مصادر فلسطينية: غارة إسرائيلية تستهدف مخيم جباليا شمال قطاع غزة
تنذر المقاطعة التي شهدتها الانتخابات التشريعية، والإقليمية، والمحلية، في تشاد بدخول البلاد في دوامة أزمة سياسية جديدة خاصة في ظل تهديدات المعارضة بمواصلة الضغط على الرئيس محمد إدريس ديبي إنتو.
ودعا حزب "المتحولون" الذي يتصدر قوى المعارضة في تشاد إلى مقاطعة هذه الانتخابات، حيث أعطت هذه الدعوات ثمارها بالفعل، ولم تتجاوز نسبة المشاركة الـ 38 %.
وقال زعيم الحزب ساكسيه ماسرا، إن "الغالبية الساحقة من الناخبين استجابت لدعوات المقاطعة، والذين صوّتوا في الانتخابات الرئاسية السابقة التزموا منازلهم هذه المرة".
وأشار إلى أن "الشعب التشادي يدرك أن النتائج "معدة مسبقًا عبر الحواسيب".
وتُعد هذه الانتخابات الوطنية الأولى من نوعها في تشاد منذ أكثر من 10 سنوات، وكانت تهدف لاختيار 188 نائبًا في الجمعية الوطنية والممثلين الإقليميين والمحليين، وهي انتخابات جاءت بعد أشهر من إعادة انتخاب الرئيس محمد إدريس ديبي إنتو الذي تولَّى السلطة إثر مقتل والده على الجبهة في العام 2021.
وقال المحلل السياسي التشادي، محمد إدريس، عن هذا التطور إنه "من المحتمل أن يقود بالفعل إلى أزمة سياسية جديدة خاصة في ظل الاتهامات من المعارضة إلى السلطة بتزوير نتائج ونسب المشاركة في هذا الاستحقاق، وهو أمر رفضته السلطة الانتخابية".
وأضاف إدريس في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أن "هذه الانتخابات تستهدف، فعليًا، استكمال تركيز مؤسسات الدولة بعد المرحلة الانتقالية، لكن هذه المؤسسات قد تواجه أزمة شرعية في ظل المقاطعة التي عرفتها الانتخابات الوطنية، وهي انتخابات كان، في اعتقادي، بالإمكان التعامل معها بشكل أفضل".
وأوضح أنه "كان على السلطات فتح حوار جدّي مع بقية الأطياف السياسية والمنظمات من أجل تعبئة الناخبين، وأن تكون فعليًا انتخابات معبرة عن إرادة الشعب في تشاد، لكن المقاطعة لا تخدم هذا التوجه، وتجعل الأزمة السياسية مستمرة، وربما تفجر أزمة جديدة، خاصة في ظل الإخفاقات الأمنية والاقتصادية".
لكن المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد الحاج عثمان، اعتبر أن "هذه الانتخابات التي أُجريت دون حوادث تجسّد نجاحًا مهمًا، خاصة أنها ستقود إلى استكمال تركيز المؤسسات المحلية والإقليمية والوطنية، وعلى رأسها البرلمان".
وتابع الحاج عثمان في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أن "هناك مخاوف من أزمة سياسية جديدة، لكن في اعتقادي السلطات التشادية قادرة على تطويق أي محاولة لإثارة الفوضى أو غير ذلك، لاسيما أن البلاد تواجه عدوًا خارجيًا شرسًا وهو جماعة "بوكو حرام"، حيث تشن البلاد حملة أمنية وعسكرية للتصدي للجماعة".
وأنهى المتحدث بالقول إن "هناك تطورات مهمة تعرفها تشاد على طريق الاستقرار، لذلك على الشارع في اعتقادي عدم الانسياق وراء الدعوات لزعزعة الأمن، وهي دعوات تستهدف الاستيلاء على السلطة دون برامج، ودون انخراط في العملية السياسية".