وسائل إعلام حوثية: مقتل شخص بغارة أميركية استهدفت منزلا في "حفصين" غرب صعدة
أكد المفكر البريطاني الدكتور جيمس أور، الأستاذ المشارك في فلسفة الدين بجامعة كامبريدج، أن نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس لا يضمر عداءً لأوروبا وشعوبها، لكنه يرى في قادة الاتحاد الأوروبي "تكنوقراط منفصلين عن الواقع" أفرغوا القارة من قيمها التي كانت تستحق لأجلها أن تُدافع عنها.
وأضاف أور، الذي أطلق عليه ترامب لقب "شيربا المملكة المتحدة"، أن صديقه فانس يشعر بـ"إحباط حقيقي" من الزعماء الأوروبيين، خاصة في ما يتعلق بدفع الولايات المتحدة لتحمل العبء العسكري والمالي لحروب أوروبا، وعلى رأسها الصراع في أوكرانيا. بحسب ما أورده تقرير لـ"الديلي ميل"
تأتي تصريحات أور في أعقاب تسريب رسائل جماعية عبر تطبيق سيغنال، أظهرت أن فانس وصف الدول الأوروبية بـ"المستغلين البائسين"، معربًا عن استيائه من اضطرار أمريكا لإنقاذ أوروبا مجددًا، كما جاء في إحدى الرسائل: "لماذا ندفع لحماية دول نسيت القيم التي توحدنا؟"
ووفقًا للدكتور أور، فإن هذه الرسائل لا تكشف ازدواجية، بل تؤكد انسجامًا بين الخطاب العلني والخاص داخل إدارة ترامب.
وقال: "ما رأيناه في التسريبات يعكس فكرًا صريحًا ومتزنًا.. فانس لا يكره أوروبا، لكنه يرفض أن تملي عليه قياداتها المنفصلة عن ناخبيها كيف ينبغي لأمريكا أن تتصرف".
تحدث أور، الذي تربطه صداقة قوية بفانس تعود لسبع سنوات، عن مواقف شخصية جمعتهما، من بينها وجودهما معًا خلال حادث إطلاق النار على ترامب في بنسلفانيا، ولقاء جمعهما في مجلس الشيوخ قبيل دعوة فانس للانضمام إلى حملة ترامب كنائب رئاسي.
وأكد أور أن اللقاء الشهير بين فانس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي، لم يكن مرتبًا مسبقًا، لكنه مثّل لحظة مفصلية أظهرت ما وصفه بـ"الوضوح الأمريكي الجديد" تجاه الصراع.
ورغم انتقادات فانس للحرب في أوكرانيا، شدد أور على أن نائب ترامب "ليس من محبي بوتين أو روسيا"، لكنه يرى أن استمرار الحرب يهدد بتعزيز التقارب الروسي–الصيني، وهو ما يعتبره خطرًا إستراتيجيًا حقيقيًا على المدى البعيد.
وقال أور في مقابلة مع بودكاست "بي بي سي توداي" "السلام في أوكرانيا لم يعد خيارًا إنسانيًا فقط، بل ضرورة جيوسياسية لكبح تحالفات تُعيد تشكيل موازين القوى العالمية".
ويعكس حديث أور شعورًا متناميًا لدى بعض رموز الإدارة الجمهورية بأن أوروبا لم تعد النموذج الليبرالي الحر الذي اعتاد الأمريكيون الدفاع عنه.
وقال أور في تعليق على تصريحات البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية الأخيرة "نحن ندفع ميزانيات دفاع دول تتراجع عن الحريات الأساسية كحرية التعبير والتجمع والانتخابات الحرة. هذه ليست أوروبا التي تستحق 100 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين".
وفي ظل هذه المعطيات، يرى مراقبون أن تصريحات أور، والتسريبات المحيطة بفانس، ليست مجرد ملاحظات عابرة، بل تعكس تحولًا أعمق في المزاج السياسي الأمريكي تجاه أوروبا، ربما يمهّد لتغييرات جذرية في طبيعة العلاقة العابرة للأطلسي.