بايدن: العقوبات على إيران قيد الدراسة الآن

logo
العالم

"خيوط العنكبوت".. حسابات "معقدة" تنسجها واشنطن بين إيران وإسرائيل

"خيوط العنكبوت".. حسابات "معقدة" تنسجها واشنطن بين إيران وإسرائيل
بقايا صاروخ باليستي إيراني سقط في إسرائيلالمصدر: رويترز
03 أكتوبر 2024، 7:08 ص

ربط خبراء إبلاغ واشنطن "تل أبيب" بالهجوم الإيراني قبل حدوثه، الثلاثاء الماضي، بـ"حسابات معقدة" تنسجها واشنطن بين إسرائيل وإيران، مشبهين الإجراء الأمريكي بـ"خيوط العنكبوت" في العلاقات الدولية.

وأحدث ذلك الإبلاغ قدراً من الاستغراب المغلف بالسخرية؛ إذ ألمح خبراء إلى ما يشبه المسرحية في حدث الثلاثاء.

"ألعاب نارية"

ويرى أستاذ العلاقات الدولية الدكتور عبد المسيح الشامي، أن الوجود الأمريكي في العلاقة بين إسرائيل وإيران يمثل "حسابات معقدة"، وتتضح مساحة كبيرة منه في جانب من هذا المشهد الخاص بالرد الإيراني، وما سيتبعه، وما كان قبله من سيناريوهات مدبرة ومدروسة بعناية، مشيرًا إلى أن ما يخص العلاقة بين إسرائيل وإيران هو "مسرحية" تتم بإخراج أمريكي.

وأكد الشامي لـ"إرم نيوز" أنه لا يوجد خلاف حقيقي بين تل أبيب وطهران، ولكنهما يتبادلان محاولات السيطرة وفرض النفوذ في المنطقة، بإشراف أمريكي.

وقال، إن العلاقة الأمريكية الإيرانية في الواقع مع نظام "ولاية الفقيه"، على غير ما هو ظاهر، ولم تنقطع قط، والدليل أن هناك تفاوضًا على أعلى مستوى فيما يتعلق بالملف النووي وحوافز تنتظرها طهران، فضلًا عن أن مثل ما جاء فيما سمي بالرد الإيراني الأخير، كانت أمريكا على علم به، وأعلنت عنه قبل ساعات.

وأضاف الشامي: "هذا يوضح أن الأهداف والمدى معروفان، لذا لا يحتاج الأمر إلى تعطيل منصات أو اعتراض أنظمة صاروخية، بقدر ما يكون المشهد منسقًا ومتفقًا عليه، وللمتفرجين في نهاية الأمر رأي آخر كما يرغبون".

ولفت إلى أن المدة الزمنية القليلة التي تستطيع فيها الأقمار الاصطناعية، كشف هذا الأمر، وبالتالي قصف منصات الإطلاق في مواقعها عبر البوارج الأمريكية التي تحاصر الشرق الأوسط ودفنها في مكانها، يؤكد أن القضية تحمل جانبًا مسرحيًّا.

وتابع: "إسرائيل التي على علم بما سيحدث قادرة قبل الولايات المتحدة على تعطيل هذه المنصات قبل إطلاق أي مقذوف واعتراض ما يخرج منها، ولكن ما يدور في فصول "العلاقة المعقدة"، يوضح أنه لا يوجد عداء أو ما يُصَوَّر في معظم الأحيان".

واستدل الشامي على رأيه، بأن الصواريخ التي جاءت فيما عُرف بأنه رد إيراني، لم تُعط أيّ نتائج، ولم تتسبب في إصابات حقيقية بالداخل الإسرائيلي، و"أن الكثير مما سمي بصواريخ سقطت قبل وصولها، في دول أخرى منها العراق" واصفًا الصواريخ بأنها ألعاب نارية.

"مسرحية الصراع"

ويقول الباحث في العلاقات الدولية أحمد سعيد، إن حسابات واشنطن المعقدة بين إيران وإسرائيل، هي لعبة "تقسيم أدوار" وعلاقة أقرب لعمليات بيع وشراء لها ثمن ونفقات تُدفع وتسدَّد، لافتًا إلى أن هذه الحالة غرضها في المقام الأول، تصفية دول وطنية بمنزلة أعمدة تحمي الشرق الأوسط من الانهيار.

وأوضح سعيد لـ"إرم نيوز"، أن هذا الانهيار تعمل عليه دائمًا أمريكا مستغلة اللعب على الوتر الديني في منطقة تحمل حساسية تجاه هذا الأمر، وتجده أفضل وسيلة لتفرض سيطرتها ليكون لديها نفوذ فيها، "وهذا لا يعني إطلاقًا أن مقام إيران بقدر مقام إسرائيل، ولكن إيران ورقة لعب مناسبة ومريحة للسياسة الأمريكية منذ أكثر من 5 عقود" بحسب سعيد.

وأضاف أن أمريكا التي حبكت هذه العلاقة بين إسرائيل وإيران، تريد منطقة جغرافية مفصلية في العالم مع قوى تواجهها وباتت تهدد استمراريتها كقطب أوحد، وتكون عبارة عن ساحة مشتعلة ومرتبكة، وهذا ليس فقط من وقت الـ11 من سبتمبر 2011، ولكن منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وإعادة تشكيل العالم الجديد بعد أن استلمت الراية من بريطانيا.

وتابع أن إيران وإسرائيل تمثلان "مسرحية الصراع" لكي يعطي كل طرف للآخر المبرر للدخول إلى دول المنطقة واحتلالها، والتدخل في شؤونها، وزرع جماعات تابعة بداخلها لتفتيتها من الداخل، وفي النهاية تتبادلان تقسيم النفوذ والمكاسب.

أخبار ذات علاقة

طهران: لم نبلغ واشنطن بموعد الهجوم على إسرائيل

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC