إعلام حوثي: 8 قتلى جراء قصف أمريكي استهدف ثقبان بمديرية بني الحارث بصنعاء
منذ اللحظات الأولى لتنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، وهو يُحاول إيجاد الطرق لتنفيذ وعده الانتخابي بـ"إنهاء الصراع الروسي الأوكراني في 24 ساعة".
وبدأ ترامب بتوجيه تحذيرات صارمة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على موسكو حال عدم الوصول إلى صفقة مع أوكرانيا.
وأكد النائب الأول للممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، أن موسكو بحاجة إلى معرفة ما هو بالضبط الاتفاق الذي اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن أوكرانيا.
وقال بوليانسكي، في تصريحات له أوردتها وكالة أنباء "تاس" الروسية، إن الأمر لا يتعلق فقط بمسألة إنهاء الحرب، إنها أولاً وقبل كل شيء مسألة معالجة الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، لذا علينا أن نرى ماذا تعني الصفقة في فهم الرئيس ترامب.
ومع تأكيدات المراقبين للحرب الروسية الأوكرانية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن ينجح بمفرده في حل الأزمة الروسية، تتجه الأنظار إلى مطلب ترامب من نظيره الصيني شي جين بينغ، بالتوسط في إنهاء الحرب بين موسكو وكييف، نظرًا لعلاقته الجيدة التي تربطه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقبل أيام، تحدث الزعيمان الروسي والصيني، خلال مكالمة عبر تقنية "الفيديو كونفرنس"، أكد فيها بوتين أن للصين دورًا مهمًا في استقرار الشؤون الدولية، وأن العلاقات الثنائية مبينة على أساس الصداقة والثقة المتبادلة والدعم، وأن هذه العلاقة تتمتع بالاكتفاء الذاتي ولا تعتمد على العوامل السياسية الداخلية أو الظروف العالمية الحالية.
من جانبه، أعرب الرئيس الصيني، شي جين بينغ، عن استعداده لرفع مستوى العلاقات مع روسيا إلى مرحلة جديدة بحلول هذا العام 2025، ومواجهة عدم اليقين الخارجي من خلال الحفاظ على استقرار وقوة تكون حاملة للعلاقات الصينية الروسية.
وأكد الخبراء أن الطريق الذي يطرقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الآن للضغط على روسيا من خلال فرض العقوبات الاقتصادية لن يؤدي إلى الهدف منه، خاصة أن روسيا نجحت بالفعل في إيجاد البدائل لتعويض خسائرها من هذه العقوبات.
وأوضح الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الصين قد تكون لاعبًا رئيسًا في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية وليست الولايات المتحدة، نظرًا للصداقة التي تربط الرئيسين الصيني والروسي، ونجاحهما في استغلال العقوبات الأمريكية الغربية عليهما، وتعميق مجالات التعاون فيما بينهما.
من جانبه، قال المحلل السياسي نادر رونج، إن المكالمة الهاتفية بين الزعيمين الصيني والأمريكي قبل تنصيبه بساعات، حملت دلالات كثيرة، أبرزها رغبة ترامب في تغيير سياسات سلفه جو بايدن التي تسببت بتوتر العلاقات بين البلدين.
وأكد رونج أن الرئيس الأمريكي طلب بالفعل من الرئيس الصيني شي جين بينغ التدخل والتوسط معه لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وأن هذه الخطوة هي أولى الخطوات الصحيحة للرئيس ترامب نحو إنهاء الصراع.
وتابع: "الرئيس الأمريكي لن ينجح بمفرده في إنهاء الصراع، باستخدام ورقة العقوبات على روسيا، التي لم ولن تنجح في تحقيق أهدافها، وهناك تحضيرات سياسية بين الولايات المتحدة والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي لحل الأزمة الأوكرانية".
وبين المحلل السياسي الصيني أن هناك تساؤلات حول ما إذا كانت كييف تقبل بالتخلي عن الأراضي التي احتلتها في روسيا، وهل ستبقى أوكرانيا خارج الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو وتبقى شريكًا فقط للاتحاد والحلف.
وأضاف أن السلطات الصينية لم تعلن عن موقفها حتى الآن لطلب الوساطة لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، خاصة أن هناك مخاوف للتأثير على علاقاتها مع موسكو، التي لا تزال تتمسك بأهدافها الاستراتيجية داخل الاراضي الأوكرانية.
وأشار نادر رونج إلى أن بكين قد تلجأ إلى تقديم وثيقة السلام التي سبق أن عرضتها منذ عامين مجددًا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتسوية سياسية للأزمة، وشملت الخطة الصينية العديد من البنود، وأهمها وقف الأعمال العدائية، واستئناف محادثات السلام، ووقف العقوبات الأحادية الجانب.
من جانبه، قال د. عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إنهاء الأزمة الأوكرانية خلال 24 ساعة لا تتخطى كونها تصريحات انتخابية، على الرغم من أن هناك رغبة من إدارة البيت الأبيض الآن لحل الأزمة لكن ترامب لا يملك الوسائل والأدوات الكافية لتحقيق هذه المعادلة السلمية.
وأضاف قناة أن طلب ترامب من نظيره الصيني التدخل لحل الأزمة وإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية يؤكد عدم امتلاكه أي خطة لتنفيذ وعده الانتخابي بإنهاء الحرب، وفق قوله.
وأشار إلى أن الصين سبق أن قدمت مبادرة لتحقيق السلام ووقف إطلاق النار بين الطرفين، إلا أنها لم تنل أي دعم غربي وتحديدًا من الولايات المتحدة، ومن الآن ومع المطالب الأمريكية قد تتمسك بكين بمبادرتها السابقة، حال تمسك ترامب هو الآخر بالوساطة الصينية، فكل من الطرفين يحاول أن يحصل على إشادة خاصة بإنهاء الحرب بنفسه ورعايته، خاصة ترامب.
وتابع: "حل القضية في تصور ترامب يكمن في وقف إطلاق النار بين الطرفين الروسي والأوكراني وتنفيذ إرادته من خلال الضغط على أوكرانيا، إلا أن دونالد ترامب لا يستطيع وضع إملاءات على الطرف الروسي".
وأوضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن صراحة في أكثر من موقف استعداد بلاده للتوصل إلى صيغة للسلام، وعلى الرغم من ذلك فإن روسيا لن تتنازل بأي شكل من الأشكال عن الشروط التي وضعتها والتي تتعلق بالأمن القومي، على حد قوله.