رويترز: رئيس بلدية إسطنبول المحتجز إمام أوغلو ينفي اتهامه بالفساد
بينما كانت الأنظار في فرنسا تتجه إلى تحرك حكومي عاجل لاحتواء كارثة جزيرة مايوت المنكوبة، اختار رئيس الوزراء فرنسوا بايرو زيارة مدينة بو، وهو ما أثار استياءً واسعاً من منتقديه الذين وصفوه بـ"غير المبالي" بمعاناة سكان الجزيرة، وعزز التساؤلات عما إذا كان بإمكانه احتواء تداعيات هذه الكارثة في أول اختيار حقيقي لقيادته.
أول اختبار حقيقي
ويجد رئيس الوزراء الفرنسي، فرنسوا بايرو، نفسه أمام أول أزمة حقيقية منذ توليه منصبه، في ظل كارثة طبيعية تضرب جزيرة مايوت الواقعة في المحيط الهندي. وهي الجزيرة التي تعرضت مؤخراً لعواصف وأعاصير قوية تسببت في دمار واسع، وتشريد مئات الأسر، وقطع الخدمات الأساسية، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.
ويرى محللون سياسيون فرنسيون، أن هذه الأزمة تمثل اختباراً حساساً لرئيس الوزراء الجديد، حيث ستعكس كيفية تعامله مع تداعيات العواصف قدرته على قيادة البلاد في الأوقات الحرجة. السؤال الذي يبقى: هل سيتغلب بايرو على هذه العاصفة السياسية والإنسانية معاً؟
وقال جان بول ريفيير، المحلل في مركز الأبحاث "إيفري" لـ"إرم نيوز" إن أزمة مايوت تُعد اختباراً حقيقياً لرئيس الوزراء الجديد فرانسوا بايرو، موضحاً أنها تتطلب مقاربة متعددة الأبعاد تتضمن إجراءات أمنية، وخططاً اقتصادية، وحلولاً اجتماعية مستدامة. ورأى أن نجاح الحكومة في معالجة هذا الملف سيكون بمثابة مؤشر على قدرتها على التعامل مع التحديات المستقبلية.
ويؤكد ريفيير أن أزمة مايوت ليست مجرد مشكلة محلية بل هي انعكاس لفشل السياسات الفرنسية في إدارة المستعمرات السابقة، مضيفاً أن حكومة بايرو تحتاج إلى مقاربة شاملة تتضمن التعاون الإقليمي مع جزر القمر، وتشديد الرقابة على الهجرة، مع وضع خطة تنموية متكاملة لتحسين ظروف المعيشة".
العدالة الاجتماعية
بدورها، رأت كارولين لوران الخبيرة في مركز "مونتين" للدراسات، أن المسألة تتجاوز الأمن والهجرة لتشمل العدالة الاجتماعية داخل الأراضي الفرنسية.
وأضافت لوران في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "مايوت تمثل نموذجاً صارخاً للتهميش. وعلى الحكومة الجديدة أن تضع استراتيجيات طويلة الأمد تستهدف تحسين التعليم، والصحة، والبنية التحتية، لأن الحلول الأمنية وحدها لن تُحقق الاستقرار".
وقالت إن الزيارة أثارت انتقادات حادة من معارضيه، الذين يرون أن الوضع في مايوت يتطلب استجابة عاجلة لا تحتمل التأخير؛ لأن الجزيرة، الواقعة في المحيط الهندي، تعاني من مشاكل الهجرة غير الشرعية، والفقر المتزايد، والبنية التحتية المتهالكة؛ ما أدى إلى احتجاجات شعبية وغضب متصاعد.
ضغوط شعبية وسياسية
من جانبه، شدد بايرو على أن الحكومة ستبذل كل جهودها لتقديم الدعم اللازم وإعادة إعمار الجزيرة، مؤكداً أن فرق الطوارئ تعمل على الأرض بالتنسيق مع الهيئات الإنسانية. لكنه يواجه الآن ضغوطاً شعبية وسياسية لإثبات قدرته على إدارة الأزمات، لا سيما في ظل الظروف المناخية المتطرفة التي تضرب الأراضي الفرنسية ما وراء البحار.
منطقة معزولة ومساعدات بطيئة
ورغم العزلة الجغرافية الشديدة التي يعاني منها أرخبيل المحيط الهندي، أصبح الآن شبه مقطوع عن العالم. كما أن الطائرات العسكرية المخصصة لإيصال المساعدات تصل في الوقت الحالي ببطء شديد.
وبعد يومين من مرور الإعصار، أُلغيت جميع الرحلات التجارية ولم يتم تحديد موعد لاستئنافها حتى الآن. ورغم قرب جزر القمر الواقعة على بُعد 200 كيلومتر شمال مايوت وامتلاكها مطاراً، إلا أنها تواجه مشكلة استقبال الطائرات الكبيرة.