"جيروزاليم بوست" عن مصدر إسرائيلي: الوسطاء يبذلون جهوداً حثيثة لإعادة الطرفين لطاولة المفاوضات
إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، هي واحدة من أبرز الشخصيات السياسية الأمريكية في العقدين الأخيرين.
بدأت إيفانكا حياتها المهنية كسيدة أعمال، قبل أن تكتسب شهرة أكبر خلال فترة رئاسة والدها، إذ شغلت منصب مستشارة في البيت الأبيض.
وبعد قرارها الابتعاد عن السياسة مع انتخاب والدها رئيساً للمرة الثانية، يطرح مراقبون سياسيون السؤال عن ما إذا كانت ستصبح رمزاً لحركة نسائية سياسية جديدة في أمريكا، أم أن دورها سيظل محصوراً في إطار إرث عائلة ترامب، دون أن تتمكن من تجسيد تغيير حقيقي في المشهد السياسي الأمريكي؟
عُرفت إيفانكا ترامب بأنها من بين أبرز الشخصيات السياسية التي قدّمت نفسها كداعم لقضايا المرأة في البيت الأبيض، خصوصاً من خلال مبادراتها الخاصة بدعم ريادة الأعمال النسائية وتمكين المرأة اقتصاديًا.
ومن خلال برنامج "تمكين المرأة العالمية" الذي أطلقته خلال فترة رئاسة والدها، سعت إيفانكا إلى تعزيز دور النساء في العمل وفي قطاعات مختلفة من الاقتصاد.
لكن، مع هذا الخطاب السياسي، كانت هناك تساؤلات حول صدق مواقف إيفانكا. هل كانت هذه المبادرات حقيقية، أم مجرد محاولات لتحسين صورتها العامة؟ من جهة أخرى، هل كان دعمها للمرأة جزءًا من حملة أكثر شمولاً تتعلق بإعادة بناء صورة عائلة ترامب، أم أنه كان جهدًا حقيقيًا لدعم النساء في السياسة والاقتصاد؟
لقد قوبل خطاب إيفانكا بشأن تمكين المرأة بالترحيب من قبل بعض الأوساط، لكنه واجه أيضًا انتقادات من آخرين، إذ اعتبرها البعض مجرد شخصية رمزية تدعم قضايا المرأة في إطار الحزب الجمهوري المتهم بعدم القيام بما يكفي من أجل معالجة قضايا المرأة بشكل جاد.
وعلى الرغم من حملاتها الإعلامية الناجحة، لم تفلت إيفانكا من النقد الداخلي، فقد انتقدت العديد من الناشطات النسائيات تواطؤها مع إدارة والدها، التي كانت تُتهم بالتمييز ضد النساء وتجاهل قضايا المساواة.
كما أن دعمها لوالدها في قضايا مثيرة للجدل مثل حظر الهجرة، تسبّب في فقدانها دعم قطاعات واسعة من المجتمع النسائي.
منظمات مثل "المؤتمر الوطني للنساء" و"المنظمات النسائية الليبرالية" لم تكن متحمسة لدور إيفانكا في البيت الأبيض، إذ اعتبروا أن جهودها في دعم المرأة كانت محدودة بالاقتصاد ولم تتطرق بما فيه الكفاية إلى قضايا اجتماعية مثل حقوق الإجهاض، والتمييز الجنسي، والمساواة في الأجور.
إيفانكا، بصفتها ابنة الرئيس الأمريكي السابق، لم تقتصر على دعم قضايا النساء البيض، بل حاولت توسيع قاعدة دعمها لتشمل النساء من خلفيات عرقية متنوعة.
وفي بعض التصريحات، أشارت إلى أهمية تمثيل المرأة من أصول أفريقية ولاتينية في القيادة السياسية والاقتصادية.
لكن، يبقى التساؤل حول مدى قدرتها على جذب أصوات الأقليات العرقية في الحزب الجمهوري، خاصة في ظل توترات الحزب حول قضايا العنصرية والعدالة الاجتماعية.
وكيف ستتمكن إيفانكا من تأكيد موقفها كداعم للتنوع إذا قررت خوض معترك السياسة بشكل أكبر؟ وهل ستحظى بالقبول داخل هذه المجتمعات التي لا تزال ترى في الحزب الجمهوري عائقاً أمام تقدمها؟
بعد سنوات من عملها كداعم لحقوق المرأة في الإدارة الأمريكية، تطرح العديد من التساؤلات حول إمكانيات إيفانكا في أن تكون جزءًا من موجة جديدة من النساء في السياسة الأمريكية.
وهل يمكنها أن تكون جسرًا بين الأجيال الجديدة من النساء في الحزب الجمهوري، وتوفر نموذجًا للسياسيين الجدد الذين يسعون إلى تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية؟
إذا قررت إيفانكا الترشح لمنصب سياسي مستقبلاً، فإنها ستواجه تحديًا مزدوجًا: الحفاظ على إرث عائلتها السياسي مع بناء هوية سياسية خاصة بها. ومن المتوقع أن تسعى إلى جذب النساء الشباب، خصوصًا أولئك اللاتي يرغبن في قيادة سياسية ذات طابع جديد يجمع بين القيم التقليدية وحقوق المرأة في بيئة تنافسية.
إحدى القضايا التي تثير الجدل بشأن إيفانكا هي كيف ستتعامل مع إرث والدها السياسي، فبعد سنوات من التورط في السياسة العامة داخل البيت الأبيض، هل يمكن أن تبني إيفانكا منصبًا سياسيًا بعيدًا عن اسم ترامب؟ وكيف ستتعامل مع مسألة الإرث في حال قررت الترشح للرئاسة أو التقدم في مسيرتها السياسية؟
إيفانكا ترامب تملك جاذبية خاصة؛ فهي امرأة تنتمي إلى العائلة الرئاسية الأمريكية الشهيرة ولكنها لا تشبه والدها في أسلوبه السياسي أو الخطاب الحاد.
وإذا قررت العودة إلى الساحة السياسية، سيكون من المهم أن تبين أنها قادرة على تقديم شيء جديد بعيداً عن الإرث السياسي لوالدها.
وهي إحدى الشخصيات التي يمكن أن تترك بصمتها في السياسة الأمريكية، لكن السؤال الأبرز هو: هل ستصبح رمزًا حقيقيًا للمرأة في السياسة الأمريكية، أم ستظل مجرد امتداد لاسم ترامب؟
يمكن لإيفانكا أن تكون جزءًا من جيل جديد من القيادات النسائية في الحزب الجمهوري، ولكن ذلك يتطلب منها إظهار قدراتها السياسية المستقلة، وتقديم رؤى سياسية واضحة تتجاوز إرث عائلتها.
في ظل تزايد دور النساء في السياسة الأمريكية، قد تنجح إيفانكا في صناعة مسار سياسي خاص بها.