والا: صافرات الإنذار دوت لأول مرة في قيسارية حيث كان نتنياهو يتواجد في منزله هناك

logo
العالم

"الساحل الأفريقي" يصعّد: الغرب "متواطئ" مع أوكرانيا لدعم المتمردين

"الساحل الأفريقي" يصعّد: الغرب "متواطئ" مع أوكرانيا لدعم المتمردين
مقاتلون في حركة أزواد "المتمردة" في ماليالمصدر: أف ب-أرشيفية
04 أكتوبر 2024، 5:27 ص

يسلط التوتر الدبلوماسي بين أوكرانيا وحكومات غرب أفريقيا الضوء على التعقيدات الجيوسياسية في منطقة الساحل الأفريقي، ويهدد بنقل صراع كييف مع موسكو إلى هذه البلدان "الهشة" على حساب مسائل الأمن والاستقرار في أفريقيا.

وهاجم العديد من وزراء خارجية الدول الأعضاء في تحالف دول الساحل الأفريقي بشدة تصرفات أوكرانيا خلال الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، متهمين الغرب بالتواطؤ معها لدعم المتمردين وزعزعة استقرار بلدانهم.

وكان المنتدى العالمي فرصة لهذه الدول لإعادة تأكيد وحدتها في مواجهة "العدوان الخارجي"، والتأكيد على مسؤولية كييف وباريس في زعزعة استقرار المنطقة.

وبعد طردها من منطقة الساحل الأفريقي، باتت فرنسا وحلفاؤها في منظمة حلف شمال الأطلسي تستخدم أوكرانيا لتدريب وتجهيز الشبكات المتطرفة الخاضعة لحمايتها، وفق ما كشف عنه الكاتب والمحلل السياسي المالي عيسى كيتا.

دليل دامغ

ويرى كيتا في تصريح لـ"إرم نيوز" أن هذا الأمر أصبح اليوم أكثر وضوحا للعديد من المراقبين الذين يعتبرون الهجمات التي شهدتها منطقة تينزاواتن شمال مالي في شهر يوليو الماضي دليلا دامغا على هذه الحقيقة.

ويربط كيتا بين الدعم الأوكراني والفرنسي المزعوم عبر تدريب وإعادة تسليح "المتمردين"، الذي يغذي التطرف، من جهة، ومن جهة أخرى الصمت الدولي المرادف للتواطؤ.

وقال إنه من أجل مكافحة هذا "العدوان الأوروبي" تدعو دول المنطقة إلى تعزيز التعبئة والوعي الجماعي، وفق تعبيره.

حركة أزواد

وفي حديثه عن الاضطرابات الجيوسياسية والنهج الاستراتيجي الجديد لكييف في أفريقيا، يتفق الباحث في الشؤون الأفريقية رأيف بينتو مع الإشارة إلى تكثيف التعاون مؤخرا بين أوكرانيا والحركات المسلحة في منطقة الساحل الأفريقي، لاسيما تحالف حركات أزواد.

وأصبحت هذه المنطقة الهشة أمنيا وسياسيا ملعبا لكييف، التي تحاول تعزيز وجودها للتشويش على النفوذ الروسي، خصوصا من خلال الشراكات مع الجهات المسلحة، حسب توضيحات المحلل المالي لـ"إرم نيوز".

ويحذر بينتو من تسبب سياسة أوكرانيا في تعقيد علاقات القوى القبلية المحلية مع الدولة، وبعضها لها أذرع مسلحة غير رسمية، ما يورط انخراط أوكرانيا في حالات عدم الاستقرار الشديد، ومفاقمة التوترات الداخلية.

ووفق المصدر ذاته تتجاوز محاولات كييف الجانب العسكري، إلى جوانب اقتصادية في منطقة غنية بالموارد الطبيعية التي لا تزال غير مستغلة بالقدر الكافي، وهي تسعى من خلال دعم المتمردين إلى تغيير الأنظمة الحاكمة باستخدام هذا التعاون لإنشاء اتفاقيات تجارية جديدة، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستجلب مكاسب ملموسة لكييف على المدى القريب في سياق نزاعها مع موسكو.

تنديد أفريقي

ونددت بوركينا فاسو، عبر وزير خارجيتها كاراموكو جان ماري تراوري، بـ"أعمال العدوان والتبرير للإرهاب" التي ترتكبها أوكرانيا. 

وشدد تراوري على أن تصرفات كييف في تنزاواتين بمالي تشكل انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة. 

ووفقا لتراوري، فإن الأدلة عديدة وتظهر تورط أوكرانيا المباشر في دعم الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، مما يؤدي إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار في هذه المنطقة.

وخلال جلسة الأمم المتحدة نفسها، انتقد وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب بشدة دور أوكرانيا في دعم ما سماه الإرهاب الدولي، وخاصة في الساحل الأفريقي. 

وندد ديوب، نيابة عن اتحاد دول الساحل، الذي ترأسه مالي حاليا، بالتورط العلني والمفترض للحكومة الأوكرانية في الأعمال التخريبية التي تهدد الاستقرار، ودعا مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته أمام هذه الانتهاكات الصارخة لميثاق الأمم المتحدة، مؤكدا ضرورة التحرك ضد هذه "الدولة الداعمة للإرهاب".

وبدوره، أعلن المتحدث الرسمي باسم حكومة مالي عبد الله مايغا، في مداخلته أمام منصة الأمم المتحدة، أن السلطات الأوكرانية اعترفت علنا بمشاركتها في هجوم إرهابي ضد دورية لقوات الدفاع والأمن المالية.

أخبار ذات علاقة

هل أصبحت مالي ملاذًا لتنظيم القاعدة في الساحل الأفريقي؟

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC