مكتب نتنياهو: إسرائيل ألغت جميع الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الأمريكية
ذكرت صحيفة "التلغراف" البريطانية في تقرير لها، أن أمام الملك تشارلز الثالث فرصةً لرأب الصدع بين الرئيسين دونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكي؛ ما قد يمنحه الإرث الذي يسعى إليه كـ "صانع سلام".
وأوضحت الصحيفة أنه قبل خمس سنوات، وقبل أن يصبح ملكًا أو يُصاب بالسرطان، عبّر الأمير تشارلز آنذاك عن آماله في أن يؤدي دور الوسيط في الأزمات العالمية. واليوم، ومع تعمُّق الخلاف بين ترامب وزيلينسكي، يجد العاهل البريطاني نفسه أمام فرصة نادرة لتحقيق هذا الطموح.
وفقًا لـ "التلغراف"، يجد الملك نفسه، سواء اختار ذلك أم لا، في وسط مثلث دبلوماسي حساس يجمع بين دونالد ترامب، فولوديمير زيلينسكي، والسير كير ستارمر، رئيس وزراء بريطانيا الحالي.
ويحظى الملك بعلاقة ودية مع ترامب، في حين أنه داعم قوي لأوكرانيا، حيث التقى زيلينسكي وزوجته مرتين من قبل. كما يجتمع بانتظام مع السير كير ستارمر، الذي يسعى بدوره إلى تحقيق توازن دبلوماسي في ظل الصراع القائم بين واشنطن وكييف.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة بين ترامب وزيلينسكي، والتي هزّت أوروبا وأثارت ردود فعل في الإعلام الرسمي الروسي، تتطلب وسيطًا دبلوماسيًّا عاجلًا، ويبدو أن الملك تشارلز قد يكون الشخص المناسب لهذا الدور.
لم يكن من المعتاد أن يشارك ملوك بريطانيا في السياسة الدولية الجارية، إلا في حالات استثنائية.
الملكة إليزابيث الثانية، على سبيل المثال، كان لها دور بارز في إنهاء الفصل العنصري، كما لعبت دورًا محوريًّا في تحويل الإمبراطورية البريطانية السابقة إلى كومنولث الدول المستقلة.
أما على الصعيد الداخلي، فقد كان لها تأثير غير مباشر في استفتاء استقلال اسكتلندا، حيث حثّت المواطنين على "التفكير بعناية شديدة في المستقبل". كما شهد التاريخ مصافحتها الشهيرة مع مارتن ماكجينيس، الزعيم السابق للجيش الجمهوري الأيرلندي، في خطوة رمزية لتحقيق المصالحة في أيرلندا الشمالية.
لكن هذه المرة، يجد الملك تشارلز نفسه في بؤرة الخلافات العالمية، حيث تم اتخاذ قرار غير معتاد بنشر رسالة رسمية موقعة منه إلى الرئيس ترامب، في خطوة تؤكد مدى التورط الملكي في هذا الملف الحساس.
بحسب الصحيفة، فإن إصابة الملك تشارلز بالسرطان قبل أكثر من عام قد دفعته للتفكير بعمق في إرثه التاريخي، حيث عبّر مرارًا عن رغبته في "إحداث فرق" على المستوى العالمي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر كبير في القصر الملكي قوله:
"إنه شخص دائمًا ما يسعى لفهم الأمور قبل أن يدلي برأيه، ويميل إلى الاستماع أكثر من الحديث، كما أنه لا يتهرب من القضايا الصعبة."
وخلصت "التلغراف" إلى أنه إذا استطاع الملك تشارلز توظيف مهاراته الدبلوماسية في الأسابيع المقبلة، فقد ينجح في ترسيخ مكانته كـ"صانع سلام"، وهو الدور الذي لطالما تطلع إليه.
ولكن مع تعقّد الأزمة العالمية، فإن المخاطر هذه المرة لا يمكن أن تكون أكبر.