رئيس وزراء كوريا الجنوبية: حرائق الغابات هي الأسوأ في تاريخ البلاد والوضع ليس جيدا
أعاد متطرفون في نيجيريا نشاط جماعة مسلحة تُسمى "لاكوراواس" ولها امتداد إلى النيجر ومالي، في تهديد جديد يثير هواجس دول المنطقة من إمكانية عقدها تحالفات مع "بوكو حرام" أو تنظيم داعش لضرب استقرار غرب أفريقيا الهش.
سجلت هذه الجماعة أولى عملياتها الدموية ضد السكان بمهاجمة منطقة ريفية في ولاية كيبي شمال غربي نيجيريا بعد سرقة ماشية، مخلفة مقتل ما لا يقل عن 15 شخصًا، وإصابة آخرين.
وأوضح الجيش النيجيري أنه يواجه تهديدًا أمنيًا إضافيًا في شمال غرب البلاد. ووفقًا للجيش، قامت حركة "لاكوراواس" بعمليات توغل في ولايتي سوكوتو وكيبي، وهما ولايتان نيجيريتان متاخمتان للنيجر.
ويربط المتحدث باسم الجيش النيجيري اللواء إدوارد بوبا بين انقلاب تموز/يوليو 2023 في النيجر وظهور هذه الجماعة المسلحة الجديدة في شمال غرب نيجيريا، والإطاحة بالرئيس محمد بازوم في نيامي منذ أكثر من عام على يد جنود المجلس الوطني لحماية الوطن قد عطلت الدوريات الحدودية المشتركة لبعض الوقت.
وتواجه نيجيريا تمردًا طويل الأمد في شمال شرق البلاد، تقوده في المقام الأول جماعة بوكو حرام المسلحة وفرعها، ولاية غرب أفريقيا، لكن ظهور "لاكوراواس"، التي تتشكل بالأساس من مجموعات من الرعاة على الحدود بين نيجيريا والنيجر، يسلط الضوء على التهديد الأمني المتزايد في شمال غرب البلاد، وهي المنطقة المعرضة بالفعل لهجمات العصابات المسلحة وعمليات الاختطاف للحصول على فدية.
وقال بوبا إن الجيش قتل 163 متمردًا واعتقل 82 شخصًا، وأنقذ ما لا يقل عن 80 مختطفًا في المنطقة الشمالية الغربية الشهر الماضي.
ويؤكد الباحث في الشؤون الأفريقية رئيف بينتو أن التحدي الأبرز بالنسبة لنيجيريا لمواجهة مخاطر التهديد الجديد هو كيفية توحيد الجهود الأمنية والعودة إلى تسيير الدوريات المشتركة قرب الحدود لاحتواء نشاط المجموعة المتمردة والمتطرفة التي يتوقع أن تتمدد أكثر مستفيدة من حالة السخط الشعبي على ظروف المعيشة الهشة لتجنيد عناصر جدد.
وأضاف بينتو لـ"إرم نيوز" أن السياق الذي ظهرت فيه الحركة غامض، مشككًا في وقوف أجهزة غربية لم يسمها في إيقاظ تهديد ظل خامدًا منذ سنوات، حيث لا يختلف أسلوبها عن أسلوب العصابات بهدف الاختطاف للحصول على فدية أو السرقة والنهب.
ووفقًا لمنصة التحقيق النيجيرية "هام أنغل"، وعلى عكس التصريحات الرسمية، فإن هذا لا يمثل ظهور تهديد جديد، بل عودة حركة نفذت بالفعل عمليات توغل في ولاية سوكوتو قبل ستة أعوام.
كما يشير المعهد الهولندي للعلاقات الدولية "كلينغندايل" إلى أنه في أكتوبر 2018، لقيت مجموعة يشتبه في انتمائها إلى تنظيم الدولة - في ولاية الساحل - استقبالًا جيدًا على المستوى المحلي في البداية.
ويطلق القرويون لقب "لاكوراواس" (في الهوسا) على أعضاء هذه الحركة التي تقدم الحماية من قطاع الطرق، قبل أن يحاولوا فرض حكم صارم على السكان، على غرار تنظيم الدولة.
ويحذر تقرير أممي صادر عن مجلس الأمن من أن زعزعة استقرار بلدان غرب أفريقيا بالكامل في الأجل المتوسط يظل "خطرًا محتملاً".
وأشار بشأن تنظيمي "داعش والقاعدة" وما يرتبط بهما من أفراد وجماعات ومؤسسات وكيانات، إلى أن تنظيم داعش يسعى إلى الحصول على موطئ قدم في منطقة "سوكوتو" في شمال غرب نيجيريا، وما يثير المخاوف "ظهور منطقة واسعة من عدم الاستقرار، من مالي إلى حدود نيجيريا".