استقالة وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش
أكد خبراء عسكريون وسياسيون أن التحرك عسكريًا ضد إيران يعد أحد الخيارات الإسرائيلية القائمة بقوة لدى حكومة بنيامين نتنياهو، مستبعدين أن تكتفي تل أبيب بعمليات تضر بالاقتصاد الإيراني.
وتتعالى الأصوات الإسرائيلية المطالبة بعمل عسكري ضد إيران، خاصة مع تصاعد هجمات ميليشيا الحوثي في اليمن، التي تتلقى دعمها العسكري من طهران، فيما وسع الجيش الإسرائيلي استهدافاته مؤخرًا، ما يؤشر لإمكانية التحرك عسكريًا بشكل أوسع ضد إيران والحوثيين.
وكشفت القناة 13 العبرية عن توصية قدمها رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع لضرب إيران ردًا على هجمات الحوثيين، وذلك خلال مناقشات عقدها مع القيادة السياسية العليا، وأكد خلالها ضرورة استهداف رأس تلك الهجمات.
ووفق القناة العبرية، فإن "برنياع أكد للقيادة السياسية في إسرائيل أن تنفيذ هجمات ضد ميليشيا الحوثي لن يكون مجديًا"، لافتة إلى أن اجتماعات حاسمة عقدت في القيادة الأمنية، وأن هذه التوصية مدعومة من شخصيات بارزة في المنظومة الأمنية.
ومن جهتها، قالت القناة 12 العبرية إن "التقديرات في المستوى السياسي تشير إلى أن إيران تعيش تحت ضغط كبير إزاء إمكانية تنفيذ إسرائيل هجومًا قريبًا على مواقع إستراتيجية داخل أراضيها"، مبينة أن إيران تعتقد أن إسرائيل أنهت المعركة في الشمال (مع حزب الله) للتفرغ لضرباتها العسكرية ضد الإيرانيين.
وأوضحت أنه بناءً على هذه النقاشات فإن إيران تربط بين عدة أمور حدثت مؤخرًا، هي: تدمير أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها بطائرات سلاح الجو الإسرائيلي، وإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، وانتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة.
ويرى الخبير في الشأن العسكري، قاصد محمود، أن "لدى إسرائيل توجها كبيرا نحو توجيه ضربات محدودة ضد إيران في عمق أراضيها"، مبينًا أن تصاعد هجمات الحوثيين يدفع إسرائيل نحو اتخاذ قرار بتوجيه ضربة لإيران باعتبارها المحرض والممول لميليشيا الحوثي.
وقال محمود، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل نفذت خلال الفترة الماضية ضربات ممنهجة تمكنت من خلالها من القضاء على القدرات الدفاعية الإيرانية، سواء وسائل الرصد أو المضادات الأرضية، ما يعني التفوق الإسرائيلي على ضرب أي هدف دون خسائر جانبية".
وأوضح أن "ذلك يمكن إسرائيل أيضًا من ضرب أهدافها بدقة وإيقاع خسائر فادحة في صفوف الإيرانيين مدنيًا واقتصاديًا وعسكريًا"، لافتا إلى ضربات متوقعة سيكون هدفها إيقاع خسائر عسكرية واقتصادية بإيران.
واستدرك محمود بالقول "إن إسرائيل لا تزال بحاجة الولايات المتحدة من أجل تنفيذ تلك الضربات، خاصة أنها تحتاج لقدرات عسكرية غير متوفرة لها، لا سيما في حال قررت ضرب المواقع العسكرية شديدة التحصين التي أنشأتها إيران تحت الأرض وفي الجبال".
وأشار إلى أن "إسرائيل قد تحصل على كل ذلك خلال ولاية الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، شريطة أن يقتنع ترامب بضرورة توجيه ضربة عسكرية لإيران، والتخلي عن سياسة العقوبات الاقتصادية ضدها".
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، علي الجرباوي، إن "إسرائيل لم تسقط من حساباتها إمكانية توجيه ضربة عسكرية لإيران"، لافتًا إلى أن مؤسساتها الأمنية والعسكرية تنتظر اللحظة المناسبة من أجل ذلك، والتي قد تكون قريبة.
وأوضح الجرباوي، لـ"إرم نيوز"، أن "هجمات الحوثيين تمثل دافعًا قويًا لإسرائيل لضرب إيران ومنع استمرار تمويلها للجماعات المسلحة المعادية لها"، مؤكدًا أن تل أبيب قد تحصل على الضوء الأخضر من واشنطن خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن "التنازلات الإسرائيلية فيما يتعلق بالتهدئة مع لبنان ومن ثم غزة ربما تأتي في إطار تنازلات أمريكية وغربية لضرب ميليشيا الحوثي في اليمن وأهداف عسكرية إيرانية"، مبينًا أن أي ضربة عسكرية لن تسبق التهدئة بغزة.
ورأى أن "ترامب سيمنح الإسرائيليين إمكانيات غير مسبوقة من أجل النجاح في ضرب القدرات العسكرية الإيرانية، وهو الأمر الذي سيتم بشكل تدريجي وصولًا إلى ضرب المنشآت النووية"، لافتًا إلى أنه دون ذلك لا يمكن تشكيل شرق أوسط جديد.