غارات إسرائيلية على مرتفعات إقليم التفاح جنوبي لبنان
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن فوز الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية يؤدي إلى تعقيد سياسة الرئيس الحالي بايدن الخارجية، التي أصبحت في مرحلة "البطة العرجاء".
ورأت بأنه يمكن لتوجهات الرئيس المنتخب ترامب الأحادية وغير المتوقعة أن تشجع الحلفاء والأعداء، من أوكرانيا إلى غزة، على حد سواء.
وبحسب الصحيفة، يأتي الفوز للرئيس المنتخب دونالد ترامب في ظل سلسلة من قضايا السياسة الخارجية الرئيسة، حيث تواجه إدارة بايدن دبلوماسية صعبة وتهديدًا بالتصعيد في الشرق الأوسط وأوكرانيا وخارجها.
وخلال الأسابيع العشرة المتبقية للرئيس جو بايدن في منصبه، سيتعين على الزعماء الأجانب أن يقرروا ما إذا كانوا سيذعِنون لوصفاته السياسية أو يرفضون الزعيم الأمريكي، باعتباره بطة عرجاء وينتظرون ما يتوقعون أنه سيكون معاملة أفضل من الرئيس القادم ترامب.
وإذا كان الماضي مجرد مقدمة، فإن العديد مما يعتبره بايدن أعلى إنجازاته في السياسة الخارجية، بإعادة ترسيخ التحالفات التقليدية التي استخف بها ترامب في ولايته الأولى، وتجديد القيادة الأمريكية للمؤسسات العالمية التي انسحب منها سلفه أو خفض تصنيفها، وتأكيد الدبلوماسية بدلًا من التصريحات الأحادية الجانب، التي من المرجح أن تشتعل فيها النيران.
ومع أخذ تجربة ولايته الأولى في الاعتبار، عندما اتهم "الدولة العميقة" بالتآمر ضد التغييرات التي سعى إليها، وعد ترامب بتفكيك بيروقراطية الأمن القومي المهنية.
وتعهد في مقطع فيديو سياسي صدر العام الماضي عندما بدأ حملته، بأن "وزارة الخارجية والبنتاغون ومؤسسة الأمن القومي ستكونان مكانين مختلفين تمامًا بحلول نهاية إدارتي".
وأضافت الصحيفة أن خطط ترامب السياسية هذه المرة غامضة؛ حل الحرب الأوكرانية في 24 ساعة، والتراجع عن الدور الأمريكي الذي وصفه نائب الرئيس المنتخب جي دي فانس بأنه "شرطي العالم"، واتخاذ إجراءات صارمة ضد دول مثل إيران وفنزويلا، وتوسيع اتفاقيات إبراهيم الموقعة في الشرق الأوسط.
وفي حين يُدرك مسؤولو إدارة بايدن أن نفوذهم أقل بكثير مع الدول الأخرى، وأن قدرتهم محدودة فقط على اتخاذ قرارات سياسية يمكن أن تستمر إلى ما بعد يوم التنصيب في 20 يناير.
تواجه أوكرانيا موقفاً صعباً بشكل خاص في الوقت الحالي، حيث تواجه البلاد انتكاسات كبيرة في ساحة المعركة في الأسابيع الأخيرة، بسبب النقص في الأفراد العسكريين الذي يصعب إصلاحه بسرعة.
كما لا يزال بايدن يواجه مسألة ما إذا كان سيسمح لأوكرانيا باستخدام أنظمة الصواريخ طويلة المدى التي قدمتها الولايات المتحدة لضرب عمق الأراضي الروسية، وهو الأمر الذي طالب به الأوكرانيون منذ أشهر لكن البيت الأبيض تجنبه وسط مخاوف من أن يقوم بوتين بتصعيد الحرب.
وعلى الرغم من أن تعهد ترامب بحل الصراع الأوكراني حتى قبل أن يتولى منصبه يفتقر إلى التفاصيل، إلا أن الخطاب وحده يمكن أن يدفع زيلينسكي بشكل أقرب إلى طاولة المفاوضات.
وتابعت الصحيفة بأنه من بين الصراعات الثلاثة المنفصلة التي تخوضها إسرائيل حاليا، غزة ولبنان وإيران، من غير المرجح أن يتم حل أي منها قبل أن يتولى ترامب منصبه؛ إذ تعتمد جميعها على تصرفات الأطراف المعنية بشكل مباشر أكثر بكثير من أي رغبة في السلام من جانب إدارة بايدن.
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة بايدن ستواجه نقطة اتخاذ القرار الأسبوع المقبل عندما تحتاج إلى معالجة مهلة 30 يومًا التي فرضتها على الحكومة الإسرائيلية الشهر الماضي، لتخفيف المخاوف الإنسانية أو المخاطرة بتعليق شحنات الأسلحة الأمريكية وغيرها من المساعدات.
وبينما انخرط المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون في محادثات مكثفة حول هذه القضية في الأسابيع الأخيرة، لم يتم اتخاذ سوى القليل من الإجراءات الإسرائيلية.
وأكدت الصحيفة على أن أحد العوامل التي تعقد قرار الإدارة هو معرفة أنه إذا قام بايدن بقطع الإمدادات العسكرية عن إسرائيل، فإن ترامب، يرتبط بعلاقة وثيقة مع نتنياهو، يمكن أن تستأنف عمليات نقل الأسلحة على الفور في 20 يناير/كانون الثاني. وفي هذه الأثناء، يمكن لإسرائيل أن تمنع المساعدات الإنسانية لغزة تماماً.
وخلُصت إلى أنه في لبنان، حيث تقاتل إسرائيل على جبهة ثانية ضد حزب الله، قد تكون فرص التوصل إلى اتفاق في عهد بايدن أفضل منها في غزة بفعل أن الإدارة لديها مخرج تفصيلي للغاية، وقد تكون إسرائيل أكثر ميلاً لقبوله، وفقا للمفاوض السابق آرون ديفيد ميلر.
وعل صعيد إيران، يبقى أسلوبها للرد على هجمات إسرائيل الأخيرة مع وصول ترامب غامضًا للغاية.