logo
العالم

إعادة "الجيش الأحمر" أم "رسالة تهديد"؟.. دلالات وجود قوات كورية في روسيا

إعادة "الجيش الأحمر" أم "رسالة تهديد"؟.. دلالات وجود قوات كورية في روسيا
فلاديمير بوتين وكيم جونغ أونالمصدر: رويترز
04 نوفمبر 2024، 1:59 م

بعد 106 أعوام على تأسيس "الجيش الأحمر" داخل روسيا السوفيتية على يد ليون تروتسكي، طُرح من جديد تساؤل عن مدى قدرة روسيا على إحياء هذه الفكرة مُجددًا، بعد مشاركة قوات كوريا الشمالية في حربها ضد كييف، وما إذا كانت رسالة روسية موجهة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" لتنفيذ هذه الخطة؟

وأكد خبراء، أن تشكيل حلف قوي بين روسيا وحلفائها، يوازي تجمع "الناتو"، يعتبر رسالة تهديد قوية وصريحة للغرب، خاصة في ظل التناغم العسكري، وتحديدًا بين موسكو وبيونغ يانغ.

أخبار ذات علاقة

"وول ستريت جورنال": تدفق قوات كوريا الشمالية إلى روسيا يحرج الصين

وأوضح خبراء في الشؤون الروسية، أن "هناك تخوف أوروبي من تشكيل الجيش الأحمر؛ لأن خسائر روسيا تعد قليلة في العملية العسكرية، بالاضافة إلى أن الجيش الروسي أصبح أقوى جيش على مستوى العالم".

وقال محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إنه "تم تشكيل حلف متين وقوي في التعاون العسكري يوازي حلف الناتو، ويتميز عن الأخير بعدم وجود قوة تهيمن عليه كما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية داخل حلف الناتو، وهذا الحلف غير المعلن يعتمد على اتفاقيات ثنائية وتعاون مشترك بين دوله وفقاً للمصالح العسكرية والسياسية".

وأضاف المحلل السياسي، لـ"إرم نيوز"، أن "روسيا اتجهت لتشكيل حلف عسكري غير معلن حسب المصالح السياسية والاقتصادية، وهو ما نجحت فيه مع كوريا الشمالية من خلال تعاون عسكري مشترك معها وتعاون اقتصادي وتكنولوجي مع الصين، ويعتبر التعاون التكنولوجي أكثر أهمية من التعاون العسكري، حيث تقدم الصين لروسيا جميع الإلكترونيات التي تلزم في تصنيع الصواريخ".

وأشار الأفندي إلى أن "هذا التعاون العسكري يؤدي بالضرورة إلى تقوية كوريا الشمالية في ظل صراع مجمد بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية من الوارد أن يشتعل في أي وقت، ويضيف جيش كوريا الشمالية لنفسه خبرات عسكرية بمشاركة روسيا ويكون بإمكانه التفوق على جيش كوريا الجنوبية".

مخاوف أوروبية من "الجيش الأحمر"

وتابع: "هناك تخوف من الجيش الأحمر؛ لأن روسيا خسائرها تعد قليلة في العملية العسكرية، بالاضافة إلى أن الجيش الروسي أصبح أقوى جيش على مستوى العالم، وخاصة بعد حرب المدن والجبهات العسكرية التي خاضها، فكان الجيش الأحمر هو أقوى جيش خلال الحرب العالمية الثانية، بينما كسرت الولايات المتحدة الأمريكية المعادلة مع إسقاط القنبلة النووية على اليابان؛ مما أدى إلى كسر شوكة الجيش الأحمر".

وبيّن الأفندي، أن "الخبرة العسكرية تتشكل مع الحروب - بلا غطاء جوي - بينما خبرات وإمكانيات أوروبا وأمريكا العسكرية تقتضي بالضرورة أن يكون لديهم السيادة الجوية؛ وبالتالي فإن الجيش الروسي قادر على الحرب في ظل ظروف أصعب بكثير من تلك التي يحارب فيها حلف الناتو خلال حروبه السابقة".

من جانبه، أكد رامي القليوبي، الأستاذ بكلية الاستشراق في "المدرسة العليا للاقتصاد" بموسكو، أن "هناك حالة من القلق تجتاح حلف الناتو؛ بسبب استعانة روسيا بقوات من كوريا الشمالية في حربها ضد أوكرانيا، وأن هذه الخطوة تُعد إيجابية، حيث تُزيد من جدية تعامل حلف الناتو مع الخطوط الحمراء التي وضعتها روسيا، وهو ما يُسهل المهمة التي يخطط لها شمال الأطلسي طوال العامين والنصف الماضيين".

رسالة روسية لحلف "الناتو"

وأضاف القليوبي لـ"إرم نيوز"، أن "الاستعانة بقوات من كوريا الشمالية تنطوي على رسالة روسية مفادها أنها ليست وحيدة بعد أن كانت بيلاروسيا هي حليفها الوحيد منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فضلاً عن بعض التعاون العسكري التقني مع إيران إلى جانب بعض الشركات الاقتصادية مع الصين والهند والدول العربية".

ولفت القليوبي إلى أن "قوة نووية أخرى مستعدة للقتال بجانب روسيا؛ مما قد يشكل ردعًا كبيرًا للغرب وخاصة فيما يتعلق بالاستمرار ومواصلة تخطي الخطوط الحمراء ضد روسيا".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات