عاجل
برلين تحذر كل الأطراف من مغبة التصعيد في الشرق الأوسط
يرى محللون أن طبيعة الرد الإيراني المرتقب يمكن أن يحدد شكل الحرب في قطاع غزة، لا سيما مع تدخل جبهات عسكرية أخرى كميليشيا حزب الله وميليشيا الحوثيين، إذ إن ذلك يعتمد بشكل أساس على احتمالية انزلاق المنطقة إلى حرب واسعة، ترى فيها حركة حماس فرصة ذهبية لتحسين وضعها العسكري والسياسي من خلال إعادة بناء قدراتها العسكرية.
طبيعة الرد وتأثيره
يقول الخبير في الشأن السياسي الدولي رائد نجم، إن شكل الحرب في غزة يعتمد بشكل أساس على شكل الرد الإيراني، وفقًا للسيناريو الذي ستختاره إيران للرد سيترتب عليه تأثير مباشر على جبهة غزة.
وأضاف نجم في حديث لـ"إرم نيوز"، أنه إذا كان الرد الإيراني هو تكرار للرد السابق بالصواريخ البالستية والمسيرات، فإن جبهة غزة لن تستفيد عسكريًّا من هذا الرد سوى استفادة لحظية في رفع معنويات الحركة في الميدان، إلى جانب إعطاء مساحة مناورة للحركة لتنفيذ هجمات منظمة من داخل الأراضي الفلسطينية بالمشاركة مع الرد الإيراني.
وتابع، "في حال اختلف شكل الرد الإيراني بمشاركة أوسع وأكبر من الميلشيات الإيرانية في سوريا والعراق واليمن ولبنان، فإن هذا سيقلب المعايير، وسيغير شكل الرد، وربما يشجع حركة حماس على الخروج والمشاركة بشكل أوسع، وقد تذهب مشاركتها إلى ما هو أبعد من ذلك بتكرار جزئي لسيناريو السابع من أكتوبر، بالإضافة إلى إمكانية تحريك الضفة الغربية بحيث يكون هناك تنسيق مشترك لمجموعات منظمة قادرة على مهاجمة المستوطنات ونقاط الجيش العسكرية".
وأشار الخبير السياسي إلى أن هناك نقاشًا محتدمًا داخل الشارع الإيراني، وفي أوساط القيادة الإيرانية لدراسة سيناريوهات الرد وطرح موازين الربح والخسارة على الطاولة، وذلك بين تيار يريد الانتقام وتوجيه ضربة عسكرية غير مسبوقة لإسرائيل بقيادة المرشد علي خامنئي، وتيار يبحث عن محدودية الرد وعدم توسيعه بحيث لا يتم الانزلاق إلى حرب إقليمية تخلط الأوراق السياسية وتطيح بالاقتصاد".
حماس ورحلة البحث عن غطاء
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي نزار البرغوثي، إنه من الطبيعي أن تعتمد جبهة غزة بشكل رئيس في تحديد مصير الحرب الإسرائيلية على القطاع، على طبيعة الرد الإيراني المرتقب، لا سيما وأن حماس تعاني ضعفًا شديدًا على المستوى العسكري جرّاء حالة الاستنزاف العسكري طيلة 10 أشهر وأكثر.
وأضاف البرغوثي في حديث لـ"إرم نيوز"، أن هناك ردودًا إيرانية محتملة يجري الحديث عنها في تقارير استخباراتية أمريكية منها توجيه ضربات عسكرية لقواعد أمنية إسرائيلية في كردستان وأذربيجان أو استهداف سفير إسرائيلي أو شخصية أمنية بارزة، وهذا إن حدث لن يكون ذا تأثير في جبهة غزة.
وأوضح، أن الخيار الأرجح سيكون بتكرار النموذج السابق من الرد مع توسيع حجم المشاركة وكثافة الصواريخ، حيث سيكون هناك قصف مكثف من قبل ميليشيا حزب الله إلى جانب إطلاق صواريخ بالستية باتجاه إسرائيل، إلى جانب مشاركة قوات برية.
ولفت المحلل السياسي إلى أن موقف الدول العربية من الرد الإيراني المرتقب جاء منقسمًا هذه المرة، حيث صرّحت المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية بأنهما لن يسمحا بمرور أو اختراق أي صواريخ أو مسيرات من أجوائهما، في حين أعلنت جمهورية مصر العربية أنها لن تكون جزءًا من هذا التحالف لصد الصواريخ والمسيرات.
وبحسب البرغوثي، فإن إسرائيل ستبقى في حالة استنزاف طويلة جرّاء تعرضها لعمليات قصف مستمرة من بضع جبهات، تلقي بظلالها على شكل الحرب الإسرائيلية في المستقبل.
وأشار إلى أن حماس لديها معلومات بأن إيران سترد، ولذلك أرجأت مشاركتها في جلسات التفاوض بالتحجج بضرورة تقديم خطة زمنية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير لتسمح بتمرير الرد الإيراني، وترتيب أوراقها السياسية تبعًا لهذا الرد، لا سيما أن إسماعيل هنية هو رئيس مكتبها السياسي وهناك مطالبات في أوساط الحركة بوجوب الانتقام.
