إعلام عبري: الجيش الإسرائيلي قرر تفكيك المخيمات باعتبارها حصنا وتحويلها لأحياء في جنين وطولكرم
مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في ألمانيا، المقررة في 23 الشهر الجاري، تتوجه الأنظار إلى السياسية الألمانية أليس فايدل التي توصف بأنها "محبة للاستفزاز"، إذ تثير تصريحاتها الكثير من الجدل والانقسام ليس فقط على مستوى ألمانيا، بل ضمن صفوف حزبها اليميني"البديل من أجل ألمانيا".
وقفز اسم فايدل إلى الواجهة في الأشهر الأخيرة، خصوصا مع انهيار الائتلاف الحاكم، والدعوة إلى انتخابات مبكرة، وبالتالي ترشيح حزبها لها لمنصب المستشارة.
وما عزز حضورها الانتخابي وسط الحملات الانتخابية المحمومة، هو اختيار نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس لقاءها، خلال وجوده في ألمانيا كمشارك في مؤتمر ميونخ للأمن.
وعكس اللقاء النادر دعم الرئيس الأمريكي ترامب وكذلك إيلون ماسك لفايدل وحزبها، الذي تمنحه استطلاعات الرأي 20 بالمئة من أصوات الناخبين، ليكون بذلك الحزب الثاني على مستوى البلاد بعد التحالف المسيحي ( الاتحاد المسيحي الديمقراطي/ الاتحاد المسيحي الاجتماعي)، الذي من المتوقع أن يحصل على حوالي 30% من أصوات الناخبين، وفقا لتلك الاستطلاعات.
وكان ماسك استضاف فايدل في حوار مباشر استغرق 75 دقيقة على منصته X مطلع الشهر الفائت، ووصف حزب البديل بأنه "أفضل أمل لمستقبل ألمانيا".
وعلى الرغم من القفزات التي حققها حزب البديل اليميني المتطرف، وقدرته على أن يشكل رقما صعبا منافسا للأحزاب التقليدية في الانتخابات رغم عمره القصير، إذ تأسس في عام 2013، لكن فرصه في الوصول إلى السلطة تبقى ضئيلة، إن لم تكن مستحيلة، ومن هنا من المستبعد أن تتمكن فايدل من الوصول إلى منصب "مستشارة ألمانيا"، ذلك أن الأحزاب التقليدية ترفض تشكيل ائتلاف مع حزبها اليميني المتطرف.
يشار إلى أن المكتب الاتحادي الألماني لحماية الدستور يصنف حزب البديل على أنه "حالة متطرفة مشتبه بها"، بينما ترى الأحزاب التقليدية في "البديل" تهديدا للديمقراطية.
تطرح فايدل جملة من الأفكار والمبادئ المثيرة للجدل والاستفزاز، فهي لا تخفي رغبتها في إخراج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي حال وصولها إلى السلطة، كما تقترح إعادة استخدام العملة المحلية (المارك) عوضا عن اليورو، وتطالب كذلك بإلغاء الحجاب، في مؤشر على معارضتها قيم الإسلام، وهي تطالب بوقف المساعدات الاجتماعية.
وفي ملف الهجرة، تجهر بالعداء للمهاجرين، فهي تطالب بإغلاق الحدود تماما أمام أي طالب لجوء جديد، وتدعو في الآن ذاته إلى ترحيل جميع المهاجرين، و تبرر ذلك بالقول إن بلادها ألمانيا "أصبحت ملاذًا آمنًا للمجرمين الأجانب"، حسب وصفها.
ووفقا لتقارير متطابقة، فإن فايدل لا يمكنها إلا أن تحلم بالسير على خطى قدوتها مارغريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا من عام 1979 إلى عام 1990، فهي تُعدها قدوتها في العمل السياسي، إذ قالت عنها: "تعجبني سيرتها الذاتية، السباحة عكس التيار حتى عندما يصبح ذلك متعبًا".
ولا تخفي زعيمة حزب البديل، كذلك، إعجابها بشخصية دونالد ترامب، وهي تُعده نموذجا يحتذى به لألمانيا.
ولدى سؤالها في إذاعة "دويتشلاندفونك" الألمانية عما إذا كان ترامب وحركته "اجعل أمريكا عظيمة مجددا" مثالين لحزب البديل من أجل ألمانيا، قالت فايدل "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى- اجعل ألمانيا عظيمة- نعم بالتأكيد!.
وتنطوي سيرة فايدل على تناقض محير، فرغم سطوع نجمها ضمن صفوف حزبها، فإنها تؤمن بأفكار قد تتناقض في بعض الأحيان مع سياسات وأدبيات الحزب الذي تنتمي إليه، فهي على سبيل المثال على علاقة بامرأة أصلها من سريلانكا ولديهما طفلان بالتبني.
ووفقا لمتابعين، فإن هذا الأمر "بعيد كل البعد عن الصورة المثالية التي يتبناها حزب البديل من أجل ألمانيا؛ إذ يلتزم الحزب في برنامجه بالأسرة التقليدية كمثل أعلى: "في الأسرة يتحمل دائمًا كل من الأب والأم مسؤولية مشتركة عن أطفالهما".
وحسب صحيفة "بيلد"، فإن الحزب يريد وفقاً لبرنامجه حظر الزواج من الجنس نفسه، على الرغم من أن رئيسته تعيش علاقة زواج مسجلة مع امرأة.
ولدت أليس فايدل في مدينة غوترسلوه عام 1979 في ألمانيا الغربية، كما كانت تعرف آنذاك.
درست إدارة الأعمال والاقتصاد وحصلت على الدكتوراة في الاقتصاد. كتبت أطروحتها للدكتوراة عن نظام التقاعد الصيني، فهي تتحدث اللغة الصينية.
وبعد إنهاء دراستها سافرت إلى آسيا، فأمضت عاماً في اليابان وخمس سنوات في الصين، كذلك عملت في بنك كريدي سويس في سنغافورة، كما عملت في القطاع المالي في إدارة الأصول، وفي شركة أغذية، وفي مجال الشركات الناشئة.
انضمت فايدل لحزب البديل من أجل ألمانيا في عام 2013، بعد أشهر قليلة على تأسيسه. وعلى الرغم من فشلها في الترشح لرئاسة ولاية بادن فورتمبيرغ في عام 2017، ترشحت في العام نفسه إلى انتخابات البوندستاغ. بعدها أصبحت رئيسة الكتلة البرلمانية للحزب إلى جانب ألكسندر غاولاند.
وفي عام 2022 تولت فايدل مع تينو شروبالا منصب المتحدثين الرسميين للحزب.
شغلت فايدل منصب رئيسة ولاية بادن– فورتمبيرغ من عام 2020 إلى 2022.
بجانب ترشح فايدل لمنصب المستشار الاتحادي، فإنها أيضاً المرشحة الأولى لحزب البديل في ولاية بادن فورتمبيرغ للانتخابات الاتحادية المرتقبة.