الجيش الإسرائيلي يهدد بقصف المستشفى المعمداني في مدينة غزة ويطالب بإخلائه فورا
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن إدانة زعيمة حزب التجمع الوطني الفرنسي اليميني المتطرف، مارين لوبان، بالاختلاس بمثابة اختبار لقدرة الحزب على مواجهة مستقبله.
وبينما تولّت عائلة لوبان، لأجيال، قيادة الحزب القومي الفرنسي، على لوبان الآن أن تقرر ما إذا كانت ستُناضل من أجل مستقبلها السياسي أم ستُفسح المجال لخليفة لها.
ورغم أن جان ماري لوبان سلّم زمام الحزب القومي الفرنسي لابنته مارين، لحفظ الحزب كإرث عائلي، إلا أن محكمة فرنسية، بمنعها مارين لوبان من الترشح للرئاسة في عام 2027 أجبرت حزب التجمع الوطني، وهو حزب عائلة لوبان، على إعادة النظر في مستقبله وتحديد ما إذا كان سيبقى على قيد الحياة.
وبحسب الصحيفة، تقف لوبان أمام خيارين؛ أولهما التمسك بمستقبلها السياسي من خلال شنّ حرب شاملة على المدعين العامين الفرنسيين في محاكم الاستئناف، وكذلك أمام محكمة الرأي العام.
وفي حين يعكس هذا الخيار نهج حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد القضاة والمدعين العامين، التي ألهبت حماسة مؤيديه وساعدت في تحويل مسار الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالحه، لكنه يُخاطر بتورط حزب التجمع الوطني في دعاوى قضائية دون أي ضمانات بحصول لوبان على حق الترشح، مع تنفير قطاعات واسعة من الناخبين الفرنسيين المؤيدين للقضاء الفرنسي المستقل بشدة.
أما الخيار الثاني أمام لوبان فيتمثل باختيارها لخليفة يقود الحزب في المرحلة المقبلة، لكنه خيار محفوف بالمخاطر، وفق الصحيفة.
وفي حين نصبت لوبان تلميذها، جوردان بارديلا، خليفةً للتجمع الوطني، بانتظار الفرصة المناسبة، لكنه لم يكن قط تحت الأضواء الكاشفة للتنافس على أعلى منصب في فرنسا.
ويُعتبر بارديلا، الشاب ذو الملامح الشابة والبالغ من العمر 29 عاما، والموهوب في نشر منشورات "تيك توك" واسعة الانتشار، والموهوب سياسيا، علاوة على أنه قاد حملة التجمع الوطني خلال الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت الصيف الماضي.
وقالت الصحيفة إن لوبان كانت متقلبة بشأن نواياها؛ لافتة إلى أنها وصفت نفسها في مقابلة تلفزيونية، يوم الاثنين، بـ"المقاتلة".
وأكدت لوبان خلال المقابلة أنها لن تُسقط بقرار قضائي.
وفي حين أشادت أيضا ببارديلا ووصفته بأنه "عنصرٌ أساسيٌّ في الحزب"، إلا أنها قالت "آمل ألا أضطر إلى استخدام هذا العنصر في وقتٍ أبكر من اللازم".
وأشارت الصحيفة إلى أن طي صفحة لوبان، بالنسبة لحزب التجمع الوطني، يُمثل تحديا؛ لأن الحزب لطالما عمل كرمزٍ لشخصيةٍ مُتمحورة حول أحد أفراد عائلته.
ورغم أن جان ماري لوبان، الذي توفي في يناير/كانون الثاني، أثار غضب الجمهور بتصريحاته المعادية للسامية، لكن كان له أيضا حضور آسر على موجات الأثير بعباراته الاستفزازية.
ومع ذلك، تشير بعض استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين مستعدون لتغيير الحرس القديم، حيث أظهر استطلاع أجرته شركة أودوكسا يوم الاثنين بعد صدور الحكم أن 57% من ناخبي التجمع الوطني يعتبرون بارديلا مرشحا أفضل من لوبان للرئاسة في عام 2027.
ولفتت الصحيفة إلى أن بارديلا لا يُعد وحده من يزعم اعتلاء عرش اليمين المتطرف في فرنسا؛ حيث تبرز ماريون ماريشال، ابنة أخ لوبان البالغة من العمر 35 عاما.
ورغم أنها كانت تحظى بعلاقة متوترة مع حزب التجمع الوطني وعمتها، حيث اعتمدت لقب لوبان في مرحلة ما، ثم تخلت عنه لاحقا، لكن كان طموحها في أن تصبح يوما ما واجهة اليمين المتطرف في فرنسا واضحا دائما.
وفي المقابل، على الرغم من أن بارديلا يحظى بدعم قوي داخل حزب التجمع الوطني، لكنه ليس بمنأى عن الانتقادات؛ إذ ألقى بعض كبار مسؤولي الحزب اللوم عليه في النتائج المخيبة للآمال التي حققها الحزب خلال الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت الصيف الماضي، وفق الصحيفة.