محافظ اللاذقية: الأمن العام يضبط مستودع أسلحة وذخائر في مدينة القرداحة
يترقب الروس عودة دونالد ترامب، لرئاسة البيت الأبيض في منتصف شهر يناير المُقبل.
وينتظر الروس بذلك معرفة مصير العلاقات الخارجية الأمريكية تجاه الكرملين، وتحديدًا العقوبات الغربية على موسكو والأموال الروسية المجمدة داخل البنوك الأمريكية.
يشار إلى أن الدول الغربية قامت بتجميد أصول الدولة الروسية في الخارج في عام 2022، ردًّا على الحرب في أوكرانيا.
ولم تكتفِ الدول الغربية بالحجز على الأصول الروسيّة، بل بدأت تفكّر في استخدامها كمصدرٍ لتمويل الحرب الأوكرانيّة في صدّ الهجوم الروسي.
ووافق الاتحاد الأوروبي رسميًا على استخدام أرباح أصول البنك المركزي الروسي المجمّدة من أجل تسليح أوكرانيا، فيما تضغط الولايات المتحدة الأمريكيّة من أجل خطة أبعد من ذلك.
وفي وقتِ سابق، قدرت وزارة المالية الروسية حجم الأصول المجمدة من قبل الغرب بما يتراوح بين 300 مليار و350 مليار دولار، ما يقارب نصف احتياطيات روسيا من الذهب والنقد الأجنبي، وبدرجة أساسية يجري الحديث عن الذهب النقدي وسندات الدين والعملات.
وفي هذا الصدد، انخفضت استثمارات الأجانب عموما في الشركات الروسية حتى قبل الحرب في أوكرانيا بأكثر من 20 مرة، فوفقا لنتائج العام 2021 بلغ حجم استثمارات الأجانب في الشركات الروسية 1.4 مليار دولار على المدى الطويل، وهو ما يكاد يتطابق مع مستوى منتصف التسعينيات.
وعن آمال الروس في إنهاء أزمة العقوبات الغربية على موسكو والأموال الروسية المجمدة داخل البنوك الأمريكية، أكد خبراء لـ"إرم نيوز" أن هناك تفاؤلا بقدوم الرئيس دونالد ترامب.
وأشاروا إلى أنه رغم ذلك فإن العقوبات الأمريكية والحجز على الأصول الروسية المتواجدة في البنوك الأمريكية لا يمكن تغيرها للعديد من الأسباب.
وقال السفير مسعود معلوف، الخبير في الشؤون الأمريكية، إن دونالد ترامب الرئيس المنتخب والفائز في سباق الانتخابات الرئاسية والذي وعد بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية سوف يستلزم بعض الوقت بعد تسلمه مهام السلطة في 20 يناير المقبل.
وتوقع معلوف في تصريح لـ"إرم نيوز"، موافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إبقاء روسيا على الأراضي الشرقية التي احتلتها وضمتها للأراضي الروسية بموجب الدستور الروسي مع وقف استمرار إرسال الأسلحة لأوكرانيا، مثلما كان يفعل الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن.
وأشار إلى أنه في حال موافقة الدول الأوروبية الأخرى على هذا الحل حينها يمكن وقف العقوبات ضد روسيا والتراجع عنها.
وأوضح أن العقوبات ليست أمريكية فقط بل أوروبية أيضًا وبالتالي ضرورة موافقة الدول الأوروبية على فكرة ترامب، وأن يتفق الجميع على إنهاء الحرب، وقبل ذلك الحين سيكون من الصعب على أوروبا إيقاف العقوبات التي ربما يوقفها ترامب.
ومن جانبه، أكد بسام البني، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية يسبب سعادة مبدئية لروسيا إلا أنه لا يعتبر صديقًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فكلاهما رئيسان لدولتين عظميين وكل منهما يحب بلده ويبحث عن مصلحتها.
ولفت البني إلى أن عودة ترامب تعد قوية بعد أن سيطر الجمهوريون على الكونغرس إلى جانب فوزهم بالرئاسة مما جنب الولايات المتحدة الوقوع في حرب أهلية لأنه إذا كان فوز الجمهوريين ضعيفًا فلن يعترف الطرف الآخر به.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن العقوبات المفروضة على روسيا ستكون على قائمة المفاوضات في الوقت الحالي؛ لأن ترامب هو أول من وضع العقوبات على روسيا قبل البدء في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وأشار إلى أن ترامب وضع عقوبات على "نورد ستريم" التي كانت تنقل الغاز من روسيا إلى أوروبا، وبالتالي فإن ترامب لا يمكن التنبؤ بأفعاله تماما مقارنة بالرئيس بوتين.
وتابع: "ترامب يعتبر رجلا مزاجيا وحادا، وبالتالي إذا تعامل مع روسيا بشكل حاد من المتوقع أن يحدث تصادم روسي أمريكي غير أن ما يهم الجانب الروسي هي الأفعال وليس الكلام المعسول".
ووفق بسام البني فإن "الأموال الروسية مجمدة لدي الاتحاد الأوروبي وليس في أمريكا لكن بمساعدة أمريكية وبالتالي فمن المستبعد فك الحظر على الأموال الروسية المجمدة ولا حتى رفع العقوبات".
وأوضح الخبير في الشؤون الروسية، أن "روسيا تنتظر الخطوات الفعلية لترامب عقب وصوله إلى البيت الأبيض وتسلم السلطة وبالتالي اتخاذ خطوات عملية تقود إلى حل يرضي روسيا، والتي تحدث عنها بوتين أمام الخارجية الروسية منذ أشهر".
وأكد بوتين أنه لا يمكن التخلي عن وضع أوكرانيا على الحياد ونزع سلاحها والاستسلام الكامل بالإضافة للبنود التي كانت تقدمت بها روسيا في عام 2021 قبل بداية العملية العسكرية الخاصة وتجاهلتها أمريكا.
ووفق المحلل، فإنه بالتالي إذا أرادوا الحل فعليهم العودة إلى تلك النقاط ومناقشتها بشكل جذري وربما تكون هناك بعض التنازلات وحلول وسط بعيدة عن ما يهدد الأمن القومي الروسي.
