الجيش الإسرائيلي: نهاجم أهدافاً لـ"حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت
قال رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز "موشيه دايان"، والضابط السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، مايكل ميلشتاين، إن حرب غزة أو ما تُسميها تل أبيب بحرب "السيوف الحديدية"، كشفت أعداء إسرائيل، وخلقت تهديدًا إستراتيجيًا لها.
وأضاف في مقال للرأي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الأحد، أن حرب "السيوف الحديدية" هي حرب لم يُشهد مثلها من قبل، وتتميز بحقيقة أن أعداء إسرائيل المعروفين بأنهم كيانات غير حكومية يدافعون عن رؤية إسلامية متشددة، هم هذه المرة أكثر عددًا، وأكثر تنسيقًا، وأفضل تجهيزًا، وهو مزيج يخلق تهديدًا إستراتيجيًا حقيقيًا للبلاد.
وأشار ميلشتاين إلى أن الحرب المُندلعة في قطاع غزة، التي بدأت قبل 9 أشهر، تمثل استثناءً بالنسبة لحروب إسرائيل، فهي صراع ليس من الواضح متى وكيف سينتهي، لكنه أصبح بالفعل أطول حملة منذ العام 1948.
وبين أن تلك الحرب تجسد عدة سوابق تاريخية، وأنها تمثل استثناءً في الجانب الإستراتيجي بشكل موسع، فلقد جرَّبت إسرائيل في السابق أنظمة متعددة الساحات، وصراعات مع قوى غير حكومية، لكن هذه الأنظمة كانت محصورة في الغالب على حدودها المباشرة، ولم تُنْشَر في جميع أنحاء الشرق الأوسط بأكمله، لكن هذه المرة هُناك مواجهة مع التهديد الحوثي، والميليشيات الشيعية في العراق.
ولفت ميلشتاين إلى أن الحرب الحالية تضمنت أيضًا المواجهة المباشرة الأولى بين إسرائيل وإيران، والتي تغذي جزءًا كبيرًا من التهديدات الحالية، ولكنها ليست بالضرورة مصدرًا لها جميعًا، خاصة ليس في سياق حركة "حماس"، التي معظم أفعالها مستقلة.
وأوضح أن الحرب الحالية هي صراع آخر بين إسرائيل والمعسكر الإقليمي، الذي يدعو إلى فكرة المقاومة، وعناصر المعسكر هي في قلب الصراعات التي تخوضها إسرائيل منذ نصف قرن، التي تختلف عن الحروب الماضية التي خاضتها ضد جيوش ودول، إذ ترتكز نظرية المقاومة على عدة أسس، بينها: القيادة من قبل جهات فاعلة غير حكومية تلتزم برؤية إسلامية متشددة؛ والصراع غير المتكافئ.
وأكد ميلشتاين أن إدراك الطبيعة الفريدة للحرب الحالية يتطلب اعتماد عدة استنتاجات، بعضها يصعب استيعابه، من بينها أنه فيما يتعلق بغزة، فإن المبدأ الحالي لا يؤدي إلى إسقاط "حماس" أو إطلاق سراح الرهائن، موضحًا أنه من الضروري الاختيار بين احتلال غزة بالكامل، وبين صفقة تتطلب وقف القتال حاليًا.
ونوه إلى أنه عوضًا عن الاعتماد على حروب الاستنزاف في الجنوب والشمال، على إسرائيل تدرك أن إيران هي التهديد الإستراتيجي، خاصة في البرنامج النووي، إضافة إلى التهديد الذي تشكله للعالم أجمع في العديد من الساحات.
