اليونيسيف: مقتل 322 طفلا بغزة عقب انهيار وقف إطلاق النار
تتباين الآراء حول مدى تأثير الشروط "التعجيزية" التي يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إيران، ما بين الوصول إلى اتفاق جديد بين طهران واشنطن أو الذهاب إلى صدام داخلي إيراني بين الإصلاحيين والحرس الثوري.
يصاحب ذلك، وفق توقعات، توجيه واشنطن ضربة عسكرية واسعة، لا تقف عند المنشآت النووية فقط ولكن تعمل على تدمير البنية الأساسية للحرس الثوري.
ويريد ترامب فرض شروط على طهران في إطار العمل على اتفاق نووي جديد، أبرزها تقليص مدى الصواريخ الإيرانية إلى ما دون 2000 كيلومتر، ويستهدف الحصول على أفضل المكاسب في ظل ضعف الدور الأوروبي الذي كانت تعول عليه إيران.
وكانت الخارجية الأمريكية قد أكدت مؤخرًا أن الضغوط التي تقوم بها إدارة ترامب هدفها إنهاء التهديد النووي الإيراني في المنطقة وتقليص برنامجها للصواريخ الباليستية.
ويقول الخبير في العلاقات الدولية، أحمد الياسري، إن الفترة القادمة هي مرحلة اتفاق، على الرغم من الرد المتشنج من المرشد الإيراني علي خامنئي.
وأرجع ذلك إلى أن طهران في زاوية حادة وخياراتها محدودة ونقاط قوتها في المنطقة انكمشت، بعد ما جرى لملف نفوذها عبر ميليشياتها التي تعرضت لضربات قوية، ليتبقى لها الملف النووي وملف الصواريخ الذي تستطيع أن تتفاوض به.
وأضاف الياسري، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ترامب يرفع سقف المطالب لإجبار إيران على الجلوس على الطاولة.
ولفت إلى أن التصعيد الذي يخرج منه، غرضه الحصول على أفضل المكاسب، وذلك في وقت ضعف فيه الدور الأوروبي الذي عولت عليه طهران في مشاهد عدة؛ ما يدفع إيران إلى المثول للتفاوض مع ترامب في ظل تلويحه باستخدام القوة، في إشارة إلى وجود حاملات طائرات أمريكية، تقوم بمناورات في المنطقة.
وأشار الياسري إلى أن ترامب يرى أن الاتفاق بنسخة الرئيس الأسبق باراك أوباما، لا يفيد بلاده على مستوى الجيوسياسي في كبح جماح إيران، في ظل عدم رهان الرئيس الجمهوري على المدى البعيد، لكونه رجل الصفقات السريعة.
وذكر أن هذا توضح بخروج واشنطن في عهد ترامب من منظمات دولية واتفاقيات والتزامات، وعزل الاتحاد الأوروبي والمساهمة في إضعافه من أجل الصفقات التي يستهدفها عبر التعامل مع روسيا.
ويتوقع الياسري أن يتفق ترامب مع طهران هذه المرة، بعد أن أرسل للإيرانيين رسالة تحمل الجلوس على طاولة المفاوضات وتحييد المدى الصاروخي الذي تعتمده إيران.
وقال إن هذه نقطة ليست بجديدة، حيث إن هذا التحييد موجود في الاتفاق النووي العام 2015 من حيث نسبة إنتاج الصواريخ ومداها، مشيرًا إلى أن ترامب عندما خرج من الاتفاق النووي السابق، كان يهدف إلى إبرام اتفاق جديد يحسب له.
وتابع الياسري بالقول إن المرشد الإيراني تجاوب بشكل سريع ومزدوج بفتح مسار لترامب بإمكانية العودة إلى نسب التخصيب لما كان قبل 2018، ولكن دون فرض المدى الصاروخي، وكل ذلك يدور في إطار التجاوب عبر الضغوط المتبادلة.
ويرى الباحث في الشؤون الإيرانية، محمد المذحجي، أن ترامب يريد استسلام إيران تمامًا في المجال النووي والعسكري خاصة الصاروخي.
وأشار إلى أنه وضع شروطًا تعجيزية للتعامل بها مع الصراع الداخلي الدائر في إيران، في وقت يريد فيه الحرس الثوري التوافق مع الصين وعدم التفاهم مع الولايات المتحدة تحت أي ظرف، بينما يرغب الإصلاحيون بقيادة الرئيس مسعود بزشكيان، في التواصل مع واشنطن وإبرام اتفاق مناسب.
وبين المذحجي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذا الصراع الداخلي يغلب فيه قوة وسيطرة الحرس الثوري على المؤسسات الأمنية والعسكرية في وقت تميل فيه الكفة داخل إيران له.
ويرجح المذحجي ذهاب الأوضاع في هذا النطاق بطهران إلى التأزم، وسط توقعات بحالة من الاحتدام خلال الـ6 أشهر المقبلة بين الحكومة والحرس الثوري، خاصة بين الاستخبارات الإيرانية واستخبارات الحرس الثوري.
وقال: سنشهد المزيد من الوفيات الغامضة لمسؤولين إيرانيين وبعض قادة الحرس الثوري، لأسباب غير واضحة، في وقت تستعجل فيه الإدارة الأمريكية إنهاء الملف النووي الإيراني.
ويرى المذحجي أن 2025 سيكون عام حسم لملف ايران، متوقعًا أن تقدم إدارة ترامب على عمل عسكري واسع يستهدف المنشآت النووية الإيرانية ويعمل على تدمير البنية العسكرية للحرس الثوري.