صحة غزة: ارتفاع عدد الضحايا في القطاع إلى 50.933 قتيلا وأكثر من 116 ألف جريح منذ أكتوبر 2023
أصبحت المعادن ورقة تفاوضية حاسمة في صفقات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدبلوماسية، حيث تُناقش واشنطن إبرام اتفاقيات مع أوكرانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية والدنمارك، في ظل تنافس محموم مع الصين على المواد الخام الأساسية.
وبينما تتقدم المعادن النادرة الأولويات الأخرى لتصبح ورقة مساومة رئيسة، تسعى الدول المفاوِضة على معادنها إلى الحصول على مقابل مُجزٍ لهذه الاتفاقيات، من حماية ودعم عسكري، كما الحال مع أوكرانيا، وإنهاء الصراعات، كما هو الحال مع الكونغو، والسيادة المستقلة، كما هو الحال مع غرينلاند.
وبحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، يضغط الرئيس ترامب من أجل الحصول على حقوق التعدين في جميع أنحاء العالم، آملاً التفوق على الصين في المنافسة العالمية على المواد الخام اللازمة لتغذية القوة العسكرية والصناعية الأمريكية.
وصرح مسؤولون أمريكيون بأن ترامب حث وزارة الخارجية على إبرام صفقات تعدين من شأنها تعزيز الصناعة والأسلحة الأمريكية.
وأضافوا أنه أصدر تعليماته للبنتاغون بالتخطيط لتكرير المعادن في القواعد العسكرية، وحماية المناجم التي تديرها الولايات المتحدة في المناطق الخطرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أوكرانيا اقترحت على ترامب الحصول على حق الوصول إلى المعادن لتأمين الدعم الأمريكي ضد روسيا، لكن هذه المفاوضات تعثرت بعد أن طالب ترامب بالمزيد من الاقتصاد الأوكراني.
وتريد جمهورية الكونغو الديمقراطية مساعدة واشنطن ضد جماعة متمردة، على أن توفر لها إمكانية الوصول إلى المناجم، بينما طرحت الدنمارك عقود تعدين وفرصاً لإقامة قواعد عسكرية على أمل رفض طلب ترامب بامتلاك غرينلاند، وهي جزء من مملكتها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس ترامب يُريد أن تُحسّن الولايات المتحدة من قدرتها على منافسة علاقات الاستخراج التي أقامتها الصين في مناطق، تشمل: أفريقيا، وأمريكا اللاتينية.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، برايان هيوز: "إن إعطاء الأولوية للمعادن الحيوية في سياستنا الخارجية لا يُسهم في دعم الاقتصاد الأمريكي فحسب، بل يُزيل أيضاً الاعتماد على المنافسين العالميين مثل الصين".
وأردفت أن صفقة المعادن مع أوكرانيا قد تكون الأكثر أولوية في المرحلة الحالية حيث يهدف الرئيس ترامب من خلالها إلى تخصيص ما يصل إلى نصف المعادن الأوكرانية للولايات المتحدة مقابل المساعدات الاقتصادية والعسكرية المقدمة لأوكرانيا.
ونوهت إلى أن المسودة الأخيرة للاتفاق تذهب إلى أبعد من ذلك، إذ تسمح خطة عُرضت في مارس آذار للولايات المتحدة بجني أرباح من المشاريع الأوكرانية في مجالات المعادن والنفط والغاز والموارد الطبيعية الأخرى، بالإضافة إلى مشاريع البنية التحتية، بما في ذلك الموانئ، وخطوط الأنابيب.
وهذا ما جعل الرئيس الأوكراني يتردد مُجدداً في التوقيع، بحجة مراجعة أكثر للصفقة، مُغامراً بنفاد صبر الرئيس ترامب.
وفي رده على هذا الموقف صرح ترامب بالقول: "أرى أن زيلينسكي يحاول التراجع عن صفقة المعادن الأرضية النادرة، وإذا فعل، فسيواجه مشاكل كبيرة جداً".