تراهن إسرائيل على صعود اليمين المتطرف المؤيد لها بقوة في هولندا، لفك عزلتها الدولية المتصاعدة بسبب استمرار الحرب على غزة.
ويقول تقرير نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم الأحد إن تل أبيب تنظر بارتياح لصعود واحد من أكثر أنصارها حماسة إلى السلطة في هولندا، الدولة صاحبة خامس أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي وواحدة من أكثر أعضائه المؤسسين نفوذًا، بينما يشهد يهود أوروبا "لحظة مظلمة" وفق تعبيرها.
وشكل السياسي الهولندي خيرت فيلدرز، المدافع المتحمس عن إسرائيل، الأسبوع الماضي ائتلافًا جديدًا مؤيدًا لإسرائيل ومؤيدًا لليهود لدرجة أن نظامه الأساسي يفكر في نقل السفارة الهولندية في إسرائيل إلى القدس المحتلة، ويعتزم إدراج "تعليم المحرقة" برنامجًا إلزاميًّا لجميع المواطنين المتجنسين الجدد، وفق الصحيفة.
واعتبر تقرير الصحيفة أن التحالف الجديد بقيادة فيلدرز وحزب الحرية الذي يتزعمه يشكل "قطيعة غير مسبوقة مع سياسات الشرق الأوسط التي انتهجها كل أسلافه، ليس فقط في هولندا بل وأيضًا في مختلف أنحاء أوروبا الغربية".
ومع اقتراب إجراء انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو المقبل، فإن صعود فيلدرز وردود الفعل المتباينة من الجالية اليهودية يلخص المعضلة التي تواجه العديد من اليهود في أوروبا وأماكن أخرى، وهي ما إذا كان ينبغي قبول هذا اليمين المتطرف الصاعد أو رفضه لصالح تيار مهيمن يتسم بسياسات أكثر اعتدالًا، ولكن سجله مشكوك فيه من حيث الدعم لإسرائيل واليهود بل وحتى أوروبا، وفق ما يتساءل التقرير.
ومن المفترض أن يسهم تشكيل الائتلاف الذي يقوده حزب الحرية الفائز بأغلبية الأصوات في الانتخابات العامة الهولندية في تحسين أدائه خلال انتخابات البرلمان الأوروبي من الـ6 إلى الـ9 من يونيو.
ويُعد فوز فيلدرز "نجاحًا نادرًا" من شأنه أن يمنح اليمين المتطرف رؤية أكبر ويحفز الحركات المماثلة له في أوروبا للفوز بمقاعد أكثر في التصويت الذي سيجرى الشهر المقبل، بحسب الصحيفة.
وتأتي هذه المحطة الانتخابية بينما تواجه إسرائيل عزلة دولية متصاعدة نتيجة استمرار حربها في غزة، رغم قرارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية الأخيرة، إضافة غلى موجة الاعترافات بالدولة الفلسطينية، من جانب دول أوروبية.