صحة غزة: ارتفاع عدد القتلى إلى 921 منذ استئناف إسرائيل ضرباتها على القطاع
تواصل روسيا الإعلان عن مفاجآت جديدة في مواجهتها العسكرية والسياسية ضد أوكرانيا والغرب، وتحديدًا بعد مساعي الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن لتأزيم الموقف قبيل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا أطلقت صاروخًا باليستيًا جديدًا متوسط المدى على أوكرانيا، ردًا على استخدام كييف للصواريخ الأمريكية "أتاكمز" والبريطانية "ستورم شادو" في ضرب عمق روسيا.
وأكد بوتين عدم قدرة أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية على إيقاف الصاروخ الروسي الجديد.
ويسمى هذا الصاروخ الروسي الجديد "أوريشنيك"، وهو متعدد الرؤوس الحربية، ويحلّق بسرعة 10 ماخ، ويهاجم الأهداف بسرعة تتراوح من 2 إلى 3 كيلومترات في الثانية، ويصنّف على أنه فرط صوتي.
ويمكن استخدام الصاروخ في مهاجمة أي دولة حليفة لأوكرانيا يتم استخدام صواريخها لمهاجمة روسيا.
وقد تم استخدامه، وفقا لتصريحات الرئيس الروسي، في قصف مصنع للصواريخ في مدينة دنيبرو وسط أوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون سابيرينا سينغ، إن صاروخ أوريشنيك الروسي دمر أحد أكبر المصانع العسكرية الأوكرانية، وهو نوع جديد من القدرات القاتلة الروسية باعتباره صاروخًا باليستيًا متوسط المدى أو IRBM، وتم تجهيزه لحمل رؤوس نووية.
وأوضحت سينغ أن أوريشنيك مصمم وفق نموذج الصاروخ الباليستي الروسي العابر للقارات آر - سي روبيج، وأن البنتاغون يصف هذا النوع من الصواريخ بالتجريبية لأنها المرة الأولى التي يتم فيها استخدام سلاح من هذا النوع في ساحة المعركة في أوكرانيا.
ومع إطلاق الصاروخ أوريشنيك، تشهد قارة أوروبا حالة من الترقب الممزوجة بالتخوف من التحركات الروسية وقدراتها العسكرية على مواجهة مواقعها العسكرية في الدول المحيطة بأوكرانيا.
وحول دلالات هذه الخطوة الروسية قال المحلل السياسي الخبير في الشؤون الروسية، بسام البني، إن إطلاق الصاروخ الروسي الجديد "أوريشنيك" تجاه أهداف في أوكرانيا هو رسالة من روسيا إلى أمريكا والغرب بجاهزيتها لأي سيناريو للتصعيد.
وأوضح الخبير في الشؤون الروسية في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن منظومة الدفاع الغربية والأمريكية لن تكون قادرة على اعتراض هذا الصاروخ الباليستي، وهو ما يؤكد أن روسيا تستعرض عضلاتها وقوتها ردًا على سماح أمريكا وبريطانيا لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بصواريخ أتاكمز الأمريكية وستورم شادو البريطانية.
وأشار البني إلى أن صاروخ أوريشنيك الروسي قادر على حمل رؤوس نووية، إلا أن روسيا أطلقته برؤوس تقليدية، ورغم ذلك فإنه قادر على حمل 6 رؤوس نووية موجهة ويستطيع ضرب أهداف متعددة في وقت واحد وهو ما يمثل مشكلة كبيرة للغرب.
وأكد المحلل السياسي أن بوتين أعلن بوضوح أن بلاده ستضرب المنشآت العسكرية للدول التي تستخدم أوكرانيا منشآتها العسكرية، وبالتالي يمكن لروسيا ضرب منشآت عسكرية غربية خارج الحدود الأوكرانية، وهذا دليل واضح على ثقة روسيا في نفسها وأنها تسير وفقًا لأهداف العملية العسكرية الخاصة.
وأضاف أن أهمية توقيت إطلاق صاروخ أوريشينك الباليستي أنه يتزامن مع تعديل روسيا لعقيدتها النووية العسكرية ردًا على سماح أمريكا وحلفائها باستهداف العمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى وهو ما يؤكد أن روسيا جادة في تفعيل عقيدتها النووية في أي وقت.
وتابع: "اللافت في إطلاق صاروخ أوريشنيك الروسي أنه لم يختبر من قبل وأن إطلاقه باتجاه أهداف في أوكرانيا يتم لأول مرة، وهو ما يعني ثقة روسيا في صناعتها العسكرية".
من جانبه، قال الخبير العسكري رئيس القسم الاستراتيجي في مركز الدراسات الانثروستراتيجية، العميد نضال زهوي، إن روسيا وجهت رسالة قوية للغرب وأمريكا بإطلاق صاروخها أوريشنيك العابر للقارات.
وذكر أن إطلاق هذا الصاروخ جاء ردًا على سماح أمريكا باستهداف العمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى، في رسالة بأن روسيا قادرة على استهداف الدول الغربية وأمريكا بهذا الصاروخ الباليستي الجديد.
وأوضح الخبير العسكري، في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن أوريشنيك هو صاروخ عابر للقارات ويصل مداه لأكثر من 10 آلاف كم وله رؤوس متفجرة، ومن الواضح من تصوير أماكن الانفجار أن له قدرة تدميرية تصل إلى نصف مدينة كاملة.
وأشار إلى أن هذا الصاروخ يختلف عن الصواريخ الأخرى في عمليات التدمير حيث يتم إطلاق الصواريخ التي يحملها أوريشنيك واحدا تلو الآخر لإحداث طاقة تفجيرية هائلة مقارنة بالصواريخ الباليستية الأخرى التي كانت تطلق الصواريخ لتنفجر في توقيت واحد.
وبين أن إطلاق روسيا لصاروخ أوريشنيك هو تأكيد على أن روسيا جادة في مواجهة الغرب وأمريكا وأنها جاهزة لأي متغيرات عسكرية، كما يؤكد أيضًا قدرات روسيا العسكرية وقدرتها على الوصول إلى أهدافها في أي مكان في أوروبا وأمريكا.
