترامب بطريقة تنفيذ العسكري السابق في القوات الأمريكية شمس الدين جبار لهجومه وسط مدينة نيو أورليانز.
وقبل اتضاح الصورة النهائية عن منفذ الهجوم وخلفياته ودوافعه كان هناك مجال للأخبار الأولية وهي التي خلقت حالة من الارتباك في التعامل مع الهجوم ومخاطره على الأمن القومي.
الهجوم الذي خلف عشرات الضحايا بين قتيل وجريح استخدم فيه منفذه سيارة الدفع الرباعي المستأجرة من ولاية تكساس المجاورة وهي تقنية لافتة يلجأ إليها مؤيدون لأفكار تنظيم "داعش" في العواصم الغربية.
وحدث ذلك من قبل في مدينة نيس الفرنسية وفي ألمانيا والآن في نيو أورليانز وقبلها في قلب مدينة نيويورك وتحديدًا بمانهاتن.
المشترك في الهجمات هذه وإن تباعدت زمنيًا هو اللجوء إلى استخدام السيارات كسلاح هجوم على تجمعات تجارية أو احتفالية.
ويقول المختصون في الشأن الأمني إنها "تقنية مكشوفة بالنسبة للمهاجمين وسهلة الحصول عليها من خلال اللجوء الى شركات تأجير السيارات".
وهذا السيناريو تكرر في هجومي اليوم الأول من العام الجديد داخل الولايات المتحدة في نيو أورليانز وكذلك لاس فيغاس، وقبل ذلك في ألمانيا قبل نهاية العام ونيس ونيويورك خلال الأعوام الماضية.
وباستثناء هجوم "بود هامبورغ" الألمانية فإن المشترك بين جميع منفذي هذه السلسلة من الهجمات هو التأييد لأفكار داعش وكذلك التجنيد عن طريق شبكة الإنترنت إضافة إلى الهدف الآخر وهو السعي إلى إيقاع أكبر عدد من الضحايا؛ لأن الأماكن المستهدفة هي أمكنة تجمعات تجارية أو سياحية".
هناك أسئلة كثيرة تطرح في واشنطن بعد اتضاح الصورة عن هوية منفذي الهجومين الأخيرين في لويزيانا ونيفادا وهو ذلك المشترك بينهما على خلفية الخدمة العسكرية في القوات الأمريكية للمنفذين ولأكثر من عقد من الزمن، أضف عليها المشاركة في محاربة الإرهاب.
لكن كيف يمكن الوصول إلى تلك النهاية؟، يتساءل خبراء أمنيون.
في حالة العسكري المتقاعد جبار، يدعو الأمر إلى التساؤل بالنظر إلى خبراته العسكرية الميدانية في العمل ضمن فرق محاربة الإرهاب والقوات الأمريكية في أفغانستان، إضافة إلى حصوله على ميدالية الشرف نظير خدمته في مكافحة الإرهاب.
كل هذه العوامل التي ترتبط بالسيرة المهنية لمنفذ الهجوم تثير المزيد من الأسئلة حول طريقة تجنيده من قبل التنظيم المتشدد.
وهنا مرة أخرى يعود الحديث مجددًا إلى مخاطر الدعاية التي تقوم بها "داعش" وغيرها من التنظيمات المتشددة على شبكة الإنترنت.
ولمدة عقود من الزمن وتحديدًا منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر باشرت الولايات المتحدة جهودًا مشتركة مع الحلفاء الغربيين لأجل مراقبة الدعاية التي تقوم بها التنظيمات الارهابية على الإنترنت ومخاطر انتشارها بين اليافعين في المجتمعات الغربية.
لم يكن العسكري السابق يعاني من أي تهميش اجتماعي فهو صاحب عمل ناجح في سوق العقارات الذي يحقق له مداخيل جيدة، وهو صاحب وضع اجتماعي لا يشير كما يقول عنه أفراد عائلته إلى وجود أية مقدمات على إعجابه أو اقتناعه بهذا النوع من أفكار التنظيمات المتطرفة.
ذلك الصمت كان يخفي وراءه نوايا مختلفة تمامًا لرجل تجاوز العقد الرابع من حياته ولم يتردد في إعلان إعجابه بتأييده للتنظيم الإرهابي في سلسلة فيديوهات قبل ساعات من موعد تنفيذه لهجومه.
ويقول عنه الأخ غير الشقيق: "إن الأمر لايصدق.. إنه شخص مختلف تمامًا لما يظهره عادة من عطف ومودة وقدرة على إظهار المشاعر الإيجابية حتى وإن كان قد عانى في العامين الأخيرين من بعض الصعوبات المالية والأسرية بسبب طلاقه من زوجته الثانية وتراكم الديون عليه ومواجهته أوضاعًا مالية لم تكن مريحة بالنسبة إليه".
هنا عاد الحديث مرة أخرى إلى مخاطر انتشار الفكر المتطرف العابر للقارات من خلال استغلال منصات الإنترنت في الترويج للخطاب المتطرف والأمر هذه المرة تجاوز ما كان يعرف سابقًا من أن عمليات التجنيد كانت تستهدف في الغالب يافعين من الطلبة الجامعيين وآخرين في العقدين الثاني والثالث من أعمارهم في غالب الأحيان".
الأمر هذه المرة ظهر بين مجندين في القوات الأمريكية أحدهما سابق والآخر لايزال على رأس عمله، وكلاهما أدى قسم الولاء لحماية البلاد والدفاع عنها وعلى سلامة مواطنيها.
لذلك فالمسألة تحيطها الكثير من الأسئلة الجادة بعد أن وجد على متن سيارة منفذ الهجوم راية "داعش" إضافة إلى الاعترافات المسجلة لصاحبه بإعلان الولاء والتأييد للتنظيم واللجوء إلى تكتيكاته في تنفيذ هجومه.
تقول السلطات الفيدرالية إنه لا توجد علاقة أو صلة بين الهجومين المنفذين في اليوم الأول من العام الجديد وإذا كانت الدوافع الإرهابية معلنة واضحة لدى جبار، فإن لاشيء يشير إلى ذلك في الهجوم الثاني الذي استهدف فندق ترامب بمدينة لاس فيغاس.
منفذ الهجوم ماثيو ليفلي سبرجر لايزال عاملًا في القوات الأمريكية في ساعة تنفيذ الانفجار.
كما أنه يعرف عنه إعجابه وتأييده للرئيس المنتخب دونالد ترامب.
ولديه اعتقاد قوي أن ترامب يحب الجنود الأمريكيين كما أن سجله الإجرامي خال تمامًا من أية سوابق وأنه مشهود له بالالتزام في سنوات خدمته في الوحدات القتالية.
وأظهر أداءً جيدًا خلال المهام القتالية التي خاضها في أفغانستان في خمس مرات متتالية.
وفي تفاصيل التفجير يوضح مكتب التحقيقات الفيدرالي أن المنفذ كان يحمل معه وثائقه الشخصية والتي وجدت معه داخل السيارة، إضافة إلى مسدسين أحدهما أطلق منه رصاصة على رأسه قبل انفجار السيارة.
هذه التفاصيل التي أعلنها المحققون الفيدراليون تنفي وجود أي تنسيق مسبق مع هجوم نيو أورليانز لكن هناك أسئلة اخرى تتعلق بموقع تأجير السيارتين المشترك، التوقيت المتزامن، الهجومين.
هناك أسئلة أخرى حول اختيار نوعية السيارة في الهجوم وهي أيقونة السيارات الكهربائية تيسلا لمالكها الملياردير إيلون ماسك، وموقع الهجوم المستهدف فندق الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
في الصورة التي جابت الإعلام الأمريكي كان واضحًا ذلك الجمع في عناصرها بين بقايا السيارة الكهربائية الأحدث من نوعها والمحترقة بصورة شبه كاملة وبين اسم ترامب عند بوابة المدخل الرئيسي لفندقه.
هذه الأسئلة لا تزال حتى هذه اللحظة من غير إجابات واضحة من قبل الجهات الفيدرالية التي تقول هي الأخرى من جانبها إن "الوقت لايزال أمامها لاستكمال التحقيق والوصول إلى جميع المعطيات التي أحاطت به ومعرفة الدوافع التي حركت منفذ الهجوم".