نيويورك تايمز: أمريكا وأوكرانيا قد تعقدان جولة إضافية من المحادثات بالرياض اليوم
تشتعل الساحة السياسية في فرنسا، إثر تعيين فرانسوا بايرو رئيسًا للوزراء، إذ تواجه الحكومة الجديدة تهديدات قوية من المعارضة بـ"حجب الثقة".
وفي الوقت الذي يستعد فيه بايرو لمواجهة تحديات كبيرة، يبدو أن معركة حجب الثقة ستكون محورية في تحديد مدة استمراره في منصبه.
من فرنسا الأبية إلى الحزب الشيوعي الفرنسي، مرورًا بالحزب الاشتراكي، يترقب الجميع المواقف المتباينة التي ستحدد مصير حكومة بايرو.
وفي هذا الصدد، قال الأستاذ في المركز الفرنسي للبحوث السياسية "Cevipof"، جان-كلود شافي، إن تعيين فرانسوا بايرو يعد خطوة استثنائية من الرئيس إيمانويل ماكرون، بهدف تكريس الاستقرار الحكومي.
وأضاف شافي، لـ"إرم نيوز"، أنه "يمكن أن تُعتبر الحملة ضد بايرو من قبل بعض الأطراف السياسية بمثابة محاولة لإضعاف السلطة التنفيذية، قبل أن تتمكن من وضع سياساتها موضع التنفيذ".
ومع ذلك، يعتقد شافي أن المعارضة، بما في ذلك حزب "فرنسا الأبية" والحزب الشيوعي الفرنسي، قد يكون لها فرص في تحقيق نتائج إيجابية إذا استمرت في الضغط على الحكومة عبر استراتيجيات مثل حجب الثقة.
وأشار إلى أن ماكرون قد يستخدم هذا الصراع لصالحه، عبر التأكيد على قوته في مواجهة التحديات الداخلية.
بدورها، اعتبرت الباحثة في معهد الدراسات السياسية في باريس، بياتريس دولاوي، تعيين بايرو رئيسًا للوزراء في هذا التوقيت بأنه يشكل تحديًا كبيرًا بالنسبة للرئيس ماكرون.
وقالت دولاوي، لـ"إرم نيوز"، إن الأزمة السياسية الحالية تنبع من الغضب الكبير الذي تشعر به مختلف القوى السياسية جراء هذا التعيين، خاصة من اليسار والتجمع الوطني، اليميني المتطرف.
ووفقًا لدولاوي، فإن حجب الثقة المحتمل قد يكون له تأثير كبير على استقرار الحكومة في المستقبل، خاصة إذا ما قرر بايرو الإبقاء على السياسة الاقتصادية والاجتماعية التي يتبعها ماكرون.
وأضافت أن "استمرار هذا النوع من التوتر بين الحكومة والمعارضة، قد يضعف مصداقية الحكومة، ويزيد من انقسامات المجتمع الفرنسي".
وأوضحت أن المعادلة بسيطة على الورق، ولكي ينجح في البقاء في منصبه لفترة أطول من سلفه ميشيل بارنييه، يجب على بايرو أن يعتمد على عدم حجب الثقة من إحدى الكتل المعارضة على الأقل: التجمع الوطني والجبهة الشعبية الجديدة.
وبعد تعيين بايرو أدان منسق فرنسا الأبية مانويل بومبار، القرار معتبرا انه "إهانة جديدة للديمقراطية".
وقال بومبار: "بعد أن خسر في جميع الانتخابات الأخيرة، يعين ماكرون أول وآخر مؤيد له في منصب رئيس للحكومة" مضيفا أن "إسقاط بايرو يعني إسقاط ماكرون".
وأعرب الشيوعيون في بيان صحفي عن أسفهم لتعيين بايرو، وقالوا: "كان يجب أن يقود اختيار صناديق الاقتراع إلى تعيين رئيس وزراء من اليسار، من الإئتلاف الذي فاز".
ومع ذلك، لم يتخذ الحزب الشيوعي بعد موقفًا بشأن حجب الثقة عن بايرو.
ومن جانب حزب الخضر فإن حجب الثقة ليس مستبعدًا، إذ قالت رئيسة الحزب ، مارين تونديليه: "سنراقب محتوى السياسة التي تتشكل.. إذا كانت هذه السياسة ستعني الحفاظ على نفس الأشخاص في المناصب الاستراتيجية، مثل ريتايو في وزارة الداخلية، وإذا كانت السياسة ستظل كما هي في مجالات التقاعد، البيئة، والعدالة الضريبية، فلا أرى خيارًا آخر سوى حجب الثقة".
وبدوره، خاطب السكرتير الأول للحزب الاشتراكي، أوليفييه فور، رئيس الحكومة الجديد فرانسوا بايرو، قائلًا: "لن يشارك الاشتراكيون في حكومتك، وسيمكثون في المعارضة"، ليضع حدًا للشائعات حول احتمال انسحاب الاشتراكيين من الجبهة الشعبية الجديدة.
ورغم أن رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، جوردان بارديللا، قد صرح بعد تعيين بايرو، أنه "لا يوجد حجب ثقة مبدئيًا"، إلا أن عناصر من الحزب صرحت لوسائل الإعلام الفرنسية أنها لا تستبعد سحب الثقة من الحكومة ما لم تستجب لمطالبها.