وكالة: مشاروات بين روسيا والصين وإيران غدا في موسكو بشأن البرنامج النووي الإيراني
يواصل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، مارك روته، الضغط على الدول الأوروبية ودفعها نحو تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا وعدم السماح لروسيا بتحقيق نصر عسكري أو سياسي.
ومع الدعم الأوروبي المتزايد لأوكرانيا، أدلى روته بتصريحات اعترف من خلالها ضمنيا بهزيمة أوكرانيا، وعدم قدرتها على التفاوض مع روسيا في الوقت الحالي بسبب الخسائر التي مازالت تتعرض لها داخل أراضيها.
جاءت تصريحات روته خلال كلمة ألقاها في البرلمان الأوروبي، تزامنا مع دعوة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وفريقه كلا من روسيا وأوكرانيا إلى الجلوس على مائدة التفاوض، تمهيدًا لحل الصراع الممتد بينهما منذ 3 أعوام.
وقال الأمين العام للحلف، إن أوكرانيا لا تستطيع التفاوض من موقع قوة، وإنه يتعين الحفاظ على دعم أوكرانيا لتغيير مسار الحرب.
وأكد ضرورة بذل كل الجهود لتزويد أوكرانيا بكل ما تحتاجه من تدريب ومعدات في مواجهة روسيا.
ووصف المراقبون دعوة الأمين العام للناتو لاستمرار الحرب بين الطرفين، بالتحريض الأوروبي ضد دعوات ترامب وعرقلة لخطته لتحقيق السلام في أوروبا.
الأكاديمي في كلية الاستشراق بالمدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، رامي القليوبي، قال إن اعتراف الناتو بعدم قدرة أوكرانيا على التفاوض مع روسيا يعتبر إقرارا بالأمر الواقع وليس اكتشافا جديدا.
وأضاف: فعليا طوال العام الماضي 2024 كان الوضع الميداني على الأرض لصالح روسيا.
وأكد القليوبي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الغرب يدرك الآن أن أوكرانيا ستكون في موقع ضعف عند التفاوض، وهذا يزيد من مرونة مواقفها وقد يساعد في تسوية أو تجميد النزاع على الأقل، خاصة أن هناك مخاوف أوروبية من رفض روسيا هذه المرة وقف القتال طالما أنها تحقق تقدما على الأرض.
وأوضح القليوبي أن تصريحات مارك روته اعتبرتها موسكو تحريضا أوروبيا على استمرار القتال والعدوان الأوكراني، خاصة بعد الفشل في تحقيق الأهداف السياسية والعسكرية بهزيمة روسيا وكسر نفوذها.
وأضاف أن حلف الناتو لن ينجح في "معاندة" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو عرقلة خطته للسلام، نظرًا لأنه هدد الحلف بالانسحاب منه في وقت ماضٍ، وأنه سيضغط عليه بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا ومنع المساعدات لكييف من ناحية الإنفاق الدفاعي.
وأكد: إذا انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من الناتو فإن ذلك سيتسبب في انهيار الحلف بشكل تام.
وتابع القليوبي: "تأتي المخاوف الأوروبية وتحديدا مخاوف الأمين العام للناتو على الرغم من التقدم الروسي البطيء إلى حد كبير، وذلك لخوف الناتو من تسريع وتيرة الضربات الروسية والتقدم في الأراضي الأوكرانية".
وتوقع القليوبي أن يبدي الطرفان استعدادا لإنهاء المرحلة الساخنة من الحرب هذا العام.
ومن ناحيته، قال المحلل السياسي الخبير في الشؤون الأوروبية، كارزان حميد، إن تصريحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، تكشف مدی فشل خطط الدول الغربية لصد التوغل الروسي في شرق وجنوب الشرق الأوكراني.
وأكد حميد، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الاتحاد الأوروبي يتحرك الآن بشكل منفرد في محاولة لتعزيز مواقعه الجيوسياسية بعيدا عن الولايات المتحدة، التي الآن تبحث عن صفقة رابحة مع روسيا.
وأضاف الخبير في الشؤون الأوروبية، أن هذه الحرب مهما كانت نتائجها ستحدد مصير الحلف الذي بات على المحك.
وأوضح "بدأت تظهر بوادر التشقق الداخلي والخلاف الأطلسي بين واشنطن وبروكسل، حول عديد المسائل الجوهرية".
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي قادم في تنفيذ خطته بشأن تحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا حتى وإن كلفته هذه الخطوة توتر العلاقات بين الدول الأوروبية وتحديدا حلف شمال الأطلسي، وهو ما بدأ بالفعل منذ تهديده بالانسحاب من الحلف خلال حملته الانتخابية.
وأضاف أن العديد من الدول الأوروبية بقيادة باريس تحاول الآن الخروج من عباءة الناتو، وتشكيل قوة أوروبية مستقلة، وهو ما يؤكد عليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مناسبات مختلفة.
وتوقع الخبير في الشؤون الأوروبية أن تشهد السنوات القادمة تشكيل قوة أوروبية موحدة خارج الناتو وذلك للحفاظ على كيانه المستقل بوجه الشرق والغرب على حد السواء.
