وزير الخارجية الأمريكي: لا صحة للمعلومات بأننا نخطط لإلغاء عمليات الوزارة في أفريقيا

logo
العالم

انقسامات ومخاوف من الفوضى.. حسابات معقدة تهدد مصير الحكومة الفرنسية

انقسامات ومخاوف من الفوضى.. حسابات معقدة تهدد مصير الحكومة الفرنسية
فرنسوا بايرو رئيس وزراء فرنساالمصدر: رويترز
04 فبراير 2025، 1:48 م

اعتبر محللون سياسيون فرنسيون أن إجراء سحب الثقة من رئيس الحكومة فرانسوا بايرو يعكس توازنات سياسية معقدة داخل البرلمان، حيث تتردد القوى السياسية بين تأكيد دورها المعارض وتجنب إثارة مزيد من الفوضى السياسية.

انقسام التجمع الوطني 

ويواجه التجمع الوطني معضلة حقيقية بشأن موقفه من حجب الثقة عن حكومة فرانسوا بايرو، فبينما يدفع بعض أعضائه نحو التصويت ضد الحكومة لتعزيز صورة الحزب كمعارضة حقيقية، يحذر آخرون من أن ذلك قد يُفسَّر على أنه محاولة لخلق حالة من عدم الاستقرار السياسي، وهو ما قد يُضعف صورتهم أمام الناخبين.

وفي هذا السياق، صرّح النائب عن الحزب جوليان أودول بأن موقف الحزب ليس "مبنيًا على رغبة دائمة في إسقاط الحكومة"، بل يعتمد على "تقييم ما إذا كانت الخطوة مفيدة للشعب الفرنسي أم لا".

وأكد جوردان بارديلا، رئيس الحزب، أن اجتماعًا حاسمًا مع مارين لوبان ونواب الحزب سيعقد لاتخاذ القرار النهائي.

حسابات سياسية دقيقة

وقال الباحث السياسي الفرنسي في معهد الدراسات السياسية برونو كورتريه إن التجمع الوطني "يحاول اللعب على الحبلين" من خلال إبراز نفسه كحزب معارض، دون أن يتحمل مسؤولية تداعيات إسقاط الحكومة. 

وأضاف كورتريه في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "أي تصويت لصالح حجب الثقة قد يُنظر إليه على أنه مساهمة في حالة عدم الاستقرار، وهو ما قد يضر بشعبية الحزب".

من جانبه، يرى المحلل السياسي، الباحث في مركز الدراسات السياسية في باريس دومنيك رينيه لـ"إرم نيوز" أن موقف الحزب الاشتراكي بعدم التصويت لصالح الحجب "يؤكد الانقسام داخل المعارضة، حيث تتباين المصالح السياسية بين الأحزاب". 

وأشار رينيه إلى أن "غياب دعم الاشتراكيين يجعل حجب الثقة أمرًا شبه مستحيل، مما يمنح التجمع الوطني فرصة توجيه انتقادات للحكومة دون المخاطرة بإسقاطها فعليًا".

مخاوف من تداعيات عدم الاستقرار

ورغم أن نائب رئيس كتلة التجمع الوطني في البرلمان، جان فيليب تانغوي، أكد أن حزبه لن يتقدم بمذكرة حجب الثقة بعد لجوء بايرو إلى المادة 49.3 لتمرير الميزانية، إلا أن الجدل الداخلي لا يزال قائمًا.

ففي حين يرى بعض النواب أن الميزانية "غير مقبولة" وتستحق الإطاحة بالحكومة، يحذر آخرون من أن التصويت لصالح الحجب قد يُستغل لإلصاق تهمة إثارة الفوضى بالحزب.

حجب الثقة يطارد فرانسوا بايرو

وأعلن الحزب الاشتراكي بالفعل أنه لن يصوت لصالح الحجب، حتى لو أدى ذلك إلى تعميق الفجوة بينه وبين التحالف اليساري "الجبهة الشعبية الجديدة".

معضلة سياسية 

ووراء هذه التصريحات الرسمية، تبرز انقسامات داخلية بين جناحين في الحزب: الأول يضم النواب التقليديين الذين يرغبون في إسقاط فرانسوا بايرو، والثاني يضم من يسعون للحفاظ على صورة الحزب كبديل سياسي مسؤول.

وأضاف رينيه أن "نجاح مذكرة حجب الثقة مستبعد عمليًا دون أصوات الحزب الاشتراكي، وهو ما يمنح التجمع الوطني فرصة للتعبير عن معارضته للحكومة دون أن يتحمل مسؤولية التسبب في استقالة رئيس الوزراء".

فرص ضئيلة لإسقاط الحكومة

وفي ظل هذه المعطيات، يبدو من غير المرجح أن تتم الإطاحة بحكومة فرانسوا بايرو في الوقت الحالي. فإلى جانب موقف التجمع الوطني، فإن قرار الحزب الاشتراكي بعدم دعم المذكرة يجعل نجاحها مستحيلًا، إلا إذا حدثت انشقاقات مفاجئة داخل الحزب الاشتراكي نفسه.

سيناريوهات المرحلة المقبلة

ومع استبعاد تصويت الحزب الاشتراكي لصالح حجب الثقة، من غير المرجح أن يواجه فرانسوا بايرو خطر السقوط الفوري.

لكن يبقى موقف التجمع الوطني مؤشرًا على استراتيجيته المستقبلية، خاصة مع اقتراب الانتخابات المقبلة، حيث يسعى الحزب إلى تحقيق توازن بين إظهار نفسه كبديل للحكم، وعدم الظهور كعامل تأزيم سياسي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات